في وداع العالم الجليل والثابت على طريق الحق
الشيخ الدكتور محمد محروس المدرس الاعظمي
فقد العراق قامة علمية شامخة وهو الأستاذ الدكتور محمد محروس الاعظمي (رحمه الله تعالى)، وهو من العلماء الأفذاذ الذين قضوا حياتهم في العلم والعمل منذ نشأتهم وحتى آخر لحظات حياتهم، وكان ممن جابهوا ظلم الأنظمة الجائرة وعُذّب وأُذي حتى ظهر ذلك في جسده وتحمل الأذى حتى سقط نظام الجور، ولكنه ثبت ولم يخدع بالبدائل المزيفة، فرفض مشروع الاحتلال ومخططاته، فلم ينزلق إلى طائفية حقيرة، أو خديعة سيئة، ولا محاصصة تافهة او عملية سياسية فاسدة، فأدى دور العلماء والصالحين متمسكاً بنهج الائمة الهداة المهديين ممن عاش في كنفهم وقرأ محنتهم كالإمام الكاظم (ع) وممن عاش محنته مع حكّام الملك العضوض فسار على نهجهم وتابع مسيرتهم في العلم والدين كالإمام ابي حنيفة النعمان (رض)، حيث كان الفقيد من ابرز حملة الفقه الحنفي ومدرسيه في هذا الزمان، كما كانت له علاقات تاريخية مع علماء مدرستنا منذ الستينات، فكان مع أخينا الأكبر والعلامة المرجع الشيخ محمد مهدي الخالصي (حفظه الله تعالى) في كلية الحقوق في بغداد، وظلت هذه العلاقة إلى أيامه الأخيرة، كما تواصل مع علماء الحوزة العلمية في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة وبغداد والكاظمية المقدسة والعراق عموماً حيث بغداد عاصمته الحبيبة التي تمثل صورة البلد الموحد الجامع لكل أبنائه وكل أبناء الامة.
رحم الله الشيخ المدرس وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء بما تحمل وصبر وبما أدى الرسالة وثبت على الحق ليكون النموذج الصالح لعلماء الامة. وعزاؤنا إلى اهله واخوانه واخواننا في الاعظمية خاصة ممن ساروا على طريق الحق ولم يركنوا إلى الظلم ولم يوالوا المحتلين وأذنابهم. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
مدرسة الإمام الخالصي
9 رجب الاصب 1443هـ
11 شباط 2022م