مبادرة مسعود بارزاني.. دلالات وطنية ونتائج هادئة

أبو مسلم الخرساني

أعلن زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني مبادرة لإنهاء الأزمة السياسية في العراق، كلف بتنفيذ فرداتها كلاً من رئيس إقليم كوردستان نيجرفان برزاني ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.

شملت المبادرة التشاور حول العملية السياسية بين الرئيسين برزاني والحلبوسي، من طرف، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، المتصدر نتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة.

وجود مسعود بارزاني، في إقليم كوردستان، لم يعزله عن وطنيته العراقية؛ فهو بقلقه الإيجابي على إستقرار العملية السياسية، وبالتالي إستقرار العراق مطلقاً، يؤكد أن الولاء الوطني يتكامل مع الإنتماء الفئوي.

لأن الرب شرع الإنتماء الفئوي، كنواة للإيمان بالله والولاء للوطن وخدمة الشعب، في الآية 53 من سورة المؤمن: “فَتَقَطَّعُوٓاْ أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ” والتي جاء في التفسر الميسر: “أنها تحث على ألا يتفرَّق الأتباع في الدين إلى أحزاب وشيع، جعلوا دينهم أديانًا بعدما أُمروا بالاجتماع، كل حزب معجب برأيه زاعم أنه على

الحق وغيره على الباطل. وفي هذا تحذير من التحزب والتفرق في الدين”.

وإلتزاماً بروح معنى تلك الآية، التي تعد جزءاً من نسيج الأداء الوطني؛ أعلن زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، عن مبادرة لإنهاء الأزمة السياسية.

يهدف بارزاني، من وراء المبادرة، الى حل المشاكل وتوفير بيئة مناسبة وجيدة للعملية السياسية في العراق، آملاً أن تكون لهذه المبادرة نتائج إيجابية.

وبالفعل توجه برزاني والحلبوسي الى الصدر، وإلتقياه للتداول بشأن سعيه إلى تشكيل حكومة أغلبية وطنية، الصدر يريد تشكيل حكومة أغلبية سياسية للقوى الشيعية داخل مجلس النواب، بالتحالف مع الكورد والسنّة، خلاف بقية قوى الإطار التنسيقي التي تطالب بحكومة توافقية على غرار المعمول به منذ انتخابات عام 2005.

وأعلنت وسائل الإعلام إستقبال الصدر للحلبوسي والخنجر ونيجرفان البارزاني في النجف، وتم التداول بهذا المنعطف الخطير، الذي أعقبه الصدر بالقول أنه ما زال متمسكاً بتشكيل حكومة أغلبية وطنية بالتحالف مع الكورد والسنّة، مرحباً بالحوار مع المعارضة الوطنية.

تقدمت الكتلة الصدرية، الإنتخابات التي جرت في العاشر من تشرين الأول الماضي، بـ73 مقعداً، تلاها تحالف “تقدم” بـ37، وإئتلاف دولة القانون بـ33، ثم الحزب الديمقراطي

الكوردستاني بـ31 بينما لم تتجاوز قوى الإطار التنسيقي الشيعي رسمياً 60 مقعداً.

المبادرة البارزانية دليل حرص وطني، يقطع الطريق على الدول التي تفرض وصايتها على العملية السياسية في العراق، أثبتت قدرة الجهد الوطني على تقويم العملية السياسية بأدوات حضارية يتصدرتها الحوار، كمعطى أول يشكل جزءاً أساساً ثابتاً في الرؤى الكوردية التي أسسها الملا مصطفى البرزاني، بقوة السلاح التي أجاءت بسياسيي البعث ومن سبقهم، الى طاولة الحوار المتحضر، الذي يثب وطنياً وليس براغماتياً – نفعياً.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here