رفض خطاب الكراهية والعنف

جميع حكام خطاب الكراهية والعنف لم يبنوا وطن ولم يبنوا شعب، بالعكس هذا الخطاب يؤدي إلى الهلاك ودمار شعب كامل نحو منخفض التخلف وإراقة الدماء، وهنا ليس المقصود ان يكون خطاب الكراهية بين الشعب الواحد بل يشمل كل أشكال خطب العنف والكراهية بين الدول في كل العالم، ولو تتبعنا جميع الحكام والقياديين أصحاب افكار الكراهية والعنف وما آل نهاية مصيرهم من الخزي والعار وانتفاضة شعبهم عليهم، لوجدنا ان هذه الخطابات والفتن تجعل من يتبناها يسلك طريق الخزي والعار في حياته ومماته من تاريخ اسود يتم لعنه من شعوب الأرض.

ليرى الجميع وتتبع أخبار لبنان ماذا فعل خطاب الكراهية في الشعب الواحد؟ مزق شعب بأكمله وزرع في نفوس شعبه الكراهية والخوف حتى جعله في ادنى مستوى معيشي مع انقطاع تام في الكهرباء والماء، وكذلك العراق ماذا فعل خطاب الكراهية والعنف الذي تتبناه قيادة الميليشيات الإرهابية بين اطياف الشعب الواحد؟ سوريا واليمن على نفس الطريق، وكذلك بعض الدول الذين حكامهم سائرين على نهج خطب الكراهية والعنف وزرع الفتنة كيف يعيش شعبهم؟ جميع خطب الكراهية هي الطريق للتخلف والجهل والفقر مع فساد وديكتاتورية القائد الذي يتبنى الخطاب، بعض الدول الفقيرة حكامها تبنوا خطاب التسامح والاصلاح رغم فقرها لكن اصبحت تنافس الدول الكبرى في التطور والرفاهية في المعيشة، وبعض الدول الغنية قياديها وحكامها تبنوا خطاب العنف والكراهية تعيش في ادنى مستوى معيش مع تخلف تام في جميع مفاصل الدولة، والمقارنة بين الخطابين احدهما يهدم والخطاب الآخر يبني.

كذلك لم يقف خطاب الكراهية عند حاكم او مسؤول بل تعدى إلى منصات التواصل الإجتماعي عبر الإنترنيت، وهذا يشكل حاله خطره جداً، عندما يمتد هذا الفكر إلى عامة الناس وأكيد لم يولد صدفة بل ما كتبنا اعلاه هو السبب الكبير لتفشي هذه الثقافة السيئة، نتكلم أيضاً على منافع التواصل الإجتماعي ولا نكتفي في الطرح السيء، أصبح التواصل الإجتماعي عبر الإنترنت شريان حياة لملايين المتضررين من الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة، فمن خلال منصات التواصل الاجتماعي مساعدة الناس على البقاء على اتصال بأسرهم وأصدقائهم، والحصول على معلومات، مثل الأماكن التي يمكن أن تقدم لهم أغذية أو مأوى أو مساعدات طبية. ويمكن أن تؤثر هذه المعلومات بشكل مباشر على كيفية استعداد الأشخاص لشتى أنواع الأزمات ومواجهتها والتعافي منها، هذا اعتبره من منافع التواصل الإجتماعي هو الوقوف جنب المحتاجين مع تنبيه المسؤولين على الازمات الذين يمرون بها هؤلاء الأشخاص في كل مكان في العالم، تزايد اعداد المتصلين بشبكة الإنترنت، أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي نشطة للمتضررين من الأزمات مع دعوة المنظمات التي تحاول الوصول إليهم ومساعدتهم،  لكن مع الأسف يمكن استغلال وسائل التواصل الإجتماعي إما عن قصد أو غير قصد، على نحو يؤدي إلى تحريض العامة أو تضليلهم أو التأثير عليهم، ما ينجم عنه في الغالب عواقب خطيرة ذات تأثير سيء.

القلق الكبير في هذا السياق تنامي خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة في الأزمات والأوضاع المتوترة على الصعيد السياسي أو الاجتماعي، في خطاب الكراهية الذي يبث على وسائل الاتصال الإجتماعي ، عادة ما تؤدي مشاعر عدم التسامح إلى توليد خطابات مفعمة بالكراهية وانتشارها قبل أن تتضاعف وتتضخم عبر قنوات التواصل عبر الإنترنت. وتتردد أصداء هذه الرسائل عبر هذه المنصات الاجتماعية على السواء، ولديها قدرة خاصة على تأجيج جذوة التوترات القائمة بين الجماعات المختلفة وإشعال فتيل العنف بين أفرادها. هذا فضلاً عن أن ارتفاع عدد الهجمات ضد المهاجرين والأقليات الأخرى أثار مخاوف جديدة من ارتباط الخطاب التحريضي عبر الإنترنت بأعمال العنف، جميع دعاة السلام والتسامح يرفضون اي عنف وخطابات ومشادات للكراهية ويحاولون تغيير مسارها نحو بر السلام والأمان .

يشهد التاريخ سابقاً وحاضراً على بعض الأمثلة المروعة على استخدام الدعاية وخطاب الكراهية بما أسفر عن حدوث أثار مهلكة، ومن أشهر الأمثلة على ذلك الإبادة الجماعية في رواندا وجرائم الإسلاميين المتطرفين وجرائم الميليشيات في العراق وسوريا واليمن ، ومن خلال التواصل الاجتماعي يمكن للتهديدات التي تنقلها المعلومات التطور بسرعة كبيرة تتجاوز إمكانات أولئك الذين دأبوا على التقليل من شأن الأضرار المحتملة. يمكن للتكنولوجيا التي تتيح حشد النشطاء المطالبين بالديمقراطية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن تستخدم هي ذاتها من قبل جماعات تحض على الكراهية لأغراض التنظيم والتجنيد. كما أنها تتيح للمواقع المتطرفة، ومنها تلك التي تؤجج نظريات المؤامرة وتشجع على التمييز، الوصول إلى قاعدة جماهيرية أعرض بكثير من جمهور قرائها الأساسي. وبالنظر إلى التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات وقدرتها الآخذة في النمو على تغذية ديناميت النزاع والعنف وإسراع حركتها، فهي حتما مجال ينطوي على مخاوف بالغة، جميع الإسلاميون تبنوا الخطاب العنيف وهدر الدماء وهذا ما ادى إلى تمزق وتخلف وجهل هذه الفئات واصبحوا منبوذين من المعتدلين ودعاة السلام والتسامح، لا تسامح مع كل دعاة الكراهية نهائياً ونقف بالضد وسوف نبقى نناضل من أجل نصرة السلام والتسامح واللاعنف.

سلام المهندس

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here