الشال .. الأداة الأولى لانتحار الفتيات في العراق

تصاعدت حوادث الانتحار في العراق خلال الفترة الماضية، خاصة لدى الفتيات، اللاتي يستخدمن عادة غطاء الرأس “الشال” لإنهاء حياتهن، وسط تحذيرات من تفاقم تلك الظاهرة.

وفي آخر إحصائية عن أعداد المنتحرين، قالت وزارة الداخلية العراقية، إن البلد سجل العام الماضي انتحار 772 شخصا، وهو أكثر بنحو 100 حالة عن 2020، فيما تشير تلك الإحصائية إلى أن الفئات العمرية أقل من 20 سنة كانت نسبتهم 36.6 بالمئة، أما نسبة الذكور فتشكل 55.9 بالمئة، والإناث 44.8 بالمئة.

كذلك تكشف الأرقام أن المحافظات الجنوبية هي الأكثر تسجيلا لهذه الحالات (محافظتا البصرة وذي قار الأعلى نسبة على مستوى العراق).

وإذا كان الذكور ينتحرون عادة بإطلاق النار على أنفسهم، بسبب فوضى السلاح التي يعيشها العراق، فإن الإناث وأغلبهن من الفتيات، يلجأن إلى غطاء الرأس الذي يعرف شعبيا بـ”الشال”.

والشال قطعة قماش بطول متر ونصف وعرض نصف متر، وهي الحجاب أو غطاء الرأس السائد في العراق بالإضافة إلى ما يعرف بـ”الربطة”، كما تستخدم بعض الفتيات ما يسمي “حجاب الأميرة”.

ويباع هذا الغطاء في الأسواق المحلية بسعر يبدأ من دولارين، ويستورد من تركيا وإيران ودول أخرى.

وقال ضابط في وزارة الداخلية العراقية إن البلاد شهدت خلال الشهر الماضي أكثر من 10 حالات انتحار بهذه الطريقة، وهذه المسجلة فقط، أما غير المسجلة فهي أكثر من ذلك، مشيرا إلى أن “أسباب اللجوء إلى هذا الفعل متعددة، وتستدعي تدخلا من عدة جهات ليست حكومية فقط”.

ويضيف الضابط الذي طلب حجب اسمه، أن “لجوء النساء وخاصة الفتيات إلى الانتحار بتلك الطريقة، يأتي بسبب عدم إجادتهن غالبا لاستخدام السلاح، وتوفر غطاء الرأس الذي يعد جزءا من اللباس اليومي، ولا يمكن منعهن من استخدامه أو ارتدائه من قبل ذويهن”.

ويلفت إلى أن “هناك خطة وضعت العام الماضي من قبل وزارة الداخلية لمواجهة هذه الحالات التي بدأت بالتصاعد خلال الفترة الماضية”.

والخميس الماضي أقدمت طالبة جامعية على الانتحار باستخدام “شال”، حيث علقت نفسها بمروحة سقف داخل منزلها في محافظة ذي قار جنوبي العراق.

وقال مصدر أمني إن “شابة من مواليد 1997، طالبة جامعية في كلية التربية، انتحرت بواسطة غطاء رأس (شال)، وذلك من خلال ربطه بمروحة سقف داخل منزلها في مدينة الناصرية مركز المحافظة”.

كما تمكنت السلطات المختصة، من إحباط محاولة انتحار لفتاة في المحافظة ذاتها الأسبوع الماضي، عندما ربطت نفسها بشال في سقف المنزل، فيما سجل قضاء قلعة سكر في ذي قار أيضا، انتحار فتاة تبلغ من العمر 15 عاما بالطريقة ذاتها، في ظروف غامضة.

وتشير إحصاءات رسمية عراقية إلى أن دوافع الانتحار تتعلق غالبا بالضغط النفسي والاضطرابات، وأسباب أخرى مرتبطة بالتفكك والعنف الأسري، والوضع الاقتصادي المتردي، فضلا عن الأسباب الدراسية وعدم تحقيق الطموح.

الناشطة النسوية منى العامري رأت أن “إقدام الفتيات على الانتحار يأتي بسبب الضغوط الاجتماعية والتمييز الحاصل في بعض المفاصل، مثل التعيينات والوظائف العامة، والتمييز الاجتماعي خاصة في المجتمعات القبلية، مما يجعل الفتاة تفقد طموحها وأملها في الحياة، وبالتالي تلجأ إلى تلك الطريقة البشعة في الموت”.

وتضيف العامري أن “استخدام الشال في عملية الانتحار يعطي صورة واضحة عن واقع تلك الفتيات، من حيث الفقر وضعف التعليم والضغط الحاصل عليهن”.

وأكدت على “ضرورة النهوض بواقع المرأة في العراق التي تعاني جملة تحديات، وأكبر دليل على ذلك عمليات الانتحار التي نسمع عنها يوميا”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here