رسالة لإبني العزيز عبر الأثير ..

أبدأها بأبيات قالها حافظ القرآن:مرا در منزل جانان چه امن عیش چون هر دمجرس فریـاد میدارد که بربندیـــــــــد محمل‌هـا به می سجاده رنگین کن گرت پیر مغان گویـدکه سالک بی‌خبر نبْوَد ز راه و رسم منزل‌هـــاشب تاریک و بیم موج و گردابی چنیــن هایلکجا دانند حال ما سبکباران ساحل‌هـا .. حافظإبني العزيز محمد: آليتُ أن أكتب لكَ من دون آلجّميع لأنّك تدرك أبعاد الكلمات و فلسفة الأقدار و المحن بعد دراساتك المعمقة و قرائتك لجميع كتب الفلاسفة و نظريات علم النفس و الأديان و لِمَا رأيتهُ من ألم الغربة و ما كابدته من دروب آلعشق لفساد ألبشريّة بسبب مناهج الأنظمة و الحُكّام ألذين يستعبدون آلناس لسرقتهم لنزواتهم التي ستزول حتماً و تدوم عقوبتها .. على أيّ حال هي الدّنيا تدور و تغرّ حتى ألمدّعين للدِّين و قد رأيتُ كيف إنّ بعضهم يُذلّ نفسه لراتب أو مقدار مال أو “خُمس” أو شهوة تعرض له .. فيبيع الصداقة و الأنسانيّة و القيم في لحظة لنيلها, ناهيك عن الجواسيس الفاسـدين!؟ فكيف بآلبشر العاديين الذين لا يُدركون معاني الشرف والضمير و الوجود و الكرامة و الذين باتوا عبيداً لتلك الحكومات الظالمة!؟لذلك أريدكَ أنْ تكونَ بمستوى المسؤولية وتُكَمّل طريق الرفض الذي سرتُ عليه منذ ولادتي قبل ما يقرب من 70عاماً و إعلم بأن كل شيئ سينقضي إلا الروح المطمئة المؤمنة الصابرة و المتغربة في سبيل الحق .. لأنّ الأرض لم يعد فيها مَنْ يصلحها بعد آلذي كان .. بل حصل العكس تماماً؛ حيث سخّروا كلّ شيئ حتى آلدِّين و أهل ألله و الصّالحين لنيل حطام الدُّنيا بكلّ وسيلة ممكنة .. مستغليّن جهل آلناس و إنحطاطهم الأخلاقي و الفكري الذي ركّزوه بعمد وسط الناس حين جعلوا آلجزئيات و آلفروع واجباً يتدارسونه وتركوا الأصول ألكونيّة خصوصاً تلك المتعلقة بآلحقوق كمعرفة سرّ الوجود و سبب الخلق و لماذا جئنا و كيف و إلى أين سنرجع و ما الرسالة التي تستحق الشهادة؟ لهذا بنوا ديناً غريباً و أشاعوا قيماً تصبّ في النهاية في جيوبهم و منافعهم الشخصيّة و الحزبيّة و العراق و معظم – إنْ لم أقل كلّ دول العالم – خير دليل على ذلك, حيث إتخذ أصحاب المنظمة الأقتصادية؛ الدّيمقراطية سلاحا فتّاكاً لتسخير وخنقّ الناس و ذرّ آلرماد في العيون لتشويه الحقيقة وإدانتهم في حال رفض آلظلم ولسان حال الحكومات والأحزاب؛[أنت و الشعب مَنْ إختارنا و إختار النظام و هذا الحزب أو ذاك الشخص بآلدّيمقراطية؛ لذا لا يحقّ لكَ الأعتراض عليهم أو التظاهر ضدهم]!؟لا أريد أن أطيل عليك يا إبني العزيز كي لا أسلب وقتك الثمين وأنت قسّمت وقتك بآلثواني لا بآلدقائق فقد فرحت لفرحك بعد تلك الأحداث وهضمكَ لزبدة أفكار فلاسفة العالم ورُوح آلحكمة في الرّسالات ألسّماويّة و أقوال العظماء لتضع نفسك على الطريق السريع لوصول آلغاية إن شاء الله في نهاية المطاف وستُحقق أمنيكَ بعد سهرك الدائم و تخصيص 20 ساعة للبحث و الدرس على مدى عقدين و عليك أن لا تنسى بأنّ أهمّ واجب علينا؛ هو معرفة وكسب وتحقيق الأصول الكونيّة الثلاثة التاليّة و كما تعلمها: 

ألعلم ؛ ألجمال ؛ عمل الخير ..فالعلم ؛ و كما تعرف أفضل منّي هو معرفة أسرار الطبيعة والإنسان والهدف من وجوده والتخصص في مجال من مجالاتها المختلفة للمعيشة.وألجّمال ؛ هو معرفة أسراره و موازينه بكونه آلأطار و التناسق بين المكونات التي تُحدّد أبعاد ما نراه و ما نريد الأستفادة منه أو الحكم عليه, و أنه يتطابق مع ما بداخلنا ليتحقق حالة (الهورمونيك).أمّا عمل الخير ؛ فهو أنْ تُقدّم أو تفعل شيئا أو تكشف نظريّة أو أنجازاً لا تريد شيئاً من ورائه و يكون نفعه لعامة آلناس أكثر من نفعه لنفسك.و عمل الخير الذي يحقق فلسفة الحياة للفوز بجنة الخلد ؛ بات شحيحاً أليوم لفقدان ألثقة و شيوع الفساد و الحسد وآلأنانيّة, و قد لا تجد اليوم مَن يفعل ذلك, فمعظم الناس يفعلونها لأجل منفعة .. أقلها آلحصول على آلتمجيّد و المدح و الوجاهة, كل ذلك لعدم معرفتهم بالفرق بين العلم و الثقافة, فقد تجد الكثير من المتخصصين حتى علماء دين و طبيعيين .. لكنهم و لقلّة ألثقافة التي يحملونها؛ لا يعرفون ذلك الفرق, و هكذا الفرق بين (الثقافة و الفلسفة) و بينها و بين (المعرفة)!لهذا بلادنا و العالم يعيش بظلّ أنظمة .. ألسّياسيُّ و آلحاكم فيها يسرق آلنّاس وآلطبيب يُدمّر ألصّحة والمُحامي يُدمّر ألعدالة والمُثقّف يُدمّر الحقيقة والمجتمع يُدمّر ألمعرفة وآلقانون يُدمّر ألحريّة و آلحقوق, وآلأعلام و الكتابات تُدمّر ألفكر, وآلدِّين يُدمّر ألأخلاق, و الرجل يدمّر المرأة و المرأة تُدمّر الرجل و كلّ منهما يريد السيطرة على آلآخر لأنهما يجهلان أنّ مملكة العشق ليس فيها سلطان, وآلبنوك والشركات ألخاضعة للمنظمة الأقتصادية العالمية تُدمّر الأقتصاد و تحتكر الأموال وآلأعمال, لأنّها تملك منابع الطاقة و الزراعة و بآلتالي تتحكم بأخلاق و قيم المجتمع!و طالما أساس الأنظمة فاسدة؛ فلا شكّ أنّنا مُفسدون لأننا مُقصّرون لسكوتنا و لا مستقبل في الآفاق و إنّ الله لا يُغيير ما بقوم حتّى يُغييّروا ما بأنفسهم وآلتّغيير لا يتحقّق عن طريق ألأنظمة والأحزاب ألفاقدة للضمير وآلعدالة لنهبهم حقوق ألناس لمنفعتهم و أسيادهم؛ إنّما آلتّغيير يتمّ على يَديّك و مّن معك يا إبني الغريب ألصّابر؛ المقاوم لمغريات الدّنيا وجهل النّاس والأميّة الفكريّة؛ بسعيك تفعيل ألمعرفة عبر(آلمنتديات ألفكريّة) لعرض ألقرآن ألكونيّ بكلّ مكان ومحفل وجامعة ومسجد ومناسبة وعائلة لتوعية الناس ببيان آلحقيقة وجهاً لوجه لا عن طريق الكتابة والورق بمعزل عن الناس, فآلمعرفة تحقّق الحياة الطيبة الكريمة و تلك مسؤوليّة كلّ مَنْ يعتبر نفسهُ مثقّفاً وربّما مُفكراً (فالذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحُسن مآب) و إذا لم يتحقّق ذلك فلا يُمكن إنتاج حكومة أو نظام عادل حتى داخل عائلة صغيرة, فالسعادة لا تتحقق إلّا بتفعيل ألمبادئ العلويّة لتشكيل حكومة عادلة تتساوى فيها حقوق ألرئيس مع آلمرؤوس والعامل و الفلاح و آلعسكري و هكذا الفرص و الإمتيازات و ضمان كرامة الناس و كرامة المرأة و الرّجل بمستوى واحد لأنّهما أحرار وليسوا عبيد و قد خُلقا من نفس واحدة, وكما بيّناها في (آلفلسفة الكونيّة العزيزيّة) التي هي ختام الفلسفة في آلعالم!و بغير ذلك ؛ فإنّ الأنتفاضات و آلحروب و النزاعات و البغي و آلشّقاء و المؤآمرات ستبقى قائمة و ستجرف كلّ القيم و تقلب الأوضـاع رأساً على عقب, وأنا بإنتظارك لنلتقي إن شاء الله, و لا يهمّ إنْ إلتقيتكَ هنا أو هناك في منزل أو دولة أو دار أخرى فآلوجود كله محضر الله وأرواحنا متّصلة دائماً عبر آلأصل ألذي ضحيّنا بآلكثير لنهجه و الوصال, حتى أنْزَل الله ملائكتهُ علينا عندما صمدنا و صدقنا مع إخلاصنا بعكس ألعالَم عندما قُلنا لكلّ ألظالمين ألمُستكبرين :(ربّنا الله و نرفض دُنياكم و سلطانكم و مغرياتكم التي عُرضت علينا) فَبَشّرنا الله بآلفوز ألعظيم و أنزل علينا ملائكته و رحمته, بقوله تعالى :[إنَّ الَّـذِيْنَ قَالُوْا رَبُّنَا اللّـٰهُ ثُـمَّ اسْتَقَامُوْا تَتَنَزَّلُ عَلَيْـهِـمُ الْمَلَآئِكَـةُ أَ لَّا تَخَافُوْا وَلَا تَحْزَنُـوْا وَاَبْشِرُوْا بِالْجَنَّـةِ الَّتِىْ كُنْتُـمْ تُوْعَدُوْنَ)](فُصّلت/30).و لم أعد قلقاً على عاقبتك وأنت العارف بزمانك بعد ما قرأتَ أكثر من 10 آلاف كتاب بِعِدَّةِ لغات بجدٍّ و وعي عميقين لأنّك أتقنْت خمس لغات عالميّة كما أتقنتَ فنّ ألرّسم و لغة آلحُبّ وألصّمت الأيجابي و أعددّت نفسكَ لإنتاج نظريّة جديدة في فلسفة (ألهوية الأنسانيّة ألمفقودة) لهداية الناس في هذا العالم ألمجنون ألمُشوّه ألمضطرب .. مثلما سبقتكَ بتحمّل ألمشاق لهدايتهم, فأنت الآن تعرف سرّ آلحياة و فلسفة ألوجود وحقيقة الوصال بالمعشوق.  

أبداً لنْ يموت آلذي أحيا قلبه بآلعشق .. إنّهُ مُؤكّدٌ خُلودنا في هذا الوجود.هركَز نميرد آنكه دِلش زندة شد به عشق .. ثبت آست در جريدة عالم بقاى ما.He who revives his heart with love will never die .. It is certain that we are immortal in this existenceCelui qui ravive son cœur avec amour ne mourra jamais. Il est certain que nous sommes immortels dans cette existence.ملاحظة: لمعرفة ألمعرفة في فلسفتنا الكونيّة ألعزيزيّة؛ على آلرابط:الكتب المنشورة ل الفيلسوف الكوني عزيز الخزرجي – مكتبة نور (noor-book.com) 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here