مخاض سياسي/ قصة قصيرة

لا عليك إن ما تعيشه الآن يشبه المخاط السياسي… عذرا اقصد المخاض السياسي، فلا تكترث لترهات عناوين سياسية او أخبار فضائية… انتبه!! أقول فضائية أي انها بهتان ونفاق تطاير في عالم خال من النتؤات التي يمكنها ان تترجم سوى ضرطة في خلاء شاسع… إني اصيغ لك مفردات اتمنى أن تصل الى مستوى فهمك فحال دماغك بات فارغا من أي سوائل يمكن ان تحيط به وتجعله يعمل، إنك مثل الذي يقف على قضبان سكة قطار لا يتحرك وهو يظن أنه سيموت عندما يصدمة القطار القابع منذ عقود، الفراغ فيه بلا وطن وبلا هوية… فعالمه جرد من ملابسه كما المسيح حين صلبوه… لا اريد ان اعيد قراءة نفس الديباجة التي يلقيها على مسامعكم ذلك الخطيب بأن الحياة تتبع أولي الامر وهذا يعني أنك سائر الى الجحيم وينسى انك في الجحيم… اوول ردي، إن الجهل المُوَرَث متعاقب فمن قبل كان من أثداء الامهات وبعده تحول الى المرضعات والآن بات ثدي صناعي، كل شيء مستورد حتى إزيح الستار عن وجه الثالوث والعين الواحدة… صار إرثكم مبرمج متلون مستعصي الفهم… كل النفوس تماريه وتتعبد تحت أسرة نسائها وهي تسمعها تتأوه من مضاجعة قرين يلبس نجمة داوود بحجة مداعبة سياسية او قراءة ما بين السطور…

قهقهات وأيدي تمسك بخيوط شخوصكم تحرككم كيفما تشاء… التطبيع قادم لا محالة فأنتم يا معالم التأريخ تبحثون عن البهرج الخداع.. تشكون الصداع ورمد العيون، تلجئون الى من يتف بأعينكم لتروا الوهم حقيقة، تجيدون صنع المخادع خاصة وانت ترضعون ما تجيدون رضاعته هههههههههه، يا له من عالم مخصي منذ البداية… قتلتم نذيركم ومزقتم مواثيق العهود ولجئتم الى صلح مستحدث، نواياكم فيه ختلة في مكان ناء حيث تمارسون نكاح الجهاد قبل ان تفجرون رقع جغرافية همكم فيها أنها لا تشهد على ريائكم ونفاقكم… لا زال من تآمروا على محمد صلوات الله عليه وآله مغيبة أسمائهم خوف فتنة رغم أن الجميع يعرفهم والفتنة هي القتل الذي يعولمكم بعناوين ساسة حظائر تلوجون فيها بمستنقع الرذيلة… تحثون بعضكم البعض على ان الحياة رمز أبدي سيخلدكم التأريخ مثل أكبر السفلة والقوادين… ستعنون أسمائكم مثل ثياب تمسح العاهرة فرجها بأسمائكم ما ان يَلِغُ فيها من رفع شعار التهويد والتطبيع… ستبدو فتياتكم تبحث عن رضاع الكبير وأبنائكم يسعون لحلق شعر أستهم تيمنا بالفتيات فالمثيلية قادمة بقبعة رأس يهودي وصليب لذكرى من قال عنكم أولاد زنا، يا لها من مرابض للبغال والحمير أمثالكم… ارضكم صارت منتديات للدعارة بمسميات إسلامية متحضرة، لا ضير فمن كان بغلا يدرك أن حمارا نكح فرسا فصار خلقا نادرا مميزا يسير مدركا ان لا سلالة له إلا من تلك الصحراء التي كانت قبل ان يسكن ابراهيم أهله… عالم مخصي مباع منذ الأزل ولا زالت العاهرات صاحبات الرايات الحمر تلد البغال بمخاض عسير…

صدقني يا هذا إن العالم الذي تسمع عنه شارف على ان يكون منتهي الصلاحية، فالبابا قادم يحمل بقداسته الماء الذي سيطهركم حاملا معه غرف الاعتراف التي ستجب عنكم كل ذنوبكم وسيئاتكم، إن اعترافكم بالخطيئة هو المقياس للخروج من بطن الرذيلة فالفسق والفجور والمثيلية والسحق كلها مسميات ستنال صفحات أعلامكم القادم، إنه عصر الخلافة الجديد لحفاة الصحراء، فمن يجيد صناعة الخيانة لا يمنعه بيع جسد من رامها رفيقة عمر… يا هذا لا اريد لك ان تشيح بوجهك عن خزي ما تسمع او تعرف، لا اريد لأصابعك ان تدير موجة المذياع الذي لا تسمع فيه سوى المثاليات والتنظير أن الحياة مقبلة على خير، لا اعرف كيف اصيغ لك العبارة لكن كن واثقا أنكم ستحالون الى مزبلة التأريخ شأنكم شأن سابقيكم، عالمكم المتخلف دثار لعالم الصقيع والثلج، سيطوف على أفرشتكم ولدان غير مخلدون تستأنسون بهم عن نسائكم اللاتي تنام في مخادع تحسين النسل… ههههههههههه، صرخ من كان ينصت…

يكفي ما قلته، صدقني إنك لم تأتي بجديد فحين رأيتني منطويا شاردا هذا لا يعني أني لست ممن يدور في الناعور… قرن ونيف ونحن لا زلنا نفكر في البطة والمسمار… كيف للبطة ان تسبح في النهر في الشتاء؟ وكيف للمسمار ان يخترق جدارا كونكريتيا؟ أما اللصوص فقد قاموا ليلا بسرقة عقول الكثير من الشباب والفتيات… أخرجوا للعالم من يلحس العقول قبل اي شيء آخر، أنك يا هذا لم تأتي بما يثير العجب بل نكأت جرحا لا يكاد يبرأ حتى يعود ليتقرح من جديد، سأعيد لك صياغة كل ما قلته بديباجة حديثة… تحدثت عن المخاض مطولا ونسيت أن هناك عمليات قيصرية لمن لا تريد الولادة، حتى الرجال حبلوا بحيامن مبسترة

مثلجة، إن العالم المستحدث بإمكانه أن يضع في رحم من تشاء او بطن من يشاء سمات الاعور الدجال… ولا تعول على رجال مخصيين أن يعيدوا قيام عدالة والاسلام، إننا نعيش عالم مرحلي، الفتنة فيه اشد من القتل والتلاعب في أوراق التأريخ سهل، كل ما عليك هو أن تعيد صياغته فهو شفاهي النقل وكل منقول مغلوط كل المخطوطات التي نعيش إرثها مخلوطة والضرب بها عرض الحائط صار سهلا، لا ورع ولا مخافة أو حكمة كل شيء محرم مدفوع الثمن مقدما… فلا تثقل كاهلي بمخاضات عقلك، هيا إبحث بعيدا عمن ينصت لك لترويج بضاعة سمجة، فالجميع يعلم ويعرف إننا تلكم الذين قال عنهم الخالق أمر مترفيها ان يفسدوا… يعرفون طريق جهنم ولكن بخدع بصرية ونوافذ تواصل صارت سهلة الولوج أو مسحها كما يلج الجمل في سم الخياط أو بلمسة زر كتب عليه دليت.

القاص والكاتب

عبد الجبارالحمدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here