نساء داعش.. عائلات القرغيزستانيين والعودة الشاقة من سوريا والعراق

وتطرق التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ إلى الحالة الأولى والوحيدة التي جرى خلالها استعادة اطفال أبناء عائلات من داعش، في مارس/آذار 2021، حيث انتظر أقارب 79 طفلا خارج مطار ماناس في العاصمة بيشكيك، وهم يحملون البالونات والالعاب للترحيب بهم بعدما وصلوا على متن طائرة مستاجرة من قبل وزارة خارجية قيرغيزستان من العراق، حيث يمضي اباؤهم احكاما بالسجن لعلاقتهم بجماعات إرهابية مثل داعش.

ولفت التقرير؛ إلى أن هذه الرحلة الجوية جاءت تتويجا لمفاوضات استمرت ثلاث سنوات بين سلطات قرغيزستان والعراق بوساطة منظمات إنسانية دولية ونحو 55 من الأمهات القرغيزيات المسجونات، مشيرا إلى أن خطوة حكومة قرغيزستان جاءت بعد ان نظمت جمهوريات كازاخستان واوزبكستان وطاجيكستان المجاورة رحلات جوية مماثلة لإعادة مواطنيهم من سوريا والعراق.

وتابع التقرير؛ أن عدة آلاف من مواطني جمهوريات آسيا الوسطى التحقوا بداعش والفصائل المسلحة المتحالفة معه منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مضيفا أنه إلى جانب الـ55 امرأة اللواتي يتواجدن في السجون العراقية، هناك أكثر من 400 مواطن قرغيزستاني، غالبيتهم نساء وأطفال، محتجزون حاليا في مخيمي الهول وروج في شمال شرق سوريا تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، وهي مخيمات تضم عشرات آلاف النازحين بما فيهم عائلات مسلحي داعش.

وتحدثت سيدة قرغيزستانية تدعى خالصة (34 سنة)، متحدة من بلدة اوزجن، والمحتجزة في مخيم الهول، للموقع الأمريكي، مشيرة الى المرافق المكتظة والقذرة في المخيم حيث لا مياه وطعام وادوية بشكل كاف.

واوضح الموقع؛ ان خالصة غادرت مع اثنين من ابنائها الى سوريا عبر تركيا في العام 2014 للانضمام الى زوجها الذي يقاتل في احد جماعات المعارضة، وعندما سقط قتيلا خلال معركة، تزوجت من مسلح طاجيكي آخر وأنجبت طفلا آخر في سوريا. كما توفي زوجها الثاني في العام 2015، لكن في السنة التالية، اعتقلت خالصة من قبل المقاتلين الكورد الذين اصطحبوها هي واطفالها الى مخيم الهول.

وقالت خالصة عبر تطبيق “واتساب” ان اطفالها اصيبوا “بصدمات نفسية بسبب الجوع والبرد والعنف المستمر. نخشى ان يتم اخذهم منا في أي لحظة. ارجو من السلطات القرغيزية أن تعمل على اعادة اطفالي الى بر الامان، الى اقارب في قرغيزستان”.

ونقل التقرير عن حميدة يعقوبوفا، وهي والدة محتجزة قرغيزية أخرى في الهول، قولها إنها تتحدث مع ابنتها وحفيدتها البالغة من العمر خمس سنوات بشكل يومي تقريبا وذلك من خلال تطبيقات المراسلة الفورية.

وتشير يعقوبوفا؛ إلى مواقد الكيروسين التي يحتاجون إليها للتدفئة والتي تتسبب في أحيان كثيرة باشتعال النيران في الخيام. كما لفت الى سوء التغذية والأمراض والبرد الشديد، معتبرة أن الكثيرين قد لا يتمكنون من البقاء على الحياة خلال الشتاء.

الى ذلك، فان استعادة الاطفال في العام الماضي، لقيت اشادة من الولايات المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، لكن حل مشكلة واحدة خلق مجموعة أخرى من المشكلات، بحسب الموقع الامريكي.

وواجه الاطفال العائدون بعد سنوات من تقاسمهم الزنازين، معاناة كبيرة للتكيف مع حياتهم الجديدة في قرغيزستان حيث جرى وضعهم في مراكز اعادة تأهيل خاصة وامضوا ثلاثة أشهر في التكيف وتعلم مهارات اجتماعية على امل منحهم فرصة لحياة جديدة.

الا ان لجنة الدولة للأمن القومي في قرغيزستان، تقوم بعمليات مراقبة عن كثب خاصة للفتيان الأكبر سنا، لانها تخشى ان يؤثر هؤلاء الأطفال على أقرانهم في مدارس قرغيزستان من خلال الأفكار المتطرفة حيث يؤكد المسؤولون أن محادثاتهم واتصالات المتابعة، تساعد في منع انتشار التطرف.

وهناك عائق آخر في جهود استعادة أبناء قرغيزستان من العراق وسوريا وتتمثل في

ان الوصول الى المخيمات ومراكز الاحتجاز محفوفة بالمخاطر بالنسبة إلى عمال الإغاثة والدبلوماسيين، حيث لا تزال مناطق المخيمات السورية متنازع عليها من قبل مختلف الجماعات السورية المعارضة للحكومة وتدور فيها اشتباكات.

وبالاضافة الى ذلك، هناك  الجانب المتعلق بالتمويل، حيث ان الحكومة القرغيزية تعاني من ضائقة مالية ولا تملك الأموال الكافية لتنظيم عملية اعادة توطين على نطاق واسع ، بحسب ما نقل التقرير عن مسؤول في بيشكيك.

ولفت التقرير ايضا الى ان معظم مواطني قرغيزستان واطفالهم في العراق وسوريا يفتقرون الى وثائق الهوية.

ونقل التقرير عن يعقوبوفا قولها إنها وعائلات المحتجزين، يلتقون مع مسؤولي الحكومة الذين يؤكدون “انهم يعملون على حل المشكلة، لكنهم لا يتحركون بسرعة”.

وفي أوساط الرأي العام في قرغيزستان، فإن الآراء تختلف حول النساء القرغيزيات العالقات في سوريا والعراق حيث يلوم بعض الناس هؤلاء النسوة بالتسبب في المشاكل لانفسهن وعائلاتهن، في حين أن البعض الآخر يبدو متعاطفا.

وختم التقرير بالاشارة الى جانب اخر من المشكلة يتمثل في أن ليس كل هؤلاء ​​متشوقون للعودة إلى بلدهم. وتعتقد يعقوبوفا وخالصة أن بعض النساء، يخشين من تعرضهن للعقاب في وطنهم من جانب الدولة، ولهذا فإنهن لن يرغبن في مغادرة المخيمات حتى لو كان ذلك خيارا متاحا امامهن.

ترجمة: وكالة شفق نيوز

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here