الحجاب المفروض في المدارس

ماجد زيدان

 كثير من المشاكل التي تحدث في المدارس جراء الادارة وبين الطلبة والاسرة التعليمية تنشأ عن اجتهادات خاطئة غير مستندة على التعليمات والتوجيهات التربوية , وهي بقصد او من دونه , رغم ان التعميمات الصادرة عن وزارة واضحة وتمنعها وتحذر من ممارستها الا  ان بعض الادارات تقترف هذه الارتكابات لغايات واهداف ليست تربوية ومشاكسة بائنة  , ومنها ما  بؤدي الى ضرر فادح مثلما في نينوى قبل ايام جراء محاولة فرض الحجاب على احدى التلميذات واخرى اللجؤ الى العقاب البدني  الذي  تسبب في احداث عاهة مستديمة . وغير ذلك الكثير الذي لا يصل الى الاعلام ويتم التستر عليه مما يجعل من تكراره امرا سهلا .

كلا الامرين تمنعهما وزارة التربية وتشدد على الادارات بشان  تطبيق تعليماتها واوامرها , ولكن تتهاون في نشر المعلومات عما يجري في المدارس من  انتهاك صارخ لحق التلاميذ والطلبة والنظم التربوية والقانون الذي يضيع جراء ممارسة الضغوط غير التربوية والتي  لا تساعد على عدم اقتراف الافعال الشائنة بذريعة الصلح او الفصل العشائري وهذا يبطل الجهات المسؤولة من ملاحقة الحق العام .

صحيح ان وزارة التربية , على سبيل المثال , لم توجه أي إعمام أو كتاب رسمي إلى الإدارات المدرسية يتعلق بإجبار الطالبات على ارتداء الحجاب , وان هذا الأمر يندرج ضمن الحرية الشخصية للطالبات وأهاليهن , حسب المتحدث باسم الوزارة . ولكن الوزارة تغض النظر عن فعاليات لادارات المدارس تؤدي ذات الغرض . ورغم  تأكيد المتحدث أن “فرض ارتداء الحجاب ليس من اختصاص وزارة التربية، ولا تملك الحق بإجبار الطالبات على ارتدائه أو خلعه، وفي حال وجهت إحدى المدارس بذلك فلا يعدو كونه توجيها, وغيران العديد من الادارات تفرض ازياء محددة وتبالغ فيها وتوزع حجابات مجانا  بهدف الترويج لا سلمة الحياة المدرسية .

ان الاعتدال الذي تدعو اليه التربية على الورق يفتقد في الواقع الى الجانب العملي ويلجا احيانا الى الاكراه المباشر وغير المباشر , وفي جانب من لا تتفهمه الاسرة  التعليمية وتخلط بين الحقين , حق التلميذة والاهل ان يختاروا الزي الذي يناسب ابنائهم , وحق المعلمة او المعلم في معتقدهما  دون اكراه في فرضه خارج سياق المنهج الدراسي والتوجيهات التربوية الوزارية التي تشدد على عدم الاكراه في فرض الحجاب , وبل خضوع من يمارس هذا القسر للمسائلة القانونية .

أن هناك عائلات تدعو إلى “الانفتاح” في مسألة لبس الحجاب  من عدمه، فيما أن هناك عائلات تخير بناتها ما بين الحجاب أو عدمه، كذلك هناك من يجبر بناته على ارتداء الحجاب . لذلك على الوزارة والادارات المدرسية تشديد الرقابة على بعض المعلمين والمعلمات المنتمين للأحزاب والمؤسّسات الدينية  الذين يحاولون فرض ثقافة دينيّة ” متشدّدة”، لا تتناسب والطبيعة المدنيّة للمجتمع .

ان  التخويف والترهيب والعقاب  لا يؤدي الغرض والهدف, بل انها تدفع نحو النفور وردة الفعل غير المحسوبة  , وهي ايضا  اعتداء صريح على الحرية الشخصية وهذا مخالف للقانون ولا ينمي شخصية التلميذات  للتقيد باحكام القانون .

ان الاعلان عن هذه الممارسات المخالفة لمبادىء التربية والقانون وفضحها على نطاق واسع , وتشديد العقوبات سيحد منها ويجعل  من مرتكيبيها عبرة لمن يعتبر .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here