قاعدة غفل عنها صديقي

قاعدة غفل عنها صديقي / زيد الطهراوي

قال لي و هو غاضب : انظر إلى ذلك الرجل كم يتوه
و لا يرجع إلى الصواب و كانه في غيبوبة طويلة الأمد
و انظر إلى شحوبه المتزايد
قلت له : ليتني أذهب إليه فأحاوره و أذكره بالله عز وجل
و أدعو الله له بالهداية
قال : هؤلاء أعشاب سامة يجب أن تُجتث من الأرض لكي لا تؤذي الناس
قلت : لعله يخرج تلك السموم و يطهر جوفه منها ليسير إلى الله سيراً جميلا
قال : هيهات فإن قلوبهم قاسية
قلت : إذا أراد الله أن يدك الجبال فإنه يقول : كن فيكون
قال : لا شك
قلت : و إذا أراد هداية عبد فإنه يقول : كن فيكون
و كاد الحوار أن ينتهي و لكنني همست في أذنه :
أنت تؤمن أن الله هو الهادي و هو الغفور الرحيم
و لكن ظلم ذلك الشخص لك جعلك تظن أن باب التوبة مفتوح لجميع المذنبين إلا لذلك الشخص
لك أن ترفض مسامحته و لكن لا تبنِ بينه و بين ربه سداً منيعا
و لا تقس قلوبنا فنتوقف عن الدعاء له بظهر الغيب و عن نصحه ليعود إلى الله تائباً نادما
فهذا هو مراد الله يا صديقي
أما ظلمه لك فهو مسألة فرعية و إن كان الظلم عظيما.
إلا أنه لن يكون حائلا بين العبد و بين التوبة إلى الله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close