و المثير إن هؤلاء الناس يبحثون عن أصالة مثالية تنبع جذورها من الماضي،و تقبع أسسها فيه , ناسين أو متناسين إن لكل مرحلة و فنها و ناسها و لا يمكن أن يكون هناك تماثل أو تقارب مرحلي البتة ؛ نتيجة لإختلاف الظروف السياسية و الإجتماعية بالمجمل في كل مرحلة.
هذه الفئة متناقضة ذاتيا، إذ إنها تدعي التجديد في مجال ما و ترفضه في مجال آخر،وفقا لذائقتها و مزاجها.و هذا إن دل على شيء فأزعم نظريا إنه يدل على إن المجال الذي يرفضون التجديد فيه،هم أنفسهم لديهم مشاكل معينة في التأقلم معه و بهذا فالأمر لا يتعلق بالمنتقَد بل بسلوك المنتقِد من أوجهٍ ما.
و يصدق على آرائهم هذه ما قاله أبو الشمقمق
الصِدقُ في أَفواهِهِم عَلقَم وَالإِفكُ مِثلَ العَسَلِ الماذيوَكُلُّهُم في بُخلِهِ صادِقٌ
وَفي النَدى لَيسَ بِأَستاذِو بالتالي يمكن أن تُعد آرائهم حول التجديد صادقة و لكنها عمليا بلا جدوى.إذ إنّ جُل تركيزهم هو نقد ما يسمى بالشعر الهابط،و الأغنية الهابطة،مقارنين شعر أُنسي مثلا بشعر المتنبي و أغنية سيف نبيل ب أغنية عبدالحليم و هلم جرا.و هنا المقارنة بلا دراسة مفصلية للمزاج الاجتماعي هي مقارنة فارغة،و ليس لها أي قيمة.
كمال أنمار
بابل / العراق