حياة الرهبنة في أديرة القرون الوسطى

عضيد جواد الخميسي

وظيفة الرهبان في أديرة القرون الوسطى ؛ هي تماماً مثل أي مهنة أو حرفة لها مزاياها الكثيرة ، إلاّ أن عيوبها كانت في طبيعة معيشتهم المتواضعة وممتلكاتهم القليلة . أمّا جهودهم في تقديم الخدمات ؛ فقد كانت مستمرة على مدار الساعة في الليل والنهار، إلى جانب التزامهم حالة الصمت والهدوء في حياتهم اليومية .

كان الدافع الرئيسي للشباب في الانضمام إلى سلك الرهبنة هو الاستفادة من سقف يحمي رؤوسهم ؛ وإمدادات غذائية منتظمة تسدّ رمقهم ، والتي بكميتها ونوعيتها تفوق على ما كان يحصل عليه  الغالبية من شعوب أوروبا ، بالاضافة إلى جانبها الرّوحي في محاولة الاقتراب الى الرّب بواجباتهم الكنسية ودراساتهم الدينية .

لربما كانت هناك فوائد من وجود الرهبان في مجتمعاتهم ، منها ؛ تثقيف شباب العائلات الثرية ، تأليف الكتب ، تذهيب أغلفة الكتب ، و تأطير اللوحات وكتابة المخطوطات المُذهبّة ؛ والتي أثبتت بمجملها من أنها أرشيف تأريخي لا يُقدّر بثمن عن حياة الناس في القرون الوسطى .

 

فكرة الأديرة

في القرن الثالث الميلادي أصبح الدخول في سلك الرهبنة اتجاه مألوف في كل من مصر وسوريا عند بعض المسيحيين الأوائل ؛ وذلك عندما قرروا أن يعيشوا فُرادى ونسّاكاً متعبدّين . لقد فعلوا ذلك لأنهم كانوا يعتقدون ان الإلهاءات المادية والدنيوية قد تضعف قلوبهم في محبّة الرّب والابتعاد عنه . وعندما زاد اضطهاد المسيحيين الأوائل في مناطقهم أخذوا يهربون منها مضطّرين الى مناطق جبلية نائية ؛ حيث تفتقر إلى أبسط مقوّمات العيش الاساسية .

مع نمو أعداد هؤلاء الأفراد بدأ بعضهم العيش معاً على شكل مجموعات ، واستمروا على هذا النهج في النأي بأنفسهم عن شرائح المجتمع الأخرى ، وتكريسها بالكامل في الصلاة ودراسة الكتب المقدّسة . ولا يزال أفراد تلك المجاميع يعيشون حياة الانعزال والتفرّد في مناطق معروفة من سوريا ومصر ، إلاّ انهم يجتمعون مع العوام فقط في المراسيم والطقوس الدينية .

 

كان كل مجموعة من تلك المجموعات لها رئيس يطلق عليه ” أب أو آبا Abba ” (ومنها جاءت كلمة “رئيس الدَّيْر Abbot “) ، أما الرهبان فقد أُطلق عليهم كلمة “موناكوس Monachos ” في اليونانية ، والمشتقة من كلمة  “واحد Mono ” والتي تعني أصل كلمة “راهب Monk “. ومع مرور الوقت انبثق المفهوم الأولّي لفكرة “الدَير”، وذلك بعد أن تطورت الأساليب المتداولة بين أفراد المجموعة الواحدة وأصبحت أكثر سلاسة . فقد أخذوا يتشاركون في الأعمال الموكلة ومكان الإقامة والمأكل والمشرب ؛ للحفاظ على الاكتفاء الذاتي والاقتصاد في النفقات .

في القرن الخامس الميلادي انتشرت فكرة الأديرة عبر الإمبراطورية البيزنطية ثم إلى أوروبا الرومانية ؛ حيث اعتمد الناس في ممارساتهم المتميزة على تعاليم القديس ” بنديكت نورچيا” (عام 480 ـ 543 ميلادي) . إذ شجعت تلك التعاليم تابعيها على سلوك حياة الفقر مع مجموعة من اللوائح التي كان على الرهبان اتباعها في الطعام المُقنّن والسكن البسيط مع قليل من الممتلكات . ولأنهم عاشوا جميعاً  بالطريقة نفسها ، فقد أصبحوا معروفين باسم “الإخوة”.

اختلفت قواعد الرهبنة عند الدرجات المختلفة التي تطورت خلال القرن الحادي عشر الميلادي وحتى بين الأديرة الخاصّة . و بعض القواعد كانت أكثر صرامة من غيرها ، مثل “السيسترسيون” التي تم تشكيلها عام 1098 ميلادي من قبل مجموعة من الرهبان البينديكتين المؤمنين في حياة دنيوية قاسية .

بما أن الأديرة كانت تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في تسيير شؤونها ، كان على الرهبان الجمع بين العمل اليومي لتوفير الطعام  والالتزامات التعبدّية ، بالإضافة الى حضور الفصول الدراسية . إلاّ أن الأديرة قد توسعت من حيث المكانة والثروة عندما ساعدتها جملة الإعفاءات الضريبية والتبرعات المالية السخيّة من الميسورين . إذ أصبح العمل البدني أقل ممارسة عند الرهبان بعد الاعتماد على جهود الشباب من العامّة المتطوعين ، أو العمال المُستأجَرين . ونتيجة ذلك ؛ فإن الرهبان في العصور الوسطى كان لديهم المزيد من الوقت في البحث والدراسة وتعلّم فنّ تذهيب الكتب والمخطوطات .

 

الانتماء إلى الدَّيْر

انجذب الناس في القرون الوسطى إلى حياة الرهبنة لأسباب مختلفة أبرزها؛ الإيمان بشكله الظاهر ؛ ولكن في حقيقته كان خياراً مهنياً مُقدّراً. فهي تُعد فرصة مُحتملة في بسط النفوذ وإعلاء الشخصية . وإذا ما نال الشخص أحد المراكز المتقدمة في التسلسل الهرمي الكنسي فإنه بالتأكيد سوف يضمن مكاناً لائقاً لإقامته ورعيّة في خدمته مع وجبات طعام فاخرة ولمدى الحياة .

غالباً ما كان يتم تشجيع الأبناء الصغار والذين يأتي تسلسلهم الثاني أو الثالث في العوائل الثرّية في دخول سلك الرهبنة ، ومن أولئك الذين لا يُحتمل أن يرثوا أملاك آبائهم . كما تًعدّ فرصة لهم في الحصول على التعليم هناك ( القراءة ، الكتابة ، الحساب ، اللغة اللاتينية) . ويتم إرسال الأولاد في سن ما قبل المراهقة وهم في أعمار ( من 5 إلى 15 سنة ) ؛ ويطلق عليهم صفة (المنذورون) . أما الذين تتجاوز أعمارهم الخمسة عشر سنة أو أكثر؛ يُعرفون باسم (المبتدئون) . ولا يُسمح للرهبان البالغين في الاختلاط مع هاتين المجموعتين ، كما لا يجوز لأي شخص من المجموعتين في أن يكون بمفرده دون إشراف راهب متمرّس .

 

بعد عام واحد أو أكثر بقليل يمكن للمبتدئ أن يؤدي القَسم الكنسي ويصبح راهباً كاملاً . ولم تكن الرهبنة خياراً مهنياً مُستدام لا رجعة فيه ، فقد تغيرت القواعد بعد القرن الثالث عشر الميلادي ؛ حيث يمكن للشباب ترك الدّير بحرّية عند بلوغ سنّ النضج .

يأتي بعض الرهبان من خلفية اجتماعية ميسورة ، وكان من المتوقع ان يقدّم المنذور أو المبتدئ تبرعاً سخياً من المال عند دخوله الدّير . إذ يميل الكهنة عادة الى قبول الفتيان والصبيان من المناطق المحيطة بالأديرة الصغيرة ، ولكن الأديرة الأكبر كانت قادرة على جذب الشباب حتى من المناطق البعيدة . ونتيجة لذلك ؛ لم يكن هناك أي نقص في الأشخاص الذين يرغبون في الانضمام إلى الأديرة على الرغم من أن الرهبان كانوا يشكلون حوالي 1 ٪ فقط من تعداد سكّان القرون الوسطى .

 

تباينت الأديرة في عدد منتسبيها ، فمنها ما كانت صغيرة ولم يكن لديها ​​سوى عشرة رهبان أو نحو ذلك ، والكبيرة منها ربما يصل العدد فيها حوالي المائة راهب أو أكثر . غير ان دير “الأب كلوني” الكبير في فرنسا قد ضمّ حوالي 460 راهباً في منتصف القرن الثاني عشر الميلادي . وكان عدد الرهبان يعتمد بشكل أساسي على مقدار الدخل العائد للدّير الذي يحصل عليه من الأرض الزراعية المملوكة له ( تبرّع بها أحد النبلاء ) ، والمستأجرة من قبل بعض الفلاحين والرُعاة بعقود طويلة الأجل . وتضمّ الأديرة كذلك بالإضافة إلى الرهبان عدداّ مناسباً من المتطوعين من غير المتدينين الذين يقيمون في أماكن خاصة بهم ، وهؤلاء يتم تشغيلهم للقيام بأعمال يدوية مثل ؛ الطهي والتنظيف أو غسل الملابس .

 

رئيس الدَّيْر ” الأب “

كانت الأديرة تُدار عادة من قبل (الأب) الذي يملك السلطة المُطلقة فيها ، وعادة ما يتم اختياره من قبل الرهبان الشيوخ ، والذي من المفترض أن يُستشار حتى في القضايا السياسية ( يمكنه أن يتجاهلها) . وكان رئيس الدّير لديه وظيفته لمدى الحياة إذا سمحت صحته بذلك ، كما أن تلك الوظيفة ليست حكراً على كبار السن والشيوخ لوحدهم ؛ بل هناك احتمال من أن راهب شاب في العشرينيات من عمره قد يصبح رئيساً للدّير؛ حيث كان هناك ميل لاختيار شخص يمكنه تولّي المنصب لعقود طويلة كي ينعم الدير ببعض الاستقرار . كما يساعد رئيس الدير في واجباته الإدارية فريق من المفتشين الكهنة لمتابعة أنشطة الرهبان يومياً . أمّا الأديرة الأصغر التي لا يوجد فيها رئيس خاص بها عادةً ما كانت تتولى إدارتها مجموعة الأديرة الكبيرة .

الرئيس أو الأب كان يمثل الدّير عند التعامل مع الحكومة والأديرة الأخرى ، حيث يصنّف مركزه الطبقي إلى جانب أقوى ملاّك الأراضي العلمانيين . و كان ليس من المستغرب عندما ينحني الرهبان بشدّة في حضوره وتقبيل  يده تقديساً له . وإذا كان رئيس الدّير لا يحظى بشعبية كبيرة وتصرفاته تخالف الأوامر ؛ يمكن أن يعزله بابا الفاتيكان سريعاً .

 

القواعد و الأنظمة

اتبع الرهبان تعاليم يسوع المسيح في رفض اكتناز الثروات ، كما ورد في إنجيل متّي عند الإصحاح  (19:21) :

” إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلًا فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي “

 

على ضوء تلك الوصيّة وغيرها ، تم تجنّب وسائل الرّاحة والترف عند الرهبان ، ولكن تطبيقها في حذافيرها يعتمد على كل دّير لوحده . حتى أن الصمت كان وسيلة أيضاً لتذكير الرهبان بأنهم يعيشون في مجتمع مُغلق يختلف تماماً عن العالم الخارجي . كما لايُسمح للرهبان أبداً في التحدّث أثناء تواجدهم سواء كان في الكنيسة ، المطبخ ، قاعة الطعام ، أو صالات النوم المشتركة . لربما يتمكن أحدهم في أن يكون جريئاً ويتحدث بشكل مباشر أثناء اجتماع يحضره عامة الناس في الدّير، ولكن يجب جعل المحادثة عند حدودها الدنيا ، وأن يقتصر الكلام على المسائل الكنسية أو الضرورات اليومية . تم تقييد الرهبان في التحدّث قليلاً مع بعضهم ؛ إلاّ أنهم لا يستطيعون ذلك مع المبتدئين والمنذورين ، ناهيك عن الزوّار من خارج الدّير .

كما يتم إبلاغ رئيس الدّير عن أيّ شخص يخالف القواعد باعتباره واجب ديني . وقد تشمل العقوبات ؛ الضرب أو الإقصاء من الأنشطة الجماعية لفترة محددة ؛ أو حتى السجن داخل الديّر .

 

الملابس والمقتنيات

كان على الرهبان أن يحافظوا على رؤوسهم حليقة ، ولكن توّجب عليهم ان يتركوا خصلة متدليّة من الشعر فوق الأذنين مباشرة .

كان تصميم ملابس الرهبان المصنوعة من الكتّان لتغطية أكبر قدر ممكن من جسدهم ، فهم يرتدون الجوارب الطويلة والضيّقة مع سترة صوفية قصيرة تربط عند الخصر بحزام جلدي . أما أكثر قطعة متميزة في هذه الملابس كانت ” القَلنسُوَة الكهنوتية “. والقَلنسُوَة؛ هي عبارة عن غطاء للرأس برداء طويل من غير أكمام يرتديها الراهب مع كساء آخر فوقها ، ولكن هذه المرّة بأكمام طويلة . أمّا في فصل الشتاء ؛ فقد يتم توفير الدفئ الإضافي من خلال عباءة مصنوعة من جلد الغنم الرخيص والقاسي . وعادة ما كان الراهب يملك أكثر من قطعتي ملابس مع عباءة جديدة  في أعياد الميلاد السنوية .

لم يكن لدى الراهب ملابسه فقط ؛ بل كان يمتلك قلماً ، وسكيناً ، ومنديلاً ، ومشطاً ، وعلبة أدوات خياطة صغيرة . يتم توزيع شفرات الحلاقة في أوقات محددة فقط . وفي غرفته الخاصة كان لدى الراهب فراش من القش أو الرّيش وعدد من البطانيات الصوفيّة .

 

الروتين اليومي للراهب

لا يسمح للرهبان بمغادرة الدّير ما لم يكن لديهم سبب خاص جداً وبموافقة رئيس الدير حصراً . إلاّ أن هناك استثناءات محدودة كما هو الحال في الأديرة الأيرلندية ؛ حيث كان الرهبان يجوبون المناطق الريفية لإطلاق المواعظ الدينية ، أو لتأسيس أديرة جديدة .أما بالنسبة لمعظم الرهبان ؛ فقد كانوا يعيشون حياتهم اليومية بالكامل داخل مبنى الدّيرعندما انضمّوا إليه كمبتدئين ؛ و لربّما حتى أنهم قد ماتوا فيه أيضاً .

عادة ما يستيقظ الرهبان مع طلوع الفجر ؛ مما يعني الساعة الرابعة والنصف صباحاً في الصيف ؛ والسادسة صباحاً في الشتاء . حيث يبدأ يومهم في الاغتسال السريع ومن ثم متابعة الأعمال الصامتة والتي قد تستغرق ساعة أو نحو ذلك . تتمثل في أداء الصلوات وقراءة النصوص الذي تم تحديدها من قبل رئيس الدّير ؛ أو نسخ كتاب معين (عملية شاقة تستغرق عدة شهور) . بعد ذلك يُقام قدّاس الصباح  يتبعه اجتماع يحضره الجميع لمناقشة بنود الخطط الشاملة والمهمة المتعلقة بالدير . يلي ذلك ، إنجاز بعض الأعمال البدنية إذا لم يكن هناك متطوعون يؤدون تلك الأعمال . كان هناك قدّاس منتصف النهار (القداس الأعلى) ، ثم تناول وجبة الطعام الرئيسية . ويتم قضاء فترة ما بعد الظهر في العمل مرة أخرى والتي تنتهي حوالي الساعة الرابعة والنصف مساءً في الشتاء ، ثمّ يليها وجبة طعام ثانية إذا كان الموسم صيفاً . أمّا وجبة العشاء ؛ موعدها حوالي الساعة السادسة مساءً ، بعدها مزيداً من العمل .

يذهب الرهبان إلى الفراش في وقت مبكر من المساء بعد الساعة السادسة مساءً في الشتاء ؛ أو الساعة الثامنة مساءً في الصيف . ولم يكن لدى الرهبان عادة النوم المتواصل ، إذ عند حوالي الساعة الثانية أو الثالثة صباحاً ينهضوا مرة أخرى ليحيوا حفلات الليل الموسيقية ، ويطلق عليها (ماتينز Matins) ؛ أو ( صلاة الصباح ) في الكنائس . وللتأكد من أن لا أحد ينام في حالة الحزن والكآبة بسبب الظلام ؛ يتطوع مجموعة الرهبان من الكورال الكنسي في فحص الفوانيس والمشاعل في الشتاء ، وبالأخص عند هبوب الرياح القويّة ، أو بعد انتهاء العواصف ، ولا يعودون إلى الفراش إلاّ بعد إكمال جميع الأعطال .

 

كان الرهبان بطبيعة الحال فقراء جداً ، بحيث كانوا لايمتلكون أيّ شيء سوى حاجياتهم الشخصيّة ، ولكن الأديرة نفسها كانت من أغنى المؤسسات في العالم خلال القرون الوسطى . ونتيجة لذلك تم رعاية الرهبان بشكل جيد في المناطق التي ربما تكون أكثر أهمية بالنسبة لغالبية السكان من حيث المأكل والمشرب ؛ على عكس 80٪ من الناس الذين عاشوا خارج الأديرة . ولم يكن على الرهبان أن يقلقوا بشأن الاختلافات الموسمية أو شحتها ؛إذ كان لديهم الطعام الجيّد على مدار السنة ، واستهلاكه محدداً بمدى صرامة قواعد التقشف في ديرهم الخاص . أمّا في الأديرة الأكثر صرامة ؛ لا يؤكل اللحم إلاّ من قبل المرضى ، وغالبا ما يتم تخزينه مجففاً لأيام الأعياد . وعلى الرغم من ذلك ، فقد سمحت تلك الأديرة الأكثر تساهلاً في توفير لحوم الخنازير والأرانب والدجاج  والطيور ؛ لتقدم على موائد العشاء الجماعية في كثير من الأحيان .

في جميع الأديرة لم يكن هناك أي نقص في الخبز و الأسماك والمأكولات البحرية والحبوب والخضروات ،أو بالفواكه والبيض والجبن ، بالإضافة إلى الكثير من أصناف النبيذ والبيرة . وعادة ما يتناول الرهبان وجبة واحدة في أيام الشتاء ، ووجبتين في أيام الصيف .

 

ردّ الجميل للمجتمع

أعاد الرهبان والأديرة (الدَين ) إلى المجتمعات التي قدّمت الدعم المادّي والمعنوي وبوسائل متنوعة ؛ وذلك عن طريق مساعدة الفقراء ، وبناء المستشفيات ، دور الأيتام ، الحمّامات العامة ، والمنازل للمسنين . علاوة على ذلك فقد كانت الأديرة مآوي المسافرين الذين لا يمكنهم العثور على مبيت .

كما ذكرنا سابقاً ؛ لعبت الأديرة أيضاً دوراً بارزاً في التعليم ولا سيما في بناء المكتبات الكبيرة وتعليم الشباب . واعتنت الأديرة في الأماكن المقدّسة لدى الحجّاج ، وكانت راعية عظيمة للفنون ؛ ليس فقط في عرض نتاجهم الخاص ؛ بل تعدّى ذلك في دعم ورعاية الفنانين والمهندسين المعماريين في تزيين مبانيهم من خلال الأعمال الفنيّة الساحرة ، والنقوش الجميلة لتوظيفها في نشر الرسالة المسيحية.

أخيراً ؛ كان هناك جمع من الرهبان قد ترك بصمة واضحة في التاريخ الأوروبي ، أمّا حاضراً ؛ يعكف عدد من الباحثين والمؤرخين المعاصرين على دراسة مجموعة الرسائل والسِيَر الذاتية للقديسين والمشاهير والحكّام في القرون الوسطى .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وم بلوكمانز ـ مقدمة الى القرون الوسطى في أوروبا ـ راوتلج للنشر ـ 2017 .

جيس فرانسز ـ الحياة في مدينة القرون الوسطى ـ هاربر بيرنيال للنشر ـ 2016 .

موريس كين ـ تاريخ أوروبا في القرون الوسطى ـ بنجن للنشر ـ 1991 .

جيفري سنكمان ـ حياة كل يوم في القرون الوسطى ـ ستيرلينغ للنشر ـ 2013 .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here