كابينة للكتب…..

كابينة للكتب

 سرور العلي
كان محمد خالد شغوفاً منذ نعومة أظفاره بالقراءة واقتناء الكتب، فكان يقرأ القصص المتوفرة في مدرسته، ولم يحصل على كتب وحكايات أخرى كان يرغب بقراءتها في محافظته ديالى بقضاء بلدروز.
ويستذكر محمد ذلك قائلاً: “كانت هناك مكتبة للقرطاسية تبيع قصص الأطفال، ولكن لم تتوفر بها جميع ما نرغب بقراءته، وصاحب المكتبة كان يقوم بإهداء قصة أخرى لنا، حين نقوم بقراءة القصة الأولى فبقي المشهد راسخاً بذاكرتي” .
في أولى خطواته، قام محمد بإنشاء حساب خاص على مواقع التواصل، مختص ببيع الكتب والروايات، ووفر كذلك خدمات كخدمة استبدال واستعارة الكتب، وأيضاً وفر مكتبة إلكترونية.
كان محمد الشاب العشريني يحلم بإنشاء كابينة، لنشر ثقافة القراءة بين أفراد المجتمع، فدفعه حبه ليفتتحها، لكنه دهش حين تمت إزالتها بعد مرور ساعتين على نصبها.
يقول محمد بحماس: “لم أشعر بيأس أو تردد، فقررت أن أعود من جديد من خلال تأسيس فريق تطوعي لشباب المدينة، وأنشأنا كابينة ثقافية جديدة، وحصلنا على دعم وتشجيع من السكان بتبرعاتهم بالكتب” .
وبالرغم من إغراءات شبكة الإنترنت وما تقدمه من معلومات وأخبار، فإن للكتاب المطبوع عبقا مميزا وبريقا خاصا لا يقارن بأي وسيلة أخرى، كما أن الكتب تعد أفضل رفيق لنا.
يدرك محمد أن تقنيات التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي سرقت جيلاً بأكمله من قراءة الكتب والمطالعة، لكنه يصرّ على مواصلة مبادرته، خوفاً من أن يذوي ويضمحل الكتاب الورقي.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here