نهاية شريط حياتك الوشيكة .. للشاعر الهنغاري يوجف شيريكوتا

نهاية شريط حياتك الوشيكة
للشاعر الهنغاري يوجف شيريكوتا
ترجمة مهدي قاسم
في رحلتك الأخيرة لن تصطحب معك أمتعتك ،
و لن تحمل معك غير عزائك و غفرانك .
ولا تقلق من شأن أعباء جسدك :
سيقومون بتسوية أمره على نحو ما
تمهيدا لمغادرة الأرض بكرامة مصونة .
ولن ينتحب العالم كله من أجلك
سيحل محلك شخص آخر في عملك
فالإمكانيات واسعة و متوفرة بكثرة .
سيذكرون سيرتك في جلستهم لفترة ليحكموا عليك
فيما إذا رحلة وجودك الأرضي كانت سيئة أم جيدة .
غير أن أصدقاء طيبين سيبكونك لأيام معدودة
ثم يضحكون من جديد بعدما يجدون سببا لذلك .
حتى حيواناتك الأليفة ستتعوّد على أصحابها الجدد .
فما من أحد سيفكر ماذا ينتظرك “هناك ” .
ستُعلق على الحائط صورك الشخصية ،
ومن هناك تُضع على رفوف خزانة عتيقة .
وفيما بعد سينتهي مصيرها إلى أعماق أدراج مغبرة و معتمة
حيث ثمة شخص ما سيجلس على أريكتك بأوضاع مريحة .
في بيتك ستستمر لأسابيع أحاسيس فقدك المؤلمة
ربما لشهور أو سنين مديدة.
ففي النهاية سينتهي مشوار وجودك الأرضي القصير
ولن تكون مضطرا لمواصلة الكفاح المرير
لكسب مقومات وجودك .
ففي حياتك الجديدة لن تحتاج سوى إلى ذخائر روحك
حيث سيُزول ويفُنى كل شيء ، لا يبقى غير ذكرياتك
وتاليا لن يكون من ثمة داع لمزاعم عز أو فخر .
و الآن بعدما أخذت كل هذا باعتبار و حسبان :
فعليك أن تعلم أنه لا ينبغي أن تمضي كل حياتك
في النوم كسولا ، و متقاعسا
بل أن تعيش حياتك سعيدا و جميلا .
فبكل تأكيد ، مشوار الحياة يمضي سريعا ،
تماما مثل قطار يندفع بكل أقصاه منطلقا .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here