تظاهرات غاضبة تغلق شركة نفط ذي قار وحقل الناصرية النفطي

ذي قار / حسين العامل

قام المئات من الخريجين المطالبين بالتعيينات يوم أمس، باغلاق شركة نفط ذي قار ومنعوا منتسبيها من المباشرة بالدوام، فيما اقدم ابناء العشائر على اغلاق حقل الناصرية النفطي وقطع الطريق المؤدي الى الحقل المذكور. وقال مصدر في شركة نفط ذي قار لـ(المدى) ان “المئات من الخريجين قاموا بإغلاق مقر شركة نفط ذي قار للمطالبة بالتعيين”، واضاف “فيما اغلق ابناء العشائر حقل الناصرية النفطي”.

واشار المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه الى ان “ابناء العشائر قدموا جملة من المطالب من بينها طلب تعيين في الحقل المذكور وتشكيل قوة امنية منهم لحماية الحقل المذكور ومطالب اخرى”. من جانبهم اعلن الخريجون المعتصمون امام شركة نفط ذي قار عن الاغلاق التام للشركة متهمين الجهات الحكومية المعنية بالتسويف وعدم الاستجابة لمطالبهم بالتعيين.

وجاء في بيان للخريجين تابعته (المدى) انه “بعد دخولنا الشهر السادس على التوالي كمعتصمين امام شركة نفط ذي قار فقد اضطرتنا الحكومات الى نيل الحقوق بما نراه مناسباَ بعد أن ماطلت وسوفت واستهانت بجمعٍ غفير من الشيبة والشباب والشابات”، واضاف “لذا قررنا اعلان الاغلاق التام لشركة نفط ذي قار ومنع دخول اي موظف الى الشركة لحين تلبية المطالب بلقاء مسؤول حكومي يتعهد لنا بضمانات التعيين ضمن موازنة2022 سواء في شركة النفط او اية دائرة حكومية”.

ويأتي تجدد التصعيد في الفعاليات المطلبية ضمن فعاليات تكاد تكون شبه يومية تنظمها روابط الخريجين والعاطلين عن العمل وناشطون في الحركة الاحتجاجية للمطالبة بالتعيينات وتحسين وتأمين الخدمات الاساسية. وبدوره قال احد المحتجين امام حقل الناصرية النفطي في منطقة (الكطيعة) ان “المحتجين اغلقوا أبواب الحقل احتجاجا على عدم الاستجابة لمطالبهم المتمثلة بتشغيل أبناء المناطق المحيطة بالحقل ضمن الشركات العاملة فيه”، مؤكدا “تواصل الاغلاق لحين الاستجابة الى مطالب المحتجين”.

وتشهد محافظة ذي قار ومنذ عدة ايام تصاعداً في وتيرة العنف العشائري تجاه الشركات النفطية والسلم الاهلي اذ بلغ الامر حد اطلاق النار على العاملين في احد المشاريع النفطية ومصرع مهندس في موقع العمل اثر اعتراض العشائر على مرور انبوب نفطي في اراضيهم، فيما حذرت شركة نفط ذي قار من آثار التهديدات العشائرية على عمل الشركات الاجنبية.

وكان ممثلو عشائر البدور المعتصمين أمام حقل الناصرية النفطي قد اصدروا بيانا تضمن جملة من المطالب من بينها “تشكيل فوج حمايات حصرا من أبناء القبيلة وتعيين الخريجين حسب اختصاصاتهم وإعادة 45 موظفا تم فصلهم في وقت سابق لأسباب تتعلق بتحصيلهم العلمي وعدم حصولهم على شهادات دراسية”، مشددين على ان “يكون جميع سائقي الآليات العاملة في الحقل من أبناء القبيلة المذكورة مع تعويض جميع الأهالي عن الاراضي التي تدخل ضمن موقع الحقل المذكور”.

كما تضمن البيان مطالب خدمية اخرى من بينها “إنارة الطريق الرئيسي تلافيا للحوادث المرورية وإنشاء مشروع إسالة ماء لسكان المنطقة المحيطة بالحقل وأن يكون جميع العاملين في الحقل حصرا من أبناء محافظة ذي قار”. وأشار البيان الى أن “الاعتصام سيكون مفتوحاً لحين تحقيق المطالب المذكورة والكشف عن الجهات المتهمة بمحاولة اغتيال احد منسقي تظاهرات العشيرة منذر البدري الذي اصيب قبل بضعة ايام بجروح خطيرة اثر اطلاق نار من مجهولين”.

ويرى مراقبون ان طريقة توزيع ما متوفر من فرص تعيين في الدوائر الحكومية تفتقر للعدالة وان اطلاق التعيينات بات يجري تحت ضغط الشارع ناهيك عن المحسوبية والمنسوبية والولاءات الحزبية. وغالبا ما يلجأ المتظاهرون المطالبون بالتعيينات في ذي قار الى الاعتصام امام الدوائر والمؤسسات الحكومية ويُقدمون في بعض الاحيان على اغلاق عدد من الطرق والجسور والمؤسسات الحيوية كالشركات النفطية والانتاجية والدوائر صاحبة القرار وذلك للضغط والتعجيل بتنفيذ مطالبهم، اذ شهد العام المنصرم عدة فعاليات تصعيدية اغلق خلالها مبنى ديوان محافظة ذي قار وشركة نفط ذي قار وحقلي الغراف والناصرية لعدة مرات، رضخت بعدها ادارة المحافظة والمؤسسات المذكورة لتنفيذ الكثير من مطالب المعتصمين وهو ما حفز مجاميع اخرى من العاطلين عن العمل على تكرار فعاليات زملائهم في هذا المجال.

يشار الى ان المئات من الخريجين والمعتصمين السابقين امام شركة نفط ذي قار اقدموا يوم (23 كانون الثاني 2022)، على اغلاق جسري النصر والزيتون وسط الناصرية للمطالبة بالتعيينات، فيما لوحت تنسيقية المعاهد التقنية والكليات الساندة في ذي قار بتصعيد في فعالياتها المطلبية امام ديوان المحافظة.

وكان خريجو المعاهد والكليات الهندسية والتقنية المعتصمين امام شركة نفط ذي قار صعدوا يوم الاثنين (17 كانون الثاني 2022) من فعالياتهم المطلبية الخاصة بالتعيينات اذ انطلقوا بتظاهرات تضم مئات الخريجين صوب ديوان محافظة ذي قار واعلان الاعتصام المفتوح.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here