الميناء..جرح مفتوح

علي حنون
ما أشبه يوم الميناء بأمسه، هو نسخة من الماضي القريب لفريق عتيد ذهب سوء التخطيط وغياب الرؤية السديدة بما يجعله يُفاخر الآخرين بمكانته بين الفرق الجماهيرية، بعدما جاءت أحداث الحاضر بكُل إرهاصاتها مُطابقة لما رافق رحلة الفريق في محطات المواسم الأخيرة.. الأحداث ذاتها والتعثرات نفسها، مشكلات ومُعاناة ممزوجة برغبة تغيير بقيت تصدح بها حناجر المُولعين بحب الأزرق الجنوبي، تُنادي بها جماهير وعشاق (السفانة)، الذين أضناهم انتظار الحلول والوقوف على المأمول، في إثر غياب المنشود، وفقدان بوصلة الأمان السبيل إلى شاطئ النجاة، في ظل أجواء مشحونة تُؤطرها تطلعات بدا أن قاربها استسلم لأمواج غياب البدائل لشؤون وشجون الفريق، وأخذت (تتلاطمه) بعيدا عن مرفأ الفلاح، الذي تقف عند شاطئه جماهير العريق تنتظر جديدا ملؤه التوفيق والسداد في فاصل عطاء تتمناه إيجابيا.
هناك من يخشى، لسبب أو آخر، الحديث في هذا الموضوع، وهناك من يعتصر الألم فؤاده، ومع ذلك تراه يُفضّل إبقاء حسراته حبيسة أنفاسه، لأنه على يقين بعدم امتلاكه للصوت العالي المُؤثر، الذي يُعينه في تسويق ما يشعر به من وهن وإحباط، ووسط الصورة المشوشة هذه، أمست سفينة الميناء (تتأرجح) بين رؤية وزارة وتمسك إدارة وبين جماهير بعضها غاضبة بصمت وأخرى غاضبة بصوت تبحث عن ماء الحياة لإعادة (الهيبة) المفقودة لتأريخ وعنوان كرة القدم البصرية.. ومع أن المُعطيات تذهب باتجاه يُفيد بأن رأي الجهة الراعية (سواء الوزارة أو مُمثلها شركة الموانئ)، مع أي تغيير (أبيض) توافقي يُمكن أن يجلب النجاح لساحة الفريق، إلا أنها (أي الجهة الراعية) لا تُريد أن تسير بعيدا في هذا الطريق، لسبب وجيه جوهره أنه ليس للوزير أو المدير سلطة لسحب الثقة من الإدارة، وهم يُدركون هذه الحقيقة (المُرة)، لذلك لا يُركنون إلى قرار التدخل بقوة مهما عسر الحال وهبط مُؤشر الأداء، خشية ألاّ تلقى قراراتهم صدى قانونيا، من هنا يستجيرون (هربا) إلى ملاذهم القانوني، بالتصريحات، التي ينشدون من خلالها وبصورة غير مباشرة، حث الجماهير على التصدي لهذا الأمر، عبر الضغط على الهيئة العامة، التي هي وحدها من تُمسك بيدها (سلاح) التغيير.
وإذا كانت إدارة الشركة العامة لموانئ العراق ترى أن (بيروقراطية) إجراءاتها تجاه تعزيز خزينة النادي بالأموال، تشكل ضغطا مطلوبا على أصحاب القرار في مجلس الإدارة بهدف حثهم على اتخاذ القرارات المناسبة، التي ستأتي بالحلول الناجعة، فإنها يقينا ستذهب بهذا الاتجاه، لتيقنها من أن هذه هي المساحة القانونية المُثلى المُتاحة لها لدعم أي جُهد من شأنه تقويم وتصحيح المسار.. ولعل من أسباب بقاء الحال على ما هو عليه وبالتالي غياب الجديد المُفيد في مشوار الميناء في المُسابقة المُمتازة، هو اعتقاد الإدارات المُتعاقبة بأنها غير معنية بتعثر الفريق، مع أنها تتحمل الجزء الكبير في هذا الجانب، لأمر جوهري هو أنها المسؤولة عن اختيار الجهاز الفني، وهي المعنية بالملف المالي، وفي أحايين كثيرة هي من تتصدى لاختيار أغلب عناصر الفريق بعذر أن وقت التعاقدات شارف على الانتهاء، لهذا لا يُمكن، عند الخوض في موضوع تعثر الفريق، أن نُبقي الملف الإداري في خانة عدم المسؤولية.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here