د. ناجي صبري.. تولى قيادة الدبلوماسية العراقية في أصعب ظروفها قبل الإحتلال الأمريكي وخلاله..وهو قيادي إعلامي من الطراز الأول

د. ناجي صبري.. تولى قيادة الدبلوماسية العراقية في أصعب ظروفها قبل الإحتلال الأمريكي وخلاله..وهو قيادي إعلامي من الطراز الأول

بقلم: حامد شهاب

يكاد يكون عصر تولي الدكتور ناجي صبري الحديثي قيادة الدبلوماسية العراقية قد تزامن مع أصعب عهود العراق إضطرابا وتعقيدا ، في ظل المواجهة الأمريكية العراقية عام 2003 وما قبلها ، بما سمي حرب الخليج الثانية ، وتداعيات تلك الحرب وآثارها الخطيرة على مستقبل العراق والمنطقة.

لقد عين الحديثي وزيراً للدولة للشؤون الخارجية في 18 نيسان عام 2001 ومن ثم تولى مهام وزارة الخارجية بعد 4 أشهر في 4 آب من العام نفسه 2001 .

والدكتور ناجي الحديثي ضليع باللغة الانكليزية ولديه فهم معمق لتوجهات الغرب السياسية بشكل عام ، والتوجهات البريطانية بشكل خاص ، فهو مؤسس المركز الثقافي العراقي في بريطانيا، في منتصف السبعينات ، وكانت له صلات وطيدة بساسة وأكاديميين بريطانيين ، ولهذا يعد خبيرا في الشؤون الدولية منذ عهود طويلة، وشغل مناصب إعلامية عليا ، بضمنها مدير عام ورئيس تحرير ووكيل وزارة في وزارة الثقافة والاعلام ، وكانت خبراته كلها تصب في الإستفادة من مجالات إتقانه للغة الإنكليزية (وهو الضليع بها) وفهمه للثقافة الغربية والاعلام الغربي، وعلاقاته الواسعة مع الأوساط السياسية والاعلامية الغربية ، ليكون واجهة العراق مع تلك الدول، التي كان بعضها يتربص بالعراق الدوائر، ويسعى الى تقويض دولته ومجتمعه ، وكان لها ما أرادت بعد عام 2003 ، في تلك المواجهة غير العادلة وغير الأخلاقية، التي شنت فيها حربا ظالمة بمبررات لم تكن معقولة ولا سند لها على أرض الواقع.

لقد حاول الدكتور ناجي صبري العمل على كل ما من شأنه تفادي تلك الحرب ، وكان يقود الدبلوماسية العراقية وقد إمتلك ثقة القيادة العراقية بخبراته ، وأنه قادر على أن يقود سفينتها في أصعب مراحل العلاقة مع الولايات المتحدة المصرة على منهج الحرب، والتي لم تترك مجالا للدبلوماسية لكي تأخذ مداها، ولوحت بطبول الحرب وآلتها الحربية القذرة لتوجه سهامها الغادرة الى شعب العراق.

كانت الشخصية الكارزمية للأستاذ الدكتور ناجي صبري ، هي من أهلته لتبوء هذا المنصب الرفيع، وهو الواجهة الدبلوماسية التي أرست دعائم علاقات واسعة مع أصحاب القرار ومختلف الشخصيات السياسية والاعلامية العربية والاجنبية، وكانت تربطه بها علاقات واسعة ، كانت لولا الإصرار الأمريكي على رفض التفاوض والحوار بكل أشكاله، كان بإمكانها أن تكسر الحواجز وتحقق إنجازات باتجاه عدم اندلاع الحرب وتجنيب العراق والمنطقة ويلاتها. وقد عمل على تفادي وقوع الحرب، لكن الولايات المتحدة ، كما أكدنا، مصرة على العدوان ، فهي لاتفهم الا لغة القوة الغاشمة، بدفع صهيوني بريطاني حاقد ، وهو ما أدى الى فشل كل الجهود الدولية ، وبخاصة العربية والدولية وخصوصا منها، ( الفرنسية والروسية والصينية والالمانية ) التي كانت ترفض الحرب وتسعى لتجنبها.

السيرة الذاتية :

** ولد ناجي صبري الحديثي عام 1951 في قضاء حديثة بمحافظة الأنبار.

** حصل د.ناجي صبري على درجة الماجستير في الترجمة عام 1996ودرجة الدكتوراه في اللسانيات والترجمة عام 1998 من قسم الترجمة بكلية الآداب في الجامعة المستنصرية، وعمل أستاذا مدرسا للغة الإنجليزية والترجمة في جامعتي بغداد والمستنصرية.

**ويُعدّ خبيرا في مجالات العلاقات الدولية والإعلام الدولي وخصوصاً الاعلام الغربي والصحافة والعمل الثقافي بشكل عام. وهو يدرّس حاليا الدبلوماسية والعلاقات الدولية والاعلام بقطر.

الوظائف والمسؤوليات:

** شغل الدكتور ناجي الحديثي مناصب مهمة في الدولة وبعض المؤسسات الدبلوماسية والثقافية والإعلامية البارزة، فعمل مدير تحرير لجريدة الثورة العراقية خلال الفترة 1970-1975، كما عمل في الفترة نفسها محاضرا في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة بغداد.

** شغل ما بين عامي 1975-1980 منصب مستشار سفارة العراق في لندن، وقد أسس الدائرة الصحفية في السفارة العراقية. كما أسس المركز الثقافي العراقي عام 1977 وتولى ادارته حتى عام 1980.

** بعد عودته إلى بغداد شغل عدة مناصب إعلامية وثقافية فقد اسس دار المأمون للترجمة والنشر في وزارة الاعلام في بداية عام 1980 واصبح مديرها العام حتى عام 1991 وتولى رئاسة تحرير جريدة بغداد أوبزرفر من عام 1980-1998 .

** في عام 1990 شغل منصب مدير عام الإعلام الخارجي بوزارة الثقافة والإعلام، ثم تولى عام 1991منصب وكيل الوزارة نفسها حتى عام 1995، وفي العام نفسه عمل مستشارا في ديوان رئاسة الجمهورية حتى عام 1998.

** 1977 – 1980 مؤسس ورئيس تحرير مجلة أور الانكليزية الخاصة بالثقافة العراقية والعربية الحديثة في لندن.

1980 – 1990 مدير عام دار المأمون للترجمة والنشر.

1980 – 1998 رئيس تحرير جريدة بغداد أوبزرفر الانكليزية اليومية.

1986 – 1995 مؤسس ورئيس تحرير مجلة كلكامش الانكليزية الخاصة بالثقافة العراقية الحديثة.

1986 – 1995 نائب رئيس اللجنة الوطنية العراقية للتربية والثقافة والعلوم.

1990 – 1991 مدير عام الأعلام الخارجي في وزارة الثقافة والأعلام.

1991 – 1995 وكيل وزارة الثقافة والإعلام.

1995 – 1999 محاضر في قسم الترجمة الجامعة المستنصرية/ كلية الآداب.

1995 – 1998 مستشار في ديوان رئاسة الجمهورية.

حزيران 1998 سفير في مركز وزارة الخارجية/بغداد.

1999 – 2001 سفير جمهورية العراق لدى النمسا، وممثل العراق الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) ومكتب الامم المتحدة في فيينا.

18 نيسان 2001 وزير دولة للشؤون الخارجية.

4 آب 2001 – 9 نيسان 2003 وزير الخارجية

** سافر إلى فيينا عام 1999 ليشغل منصب سفير العراق لدى النمسا، وممثل العراق الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “يونيدو”.

** تولى إثر عودته من النمسا في أبريل/نيسان 2001 منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية. وفي الرابع من أغسطس/آب من العام نفسه أصبح وزيرا للخارجية .

**لم يكن تدرجه في المسؤوليات الحكومية سهلاً في بدايته لكنه أصبح فيما بعد أحد الوجوه البارزة خاصة في العمل الدبلوماسي والتفاوضي وصاحب الدور الأبرز في حرمان أمريكا وبريطانيا من إضفاء الشرعية الدولية على مشروع غزو العراق واحتلاله.

** ترجم الدكتور ناجي صبري مؤلفات عدة من الإنكليزية إلى العربية، مثل “عبقرية شو” لمايكل هولرويد، و”أوجه السيرة” لأندريه مارلو، وترجم عدة كتب من العربية إلى الإنكليزية.

تحياتنا لرجل الدبلوماسية العراقية وقائد ربان سفينتها ..أيام عزها وشموخها ..وأمنياتنا له خلال إقامته الحالية له ..بالتوفيق الدائم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here