ألوَعي هو آلنّاجي من آلمحن

ألوَعي هو آلنّاجي من آلمحن:

بقلم : عزيز حميد مجيد

مرّةً في سبعينات ألقرن الماضي أيّام الجامعة؛ جائني رئيس الأتحاد الوطني البعثي لـ (يهديني) إلى سبيل البعث , هذا .. بعد ما كتبوا عليَّ و على مجموعتي الأيمانيّة في الحركة الإسلاميّة عشرات التقارير و الوشايات لنشاطنا الفكري و الثقافي و العقائدي؛ جائني ذلك آلرئيس و قد أدلى شاربه الأصفر مع مجموعة من أعضاء الأتحاد و سلّم .. ثمّ قال إسمح لي دقيقة: قلتُ له تفضل .. ماذا تريد؟
قال أنت طالب مجتهد و ندعوك بإسم الوطن و الحزب و الأتحاد للأنضمام إلى صفوف الأتحاد الوطني !؟
قلت له: و كيف ذلك و لماذا عليّ أن أنظم للأتحاد الوطني؟
قال : لتفيد و تستفيد و تُثقّف نفسك و تعي وووووو …إلخ
قلت له: هل تعني تثقيفي على آلفلسفة؟ أو الأقتصاد؟ أو معنى الأنسانيّة؟ أو مدارس الفنّ و الموسيقى و العرفان؟ أو الجّهاد ضدّ الظلم؟ أو تطبيق العدالة الاجتماعية!؟ و هل لديكم أساساً نظريّة لمعرفة الجّمال و معنى آلحبّ و عمل الخير!؟
ثمّ أية فلسفة تُدرّسون الناس في الأتحاد الوطني و الحزب “القائد”!؟
و أيّ الميادين المعرفيّة في مجال البحث اللغوي الحديث تتبنّون .. إذا علمنا بأنّ هناك عـدّة نظريّات دلاليّة عُنِيتْ كلّ منها بوضع منهج معيّن لدراسة المعنى والغاية، و أبرز تلك النظريات؛ نظريّة السياق ونظرية الحقول الدلاليّة ونظريّة التحليل التكويني للمعنى.
النظرية السياقية. Theorie contextuelle du signifie
و أيّ نظام إقتصادي تتبنون في نهجكم؟
و أيّ مذهب إنسانيّ تطرحون و تفضلونه للقضاء على العصبيّة الطائفيّة و العنصريّة و العرقيّة و المذهبيّة و القوميّة؟

و……و……و….. عندها بهتَ الكافر و من كان يُرافقه !

ثمّ إنبرى أحدهم قائلاً : إتركهُ يا رفيقي هذا لا ينفعنا .. ؟

ألنتيجة؛ هي أنّ ألوعي هو آلمنقذ من حبائل الشيطان و الفساد الذي جسّده البعث ألرّجيم و الأحزاب التي حكمت العراق من بعد آلسقوط لأنهم لا يملكون فلسفة و قيماً كونيّة لتبنيها وطرحها على الناس, بل العكس طرحوا الجّهل والضلال والفساد والنهب وكل أنواع الأرهاب .. وأخطرها الإرهاب الاقتصاديّ و إشاعة الأميّة الفكريّة, فهي الثقافة الوحيدة التي ميّزت تلك الأحزاب من خلال تأريخها العتيد!؟

لذا عليكم يا إخوتي ألتسلّح بآلمعرفة .. و المعرفة كلّها في الفلسفة الكونيّة و أسسها الذهبيـّة الثلاث.
فسارعوا لتشكيل المنتديات الفكرية أو الثقافيّة أو الأدبية .. أو سمّها ما شئت .. المهم تحقيق الهدف.

محبّتي ودعائي لكم بآلتوفيق أيّها القادة المُثقفين بآلتعجيل في بثّ الوعي فآلفاسدون الحاكمون من الأحزاب المتحاصصة لقوت الفقراء: لا تهدأ ولا يقرّ لها قرار و هي تخطط ليل نهار للسيطرة على اكبر مساحة ممكنة لنشر الظلم و آلجّهل من أجل سرقة الناس لمنفعتهم!
و هذا الأمر – أمر (نشر ألوعي) – لتحقيق العدالة و الرّفاه و محو الطبقيّة و الرّواتب الحرام ؛ كان هدف كلّ فيلسوف عبر التأريخ من سقراط ثمّ آلعليّ الأعلى و حتى محمد باقر الصدر و للآن, حيث رخّصوا دمائهم و فكرهم من أجل تعبئة الناس بآلفكر والقيم الكونية التي ضمّنتها الفلسفة الكونيّة كختام للفلسفة في الوجود, و لكم أيها المجاهدون في أسمى و أنبل طريق مع محبتي و أحترامي القلبي للجميع.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here