بغداد: كوكب السياب
استذكرت نقابة الفنانين العراقيين الفنان الراحل، عازف الكمان فالح حسن، بإقامتها حفلا تأبينياً بمناسبة أربعينيته، وأقيم حفل التأبين بمقر النقابة، وقدمت له الفنانة بشرى سميسم، مستعيدة بعضاً من محطات الفنان الراحل، الذي يعد واحداً من رموز الموسيقى العراقية، لا سيما في الغناء الريفي الجنوبي الذي أسهم في تطوير أنماطه الغنائية من خلال عزفه لأغلب الفنانين العراقيين، بدءاً من داخل حسن وناصر حكيم وحضيري أبو عزيز وسلمان المنكوب، ومروراً بعبادي العماري وحسين سعيدة وفرج وهاب وعبدالحسين اللامي وسعدي الحلي، وصولاً إلى جيل يونس العبودي ورعد الناصري.
فضلاً عن مطربي أغنية المدينة من نجوم السبعينيات والثمانينيات، أمثال ياس خضر وحسين نعمة وفاضل عواد ورياض أحمد وسعدون جابر، الذي ترأس في الثمانينيات فرقته الموسيقية، وغيرهم الكثير من
المطربين.
وحضرت حفل التأبين أسرة الراحل، التي عبّرت عن شكرها وامتنانها للقائمين على الحفل، لاستذكار الفنان الراحل الذي عانى كثيراً في السنوات التي تلت فقدانه بصره، منذ العام 1984.
وقالت زوجة الفنان فالح حسن، إن «الراحل قدّم الكثير للفن العراقي، لكنه لم يلقَ الإنصاف من قبل المسؤولين، وكان يعاني كثيراً في أيامه الأخيرة، وقد ناشد لأجل التدخل وإنقاذه، لكن من دون جدوى»، لافتة إلى أن «جلسة التأبين هذه توضّح مدى حب الناس له، وهو انعكاس لحياته فقد كان قريباً من متذوقي الموسيقى، وكان محبوه يتصلون به على الدوام، ويرحب بهم في المنزل، ويقوم بالعزف
لهم».
من جهته قال الملحن محسن فرحان، إن «الراحل يمثل أحد أعمدة الموسيقى العراقية، ورحيله يمثل خسارة فادحة للفن العراقي الأصيل»، مشيراً إلى أنه كان يمتلك الإصرار والدافع الكبير في تقديم المزيد من العطاء، رغم تدهور وضعه الصحي.
بدوره، تحدّث الفنان عبد الحسين اللامي عن علاقته بالفنان فالح حسن، مستعيداً بعضاً من الذكريات التي جمعتهما معاً، وأشار اللامي إلى حادثة جمعته بالراحل، في منزل الفنان سعدون جابر، وبحضور الموسيقار المصري بليغ حمدي، لافتاً إلى أن «حمدي عبّر عن إعجابه الكبير بفالح حسن، حينما أسمعه بعض المقطوعات الموسيقية على آلة
الكمان.
بينما قال الفنان عباس المنكوب، إن «نقطة التحوّل المهمة في حياة فالح حسن تمثّلت بلقائه مع والدي الراحل سلمان المنكوب، وبعدها قدما الكثير من الجلسات الغنائية المهمة التي لا تزال شاخصة في ذاكرة الغناء العراقي
الأصيل».
مبيناً أنه لم ينقطع عن الراحل لغاية رحيله، وهي لمسة وفاء لهذا الفنان الذي قدّم الكثير للفن العراقي.
وعلى هامش الجلسة، عُرض على شاشة «الداتا شو» فيلم بعنوان «أسطورة الكمان»، استعرض مسيرة الراحل الحافلة بالفن والجمال والإبداع، قبل أن يُفتح باب المداخلات الذي قدّم من خلاله بعض الحاضرين شهادات عن الفنان الراحل فالح