امريكا (التجارة بكراهيتنا..انفع من التجارة بمحبتنا)..(المعادين لامريكا تحميهم امريكا بالعراق)

بسم الله الرحمن الرحيم

امريكا (التجارة بكراهيتنا..انفع من التجارة بمحبتنا)..(المعادين لامريكا تحميهم امريكا بالعراق)

نقاشنا بعيد عن المألوف الهدف ليس العداء لامريكا.. بل كيفية فهمها والتعامل معها:

فالتجارة بالمحبة كشراء (دب احمر بعيد الحب) اما الكراهية (فتشتري مدفع..من تجار السلاح)

فانظر للفرق بالربح والمنافع.. فتجارة الكراهية.. تزيد ارباح تجار السلاح بمليارات الدولارات.. اولا.. وتخلق عدو لنا.. والدول تحتاج الى اعداء.. لتبرير سياساتها وتسلحها.. فالكراهية انتجت عشرات المليشيات المدججة بالسلاح.. وما يعني تجارة سلاح رهيبة مستمرة.. وهذا يبرر سياسات تحتاجها دول ..

فهل امريكا احتاجت بالشرق الاوسط للاعداء اكثر من الاصدقاء..

(احتاجت لايران رمز الكراهية لامريكا سواء ظاهرا او فعلا).. اكثر من حاجتها لامثال (عبد المجيد الخوئي وهشام الهاشمي..والالاف الشهداء المنتفضين ضد الفساد بانتفاضة تشرين.. وقبلها لعبد الكريم قاسم) من الذين ارادوا العراق ناهضا ومستقرا.. ولم يجدون الحماية لهم .. بالمقابل اعداء امريكا من قادة احزاب ومليشيات ومؤسسات اعلامية تتحرك معهم ارتال الحمايات المدججة بالسلاح..ويقيمون بامكان محصنة كالخضراء.. ويتم انتخابهم بنظام سياسي مدعوم غربيا .. موبوء بالفساد والتزوير..

فاستراتيجية (الاستثمار بالاعداء خير من الاستثمار بالاصدقاء)..

خير مثال (سقوط الشاه المتهم بموالاة امريكا).. ليتم (ركوب المعادي لامريكا الخميني الايراني بطائرة غربية فرنسية وصلت لطهران)؟ فلنتبه ..(اعداء امريكا يتهمون امريكا بنشر الطائفية .. وبنفس الوقت الخميني رجل دين يريد قيام دولة ولائية طائفية).. (يتهمون امريكا وراء الحرب الطائفية.. في وقت من نفذها هم المليشيات جيش مهدي والقاعدة الذين يستهدفون القوات الامريكية ايضا).. (يتهمون امريكا بجلب هذه الطبقة الفاسدة الحاكمة بالعراق.. بوقت اعداء امريكا يقدسون ايران التي تدعم نفس هذه الطبقة الفاسدة الاسلامية).. (اعداء امريكا يتهمونها بانها مهدت لمرسي والاخوان لحكم مصر قبل سنوات).. وبنفس الوقت (الاخوان يريدون قيام دولة الخلافة الاسلامية).. المحصلة.. (التجارة بالمحبة.. كشراء وردة حمراء.. لمحب) اي تجارة بارباح معدمة بالمحصلة.. مقارنة بتجارة الكراهية (سلاح وصفقات وحروب).. فعليه.. :

(كل من يهرج اعلاميا ضد امريكا.. هو يدخل بمصلحة سياسات امريكا بالشرق الاوسط وينفذها)

وهو المطلوب امريكيا.. (فهاشم الكندي وحيدر البرزنجي وجمعة العطواني وعبد الامير العبودي وعباس العرداوي.. وامثالهم).. هؤلاء خطابهم يدخل بمصلحة امريكا بنشر الكراهية ضدها.. وخاصة ان خطابهم هذا من قنوات اعلامية معادية لامريكا تبث من داخل العراق المتواجد فيه قوات امريكي .. في وقت الذين يدافعون عن امريكا وعلاقة العراق معها .. يتم تصفيته فورا.. فماذا نفهم من ذلك؟ (فتتهم امريكا من قبل اعداءها.. بانها وراء اضعاف الجيش ومؤسسات الدولة وعدم استقرار العراق).. بنفس الوقت نجد (المليشيات خارج ايطار الدولة من تستهدف مؤسسات الدولة ومعسكرات الجيش والمطارات وقوات حليفة للعراق بالحرب ضد داعش)..

فكيف نفسر ما تتهم بها امريكا.. ينفذها اعداءها انفسهم كالمليشيات وغيرها فهل هم ادواتها؟

ولا ننسى..

امريكا من كشفت ما جرى (بسجن ابو غريب)..وهذه مادة اعلامية كسبت (انصار للقاعدة)؟

فالاساءة لسمعة الجيش الامريكي وامريكا.. وشيطنتها من خلال كشف (تجاوزات) حصلت ضد معتقلين..او تصرفات فردية من جنود امريكان.. تم تعميمها.. لتكون نتائجها المدروسة مسبقا اثارة المكون العربي السني داخل وخارج العراق.. لجذب الارهابيين والانتحاريين.. بالمحصلة.. (هل هو صدفة) وبالسياسية لا يوجد صدف؟ ولماذا لم تكشف هذه التجاوزات بعد انسحاب امريكا.. ام اريد اصلا كشفها للتمهيد للانسحاب الامريكي ؟ ام ماذا ؟

ام ان امريكا غير ملزمة ببناء الدول.. بزمن القطب الواحد؟

فبزمن القطبين .. نهضت دول بالعالم الثالث سواء الموالية للشرق روسيا (الاتحاد السوفيتي) كاوربا الشرقية وكوبا وكوريا الشمالية وحتى الصين.. مقابل دول موالية لامريكا (كماليزيا واندنوسيا ودول الخليج واوربا الغربية وغيرها).. ولكن بعد انهيار السوفيت غير مأسوف عليهم.. لم نشهد نهوض دول بالعالم الثالث.. (لان القطب الاوحد) غير ملزم بان يصنع نموذج يحتذى به الدول الاخرى لسحبها من معسكر منافس.. لان لا يوجد معسكر منافس اصلا..

فسؤال حيرني كثيرا بعد 2003.. لماذا امريكا لم تحتضن العراقيين وخاصة العرب الشيعة..

الذين يرغبون بتوجه العراق امريكيا.. كما احتضن المعادين لامريكا مؤيديهم ..كايران للموالين لها.. لماذا لم تتبنى امريكا العراقيين الذين ارادوا وما زالوا ان يكون العراق قطعة من احدى الولايات الامريكية بالنهوض والعمران و التقدم.. ؟ بالمقابل امريكا تستقبل عشرات الالاف من (العوائل المعادية لها كلاجئين داخل امريكا.. من صدريين وولائيين وغيرهم).. وليس فقط امريكا بل دول اخرى حليفة لها.. كاستراليا و احتضانها لاحمد الاسدي وعائلته احد زعماء مليشة الحشد الايراني الولاء..

لماذا تركت امريكا (الخضراء المحصنة لاعداءها) بدل ان تؤسس (منطقة زرقاء لحماية حلفاءها)

فالجميع ادرك بان المنطقة الخضراء المحمية.. وكر للاحزاب ومقار المليشيات والبرلمانيين المعادين لامريكا.. و المطالبين باخراجها من العراق.. والداعمين للمليشيات الدموية الموالية لايران.. في حين (المطالبين بالاستقلال عن ايران، ومحاربة الفساد بمحكمة دولية، ومحاكمة الفاسدين، واسترجاع الاموال المهربة بمئات المليارات الدولارات).. يتم قتلهم وتصفيتهم واعتقالهم .. وبالالاف كما في انتفاضة تشرين..

ما السر وراء (مقتل الخوئي ثم محمد باقر الحكيم.. وصعود مقتدى الصدر) .. هل صدفة؟

فالخوئي والحكيم .. المتهمان بانهما يريدان الانفتاح على العالم الحر ونهوض العراق واستقراره.. وعدم الوقوع باخطاء (نكسة العشرين) ببداية القرن الماضي التي ثار بها الشيعة واستلمها السنة.. ليتم قتلهما.. ليصعد (مقتدى الصدر) شاب ساذج بالسياسية والثقافة.. ومشحون بالعداء ضد امريكا..

ام امريكا لديها سياسية (تدجن بها اعداءها)؟؟ خير من ان تصنع موالين لها..

فكسب الاصدقاء والحلفاء يحتاج لعقود.. لتنظيمهم وتأطيرهم.. في حين تدجين الاعداء الممكن تدجينهم يكون اسرع .. فطالبان بافغانستان اسقطت حكمهم امريكا.. ثم بعد عقدين.. تنسحب امريكا لترجع طلبان.. ولكن طالبان هذه المرة تحارب المتطرفين انفسهم كداعش.. وتتبنى فكرة الدولة.. ولا تحتضن القاعدة.. (كذلك نرى اليوم من يتهم مقتدى الصدر بانه امريكي).. فهل تم تدجينه ام ماذا..؟ ولكن بالتاكيد لم يتركون الساحة بدون اعداء لامريكا كالولائيين الذين حتى مليشياتهم كشفت بانها تستلم اموال من دافع الضرائب الامريكي.. وسلاح الحشد امريكي كرشاشات الجي سي، وعربات الهمر، وحتى المدرعات البرامز..

لماذا تخطء امريكا كما خطء عبد الكريم قاسم بعدم احتضان الموالين لها بحزب او تكتل سياسي..

لماذا امريكا لم تؤسس عشرات الفضائيات والقنوات الاذاعية والصحفية والالكترونية واحزاب.. بالعراق وبلسان عراقي وشيعي عربي خاصة.. يدافع عن العلاقات الامريكية العراقية، من جهة.. والشيعية الامريكية من جهة اخرى.. كما يفعل اعداءها بنشر ثقافة الكراهية ضد امريكا كقنوات الاعلام الايرانية المنتشرة بالشرق الاوسط وخاصة بالعراق المتواجد فيه قوات امريكية منذ 2003 ..

ما سبق محاولة لفهم ما يجري.. وما هو الانسب بالعلاقة مع امريكا ..

فامريكا دولة بسياسات برغماتية عالية جدا.. يحتاج لفهمها الى جمع التناقضات.. (الاستراتيجيات).. فاذا تريد ان تكسب امريكا.. عليك ان تدرك سياساتها.. وان تتغلل داخلها..

(فالعداء ضد امريكا.. لن ينفع اي بلد او مكون او جماعة تنتهج هذا العداء)..

وكسب امريكا.. ايضا لن ينفع اذا كان بطرق ساذجة.. وقالها كسنجر (العداء لامكريا خطر.. وصداقة امريكا مدمرة).. فما المقصود.. وما الحل بالعلاقة مع امريكا.. هذا يتطلب مراكز بحوث استراتيجية عملاقة.. يقدم لها طلب بفهم العلاقات الامريكية العراقية من جهة.. والشيعية العربية مع امريكا من جهة ثانية.. بفهم العلاقة بين (الكراهية او التحالف).. ام سياسة (لا كراهية ولا تحالف)… اعرف مصلحتك وطنك العراق ومكونك العربي الشيعي اولا ثم بعد ذلك ابحث عن علاقات تحذر من العداء ضد امريكا..وبنفس الوقت تحذر من اعداء امريكا..

تحذر من القرب لامريكا وتحذر من البعد عنها بنفس الوقت.. (افهموها كيفما تفهموها)..

…………….

واخير يتأكد للعرب الشيعة بالعراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية العرب الشيعة بمنطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here