سوريا ستدفع ثمن موقف بشار المتضامن مع بوتن

سوريا ستدفع ثمن موقف بشار المتضامن مع بوتن

فاضل المناصفة

منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا بارك بشار الأسد خطوة بوتين، مبررا ان هته الحرب ضد أوكرانيا أتت لحفظ مصالح روسيا الأمنية وللرد على هيمنة وتسلط الغرب ولاعادة التوازن في القوى مثلما كان عليه الوضع قبل انهيار الاتحاد السوفياتي.

ويعد تصريح بشار الأسد التصريح الوحيد الذي يأتي مساندا بوضوح شديد للمخلص بوتين، هذا ان دل على شيئ فإنه يدل على درجة الولاء الذي تكنه القيادة السورية لنظام روسيا والارتماء التام في أحضان بوتين بغض النظر عن ما سيترتب عنه من ردة فعل اتجاه اللاجئين السوريين في أوروبا وأمريكا والتي من المؤكد انها آخر اهتمامات النظام السوري، اذ لم يكتفي عذا النظام بتهجيرهم فقط بل بإثارة المزيد من المتاعب لهم.

عزلة النظام السوري ستزداد بعد هذه الجرأة غير محسوبة العواقب من رئيس النظام، كما ستقضي على طوق النجاة الأخير والمثمثل في إعادة سوريا إلى الجامعة العربية وإعطائه بعضا من الشرعية تحت ضغط من القوى العظمى التي لن تتسامح مع هذا التحدي الذي يطلقه نطام فاقد للشرعية الاخلاقية والسياسية في المجتمع الدولي.

ربما سيكون وراء تصريح الأسد قانون قيصر جديد و عقوبات اقتصادية أقوى مما سبقتها ستطال المسؤولين والشركات التي تتعامل روسيا كما سيتم الاسراع في البث في ملفات الأرصدة المالية لأركان النظام السوري في الخارج، قد تنهي هذه العقوبات ما تبقى من النفس الاخير للاقتصاد المنهك في الأصل جراء عقد من الحرب الأهلية، وسيكون من الضروري معاقبة الأسد على تصريحاته لردع أي نظام يفكر في دعم روسيا ولو معنويا : تدرك الدول الغربية ان سوريا أصبحت مقاطعة روسية لدى فانها ستسعى جاهدة لإضعاف نفوذ موسكو في الشرق الأوسط من خلال قطع الطريق أمام عودة مندوبها إلى الجامعة العربية.

ستعيد الدول العربية الدول العربية حساباتها وتعيد التفكير في اتخاذ اي خطوة من شأنها ان تزعج الغرب، بعد أن كان النظام السوري قاب قوسين أو أدنى من استلام مقعده مجددا في الجامعة العربية، ولكن وبعد تصريحات الأسد الأخيرة سيتعثر الأمر أو يلغى نهائيا بحجة أن الظروف الحالية غير ملائمة، ونتيجة للشغط الأوروبي والأمريكي في قطع الطريق أمام نفود روسيا في البحر الأبيض المتوسط.

قد يدفع افلاس النظام السوري إلى تقبل اي فكرة من شأنها ان تنقل الصراع من اوروبا إلى منطقة الشرق الأوسط، لاننسى ان قاعدة حميميم الروسية قد تكون فرصة لابتزاز الغرب من خلال نشر صواريخ طويلة المدى تهدد أمن إسرائيل دول أوروبا وتنتقم من ردة فعل تركيا إزاء التحرك الروسي، ولكن الشيئ المؤكد ان الشعب السوري سيبقى كبش الفداء و سيدفع مجددا فاتورة تهور بشار و ارتمائه في حضن الدب الروسي،

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close