روسيا تتقدم أكثر نحو كييف وتطوق عددا من المدن الأوكرانية

روسيا تتقدم أكثر نحو كييف وتطوق عددا من المدن الأوكرانية

القوات الروسية أصبحت على بعد 15 كيلو مترا من كييف – جيتي

قالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”؛ إن القوات الروسية تتقدم باتجاه العاصمة الأوكرانية كييف، حيث باتت على بعد 15 كيلو مترا فقط من وسط المدينة.

وأوضحت “البنتاغون” في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية، أن الجيش الروسي يتقدم باتجاه كييف على خطين متوازيين من جهة الشرق، مشيرة إلى أنه لا يمكن التكهن بالوقت الذي قد يستغرقه الروس لدخول المدينة، بسبب المقاومة الأوكرانية المتواصلة.

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس؛ إن “القوات الروسية تطوق العديد من المدن الأوكرانية بعد تدمير بنياتها التحتية”.

واعتبر برايس الاعتداءات التي تمارسها القوات الروسية ضد المدنيين الأوكرانيين بمنزلة “جرائم حرب”، وفق اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.

بدوره، قال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو؛ إن نصف السكان فروا. وأضاف أن المدينة “تحولت إلى حصن”، مؤكدا أنه “تم تحصين كل شارع وكل مبنى وكل نقطة مراقبة فيها”.

وتحاصر القوات الروسية حاليا أربع مدن أوكرانية كبرى، ووصلت آليات مدرعة إلى الأطراف الشمالية الشرقية لكييف، حيث تعرضت الضواحي بما في ذلك إيربين وبوتشا لقصف مكثف لأيام.

ممرات إنسانية

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القوات الروسية بمنع إجلاء مدنيين من مدينتي ماريوبِلْ وفولنوفاخا المحاصرتين، مؤكدا أن موسكو شنت “هجوما بالدبابات”، استهدف ممرا إنسانيا أرسل عليه قافلة لتحاول إدخال الطعام والماء والأدوية إلى المدينة.

وأعلن زيلينسكي، في خطاب تلفزيوني، عن إجلاء السلطات قرابة 40 ألف مدني من المدن الأوكرانية.

من جهته، قال رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشنكو؛ إن الطائرات الحربية الروسية كانت تقصف الخميس مناطق سكنية في المدينة “كل 30 دقيقة، ما أسفر عن “مقتل مدنيين بينهم مسنون ونساء وأطفال “.

ووصف رئيس البلدية الوضع في المدينة “بالمروع”، مشيرا إلى أن أكثر من 1200 مدني قتلوا فيها خلال عشرة أيام من الهجمات المستمرة.

بدورها، قالت ساشا فولكوف ممثلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ماريوبول في تسجيل صوتي؛ إن بعض السكان بدأوا يتشاجرون من أجل الطعام، ولم يعد لدى كثيرين منهم مياه، وفق “فرانس برس”.

إلى ذلك، قال مقر الاستجابة الإنسانية الروسي؛ إن روسيا أعلنت مرة أخرى عن “هدنة” جديدة (نظام الصمت)، مع فتح ممرات إنسانية في عدة مدن.

وأوضح أن العمل بـ”نظام الصمت” أو “الهدنة” يبدأ من الساعة 10:00 يوم 11 آذار/مارس، مع توفير ممرات إنسانية في عدد من الاتجاهات.

خسائر أوكرانيا

كشف المستشار الاقتصادي للرئيس الأوكراني، أوليغ أوستينكو، عن حجم الخسائر في أوكرانيا، التي سببها الغزو الروسي.

وقال أوستينكو في مداخلة عبر الإنترنت مع معهد بيترسون للاقتصاد الدولي؛ إن “التقييمات الأولية التي أجريناها تظهر أن قيمة الأصول التي فقدناها بلغت حوالي 100 مليار دولار”، مشيرا إلى أن “الوضع في ما يتعلق بالنمو الاقتصادي سيكون محبطا للغاية، حتى لو توقفت الحرب الآن”.

وأضاف: “حوالي 50 بالمئة من الشركات لم تعد تعمل، وتلك التي لم تتوقف لا تعمل بكامل قدرتها”.

وأفاد بأن النظام المالي الأوكراني يعمل بشكل جيد “بالنظر للظروف الحالية”، مشيرا إلى “سعر الصرف المستقر إلى حد ما”.

محطات نووية

وصف مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الوضع حول المنشآت النووية الأوكرانية بـ”المعقد والصعب”، مؤكدا أن الوكالة على اتصال بجميع الأطراف للتأكد من كيفية المساعدة في ضمان سلامة تلك المنشآت.

واستبعد رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة، أن يستهدف أي جانب عن قصد المفاعلات النووية، مشددا على وجود خطر حدوث قصف غير مقصود.

وصرح بأن الوكالة قد “حددت عمليات تفتيش مادية” للمنشآت النووية في أوكرانيا، لكنه لم يذكر أي تفاصيل بشأن موعد أو كيفية إجراء عمليات التفتيش.

ويعقد مجلس الأمن الدولي الجمعة جلسة طارئة بطلب من روسيا للبحث في ملف “الأسلحة البيولوجية”، التي تؤكّد موسكو أنّ أوكرانيا تصنّعها بدعم من الولايات المتّحدة، في اتّهام سخّفته واشنطن ولندن الخميس، خلال جلسة عقدها المجلس حول سوريا.

وخلال الاجتماع الشهري لمجلس الأمن الدولي حول الأسلحة الكيميائية التي استخدمت خلال الحرب في سوريا، اغتنمت واشنطن ولندن الفرصة لإثارة قضية أوكرانيا.

وقال نائب السفيرة الأمريكية في مجلس الأمن ريتشارد ميلز؛ إنّ “روسيا نشرت تكرارا معلومات مضلّلة بشأن استخدام سوريا المتكرّر لأسلحة كيميائية”، مؤكدا أنه لا يمكن الوثوق بروسيا عندما تتحدّث عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا”.

بدوره قال نظيره البريطاني جيمس كاريوكي؛ إنّ “روسيا تواصل حربها العدوانية على أوكرانيا، وتحاصر المدن، وتقتل مدنيين بشكل عشوائي، وتجبر ملايين الأشخاص على الفرار بحثا عن الأمان”.

وأضاف: “أوجه التشابه مع سلوك روسيا في سوريا واضحة”، و”المقارنة تمتدّ أيضا إلى الأسلحة الكيميائية، إذ نرى شبح التضليل الروسي المألوف يلوح في الأفق في أوكرانيا” حول هذا الموضوع.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here