ما سر مساندة الفلسطينيين لروسيا ورفع حرف z في بيت لحم ؟

شهدت بيت لحم بداية هذا الأسبوع، وقفة تضامنية مع روسيا الإتحادية ضد العقوبات الغربية عليها جراء العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا وذلك امام مقر المركز الروسي في مدينة بيت لحم يوم الأحد الماضي، وقد شارك في الوقفة العشرات من ممثلي الفعاليات المختلفة وعدد من المواطنين الروس المقيمين في بيت لحم.

ورفع المشاركون الاعلام الروسية والفلسطينية والسورية مؤكدين وقوفهم في وجه عقوبات حلف الناتو والحصار الظالم على روسيا الامر الذي يؤكد سياسة الكيل بمكيالين على حد وصفهم .

وخلال إحدى المسيرات في الضفة الغربية ، قام عناصر من حماس بقيادة سيارات تحمل الرمز “Z” ، وهم يلوحون بعلم حماس والروسية. أصبحت علامة “Z” المرسومة على المركبات العسكرية الروسية المتجهة إلى أوكرانيا مؤخرًا رمزًا لدعم الجيش الروسي.

ويرى محللون أن ربط دعم أعضاء حماس لروسيا يأتي على خلفيه أن حليفتها إيران تدعم روسيا في حربها في أوكرانيا : اذ ان علاقات حماس مع إيران تثنيها عن إدانة روسيا أو الوقوف ضدها، كما أن العلاقات الخارجية للحركة والضغط الغربي المتزايد عليها واعادة ادراجها في قوائم الارهاب هي في الواقع السبب الرئيسي وراء الموقف الذي اتخذته الحرب في أوكرانيا.

وخلال الوقفة تحدث كلا من الصحفي حمدي فراج ومحمود فنون ورجا اغبارية القيادي في حركة ابناء البلد في الداخل مستنكرين الهجمة الامريكية الغربية التي يقودها حلف الناتو على روسيا الامر الذي يكشف وبوضوح سياسة التغول الامبريالية التي تؤكد على سياسة الكيل بمكيالين والتي تدل على ان هذه السياسة تفرق بين حرب وحرب فالاجتياح الامريكي للعراق وافغانستان واحتلالهما كان موقف الدول الغربية مختلفا للغاية حيث ايدت هذا الغزو ودعمته واستخدمت كل الادوات بما فيها ما يسمى بالشرعية الدولية لتاييد هذا الاجتياح، وكذلك لم يرى هذا العالم ما يحدث للشعب الفلسطيني من عدوان لا يتوقف منذ اكثر من سبعة عقود فكان اللاجئون والدمار والمجازر واحتلال الارض وتغيير معالمها مجازا وحتى المقاومة الفلسطينية اعتبرها هذا العالم الغريب والعجيب ارهابا بما فيها زجاجات الملتوف التي يهلل بها العالم اليوم في اوكرانيا ويعتبرونها بطولة واستبسال ومقاومة، ولذلك جئنا هنا لنقول اننا ضد هذه السياسة العرجاء التي لا تقنع حتى شعوب تلك البلدان، مؤكدين ان الشعب الفلسطيني الذي ذاق الامرين جراء الحروب المفتوحة عليه لا يحب ان يرى لاجئين من اوكرانيا او دماء تسفك من جراء هذه الحرب التي هي بالوكالة بين روسيا وحلف الناتو.

كما تحدث خلال الوقفة مدير المركز الروسي للعلوم والثقافة فاسيلي فرلوف واحد العاملين في سفارة روسيا لدى السلطة نيكتاكوجيمياك بكلمتين اشادا فيها بالعلاقة الروسية والفلسطينية وهي علاقة تاريخية بين الشعبين مؤكدين سعي روسيا باحلال السلام العادل في العالم معربين عن شكرهما للمبادرة بهذه الوقفة.

فرصة تاريخية

وذهب، الكاتب الصحفي حافظ رفيق فارس إلى أن الحرب على أوكرانيا حدث عالمي مهم حامل لمقومات الاستفادة منه فلسطينيا. مؤكدا على ضرورة العمل لاستثمار المزاج الشعبي الغربي الرافض لفكرة الاحتلال، والمتعاطف مع الشعب المحتل، والمتقبل لفكرة المقاومة. والعمل على جعل القضية الفلسطينية العادلة حاضرة وبقوة لدى هؤلاء لتوسيع مساحة فضح الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه للتأثير في ذهنيتهم، وكسب المزيد من التعاطف مع قضيتنا.

وشدد رفيق، في مقال له نشره موقع “الوطن”، على ضرورة وضع خطة فلسطينية مدروسة مسؤوليتها التذكير بمعاناتنا ومأساتنا الممتدة منذ النكبة. واستحضارها مع معاناة الشعب الأوكراني التي لم تصل إلى الحد الأدنى من معاناة الشعب الفلسطيني. فنحن نمتلك أرشيفا ضخما يفيض بالأحداث والمشاهد الإنسانية المنتزعة لتعاطف كل ضمير حر تستعصي نفسه على قبول الظلم .

واتفق المصري معه في الرأي، مؤكدا أن هناك فرصة لتحويل التحدي الخطير إلى فرصة تاريخية. وهذا ينبع من أن ما حصلت عليه أوكرانيا في أيام قليلة من فرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا، ودعم مقاومة الاحتلال، وتشريع المقاومة ودعمها. ومسارعة المجتمع الدولي إلى إدانة الغزو الروسي، وفتح تحقيق في المحكمة الجنائية الدولية، يمكن أن يوظّف ذلك لدعم الحق الفلسطيني في المقاومة. لا سيما أن القضية الفلسطينية تعاني منذ أكثر من أربعة وسبعين عامًا من الغزو والاحتلال والجرائم من كل نوع، ولم يؤد ذلك إلى فرض عقوبات على إسرائيل.

وأشار كذلك إلى وسم المقاومة المشروعة للاحتلال بـ”الإرهاب”، ومنع وحدة الفلسطينيين ونظامهم السياسي عن طريق وضع شروط اللجنة الرباعية في طريقهم. عبر فرض العقوبات على الفلسطينيين عندما شكّلوا حكومة وحدة، وطنية ومنعهم من إعادة تشكيلها مجددًا.

ولفت إلى أن الفرصة تكمن في أن العالم، خاصة الغربي، بدا عاريًا مفضوحًا بلا ورقة التوت؛ إذ ساد منطق القوة والعنصرية والمعايير المزدوجة. الأمر الذي يمكن توظيفه لإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمامات والأولويات. شرط ألّا يرتكب الفلسطينيون أخطاءً جسيمةً، مثل الانحياز إلى طرف من أطراف الحرب؛ حيث الحياد هو الخيار المناسب.

لا مصلحة

بدوره رأى المحلل السياسي، نهاد أبو غوش، أنه لا مصلحة للفلسطينيين في الحرب على أوكرانيا ولا في غيرها من الحروب الدولية. لأن انشغال العالم عنا وعن قضيتنا يتركنا فريسة للمخططات الإسرائيلية. حيث يمكن لحكومة الاحتلال أن تستغل أية أزمة دولية، أو لحظة “عتمة” لكي تُنفِّذ على الأرض ما تتردد أو تحجم عن تنفيذه في الأوقات العادية. مثل مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، أو تهجير مواطنين فلسطينيين من القدس أو الخان الحمر أو الأغوار. أو ضم مستوطنات، وتنفيذ مزيد من المشاريع الاستيطانية وغيرها من المشاريع الجاهزة نظريا، ولكنها تنتظر الفرصة المواتية.

وقال أبو غوش، في مقال بجريدة القدس، إن حالة الضعف والهشاشة التي نعاني منها تجعلنا الأضعف في مواجهة أية أزمة محلية أو إقليمية أو دولية. وهذه الدنيا حبلى بالمفاجآت التي قد تدهمنا في أية لحظة، ما يملي علينا وعلى قياداتنا ومؤسساتنا العمل في أسرع وقت ممكن على إعادة تنظيم صفوفنا وترتيب بيتنا الداخلي. على نحو يجعلنا أكثر قدرة على مواجهة التحديات والمخاطر المختلفة

فاضل المناصفة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here