كانت إسهامات الزميل العزيز كريم المرسومي في مجالين مهمين : وهما التحليل السياسي والعمل الدبلوماسي ، وقد جمع بينهما في ترابط وتنسيق واضحين، نال تقدير كل من عرف الرجل وأبدع في المهام التي تقلدها.
كان الزميل العزيز كريم المرسومي أحد الرموز المهمة في فترة أعوام ما بعد نهاية التسعينات وحتى عام 2003 ، وهو احد رموز الدبلوماسية العراقية، عندما تولى مهمة قنصل العراق في لبنان، وهي الدرجة الدبلوماسية التي تعطي للقنصل أهمية ، تأتي بعد منصب السفير مباشرة.
وترتبط مهمة التحليل السياسي في الغالب مع المهمة الاعلامية في القدرة على جمع المعلومات التي توصل المحلل السياسي الى أن تكون مؤشراته التحليلية أقرب الى الواقعية والمصداقية، في التنبؤ والإستنتاج، وهي أهم سمة في المحلل السياسي الناجح ، وهذه المهمة هي من أكسبته إحترام وتقدير مرؤوسيه ، وأهلته لتبوأ أرفع المناصب، فيما بعد .
وقد كرس الزميل كريم المرسومي ( أبو طه) جل جهده على تطوير علاقات التعاون العراقي اللبناني في مجالات كثيرة، وكانت له صلات وطيدة مع أغلب العائلات السياسية اللبنانية وقيادي صالوناتها وصناع القرار والقيادات اللبنانية العليا ، وتربطه معهم صلات وطيدة عكست حجم الصلات الوثيقة ومستوى تطور علاقات البلدين يوم كانت في أبهى صورها.
كان الزميل كريم المرسومي لديه طاقة تحليل مبدعة، تمتلك من القدرات في متابعة أوجه النشاط السياسي الخارجي وتمسك جيدا بمعطياته ، ما أهلته لتبوأ أرفع المناصب الدبلوماسية وهي مهمة القنصل العراقي ببيروت، وكان قد سبق تلك المهمة بأن أجاد مهمة التحليل السياسي والقدرة على التنبوء وتأشير أسس بناء علاقات متطورة للعراق مع الدول العربية ، وكانت تجربته الدبلوماسية في لبنان وشكل العلاقة المتطورة التي أرساها قبل سنوات الاحتلال الأمريكي ، لتؤكد قدرات الرجل في أن يكون مؤهلا فعلا لتولي أرفع المناصب ، وهي مهمة القنصل التي تعد حيوية ومهمة في أي عمل دبلوماسي فاعل ومؤثر، وكانت العلاقات العراقية اللبنانية في أوج تقدمها أنذاك ، وهو أحد تلك الرموز التي أسهمت في نجاحها على أكثر من صعيد.
تحياتنا للزميل العزيز كريم المرسومي ( أبو طه) ، ويعد تاريخه في العمل الدبلوماسي الناجح أحد تلك المهام التي تعد موضع إحترام وتقدير من قبل الكثيرين ، ممن عرفوا الرجل عن قرب ..وأمنياتنا له بالتوفيق الدائم.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط