نَخْوَةُ المُعْتَصِمِ!! (1)

نَخْوَةُ المُعْتَصِمِ!! (1)*

أيْنَ مِنّا نَخْوَةُ المُعْتَصِمِ
أوْقَدَتْ روحاً بأرْضِ القِيَمِ

قائِدُ الأفْذاذِ في دَرْبِ العُلى
نَطّقَ العِزَّ بنَصْرٍ أعْظَمِ

هَبَّةٌ كُبْرى وعَزْمٌ رائِدٌ
وَوُثوبٌ للمَقامِ الأكْرَمِ

نخوةٌ فينا تَنامَتْ وغَدَتْ
نورَ مَجْدٍ لنِداءٍ مُلْهِمِ

سَيْفُها قالَ بحَدٍّ قاطِعٍ
فَنَفى الحَزمُ مُرادَ القَلمِ

كُتُبٌ ضَمَّتْ كَلاماً خانِساً
كَهُذاءٍ بلِسانٍ أعْجَمِ

كيْفَ إنّا إرْتَضَيْنا واوَنا
دونَ نَجْدٍ بالزمانِ المُؤْلمِ

يا فؤادَ المَجْدِ يا نَبْضَ الألى
قوْلُهُمْ فِعْلٌ بصَوْتٍ أرْخَمِ

ما تَداعَتْ أمّةٌ مِنْ ألَقٍ
ورِسالٍ مُسْتَنيْرِ الكَلِمِ

آيَةٌ كُبْرى وأخْرى عِضْدُها
وكِتابٌ مُسْتَفيضُ الحِكَمِ

إنَّها قادَتْ وسادَتْ عَصْرَها
وبنا تَبْقى بصَدْرِ الأمَمِ

أمّةُ الفُرْقانِ يا روحَ الوَرى
هَلْ تَفوقي مِنْ رُقادِ العَدَمِ؟

كُلُّ إنْسانٍ سَيَحْيا ثوْرةً
ما تَماهى بخِصالِ الشَمَمِ

إبْنُ “واوٍ” وشُمُوخٍ سامِقٍ
وانْطِلاقٍ بمُروجِ النِعَمِ

صَرْخَةُ الأكْوانِ هَزَّتْ أرْضَنا
وصَداها في وَغاها المُضْرَمِ

صَدَقَ السيْفُ فكانَتْ وقْعَةً
وإذا الصُبْحُ كليْلٍ أظْلمِ

أفَلَ الشكُّ وخابَتْ رِيَبٌ
وبها الصَوْلُ أميْرُ الأرْوَمِ

وكَذا نَجْمٌ تَداعى واخْتَفى
وانْجَلى ليْلٌ بقَتلِ الأوْهَمِ

سَطعَتْ أنْوارُ أمٍّ إرْتَقَتْ
واسْتَعانَتْ بالبَصيْرِ الأقوَمِ

ولها الدُنْيا أناخَتْ وانْحَنَتْ
وتَواصَتْ بمَقامِ المُسْلمِ

إسْتغاثَتْ وأَتاها سُؤْلُها
فأَغارَتْ أمّةٌ كالضَيْغَمِ

فُتِحَتْ فيها دُروبٌ للمَدى
ولٌبابٌ مِنْ بَناتِ الأعْلمِ

باسِمٌ ثغرٌ وَوَجْهٌ عابِسٌ
وعُيونٌ بالهَطيلِ الأسْجَمِ

بليالٍ أشْحَبَتْ مِنْ نارِها
كصَباحاتِ حَياةِ الأسْقَمِ
د-صادق السامرائي
*الفكرة للفنان التشكيلي العراقي الأستاذ أحمد العزوز

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here