اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق عن القرآن الكريم من سورة آل عمران (ح 21)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في كتاب الصلاة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: التعقيب: قال الله نعالى “شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” (ال عمران 18) وهو الإشتغال بعد الفراغ من الصلاة بالذكر والدعاء والقرآن، وينبغي مع الإمكان أن يبقى بدون كلامٍ خارجي، وعلى وضع الصلاة في التشهد خلال الأدعية كلها، أو إلى حدِّ إمكانه. ويبدأ ذلك بالتكبير ثلاثاً بعد التسليم، رافعاً يديه فيها إلى أذنيه. وأفضل التعقيب: تسبيح الزهراء سلام الله عليها، وهو التكبير أربعاً وثلاثين مرة, ثمَّ الحمد ثلاثاً وثلاثين, مرةً, ثمَّ التسبيح ثلاثاً وثلاثين, وكذلك آية الكرسي, وكذلك آية شهد الله وآية الملك. واعلم أنَّ الوارد من الأدعية في التعقيب كثيرٌ جداً، حتى أنَّ المنصوح به في الشريعة استحباباً، أن لا يغادر المصلي مصلاه بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس، والمفروض أنه قد صلاها في أول وقتها، فيكون الوقت حوالي الساعة والنصف، وقد ورد فيها من الأذكار والأدعية ما يفي بذلك ويزيد. والتعقيبات إما عامةٌ لكلِّ الصلوات، أعني الفرائض، ولا تعقيب للنوافل. وإما خاصةٌ ببعضها، وإن كان لا حرج في تجاوز هذا التحديد مع عدم منافاة المعنى والحال.

جاء في كتاب الصوم للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: في معنى شهر الله: يقتضي الحديث عن الصيام الحديث عن شهر رمضان، الذي هو شهر الصيام في الإسلام. فإنَّ الصيام وإن كان ممكناً بل مستحباً سائر أيام السنة, عدا يومي عيد الفطر وعيد الأضحى, إلا أنَّ اختصاص شهر رمضان بالصيام ووجوبه فيه، يجعل بينهما خصوصيةً لا توجد خارج هذا الشهر المبارك. وإذا تحدثنا عن شهر رمضان، وجدنا أوضح مزيةٍ له، هو كونه شهر الله سبحانه. فما معنى هذه النسبة إلى الله عزَّ وجلّ؟. لا شكَّ أنَّ المخلوقات عموماً تختلف بالأهمية تجاه الخالق سبحانه, بمقدار ما اقتضت الحكمة من ذلك. والله سبحانه غنيٌّ عن العالمين, لا ينفعه قرب القريب ولا يضرُّه بعد البعيد. غير أنَّ ذلك كله في مصلحة المخلوقين, ينال كلُّ واحدٍ منها بمقدار استحقاقه. وقد يكتسب في هذا الصدد المخلوق درجةً عاليةً من الأهمية والرفعة والقرب المعنويِّ إلى الله عزَّ وجلّ، بحيث يكون منسوباً إليه, ومضافاً إلى اسمه الكريم. ولذلك أمثلةٌ عديدةٌ، نطقت بكثيرٍ منها الآيات الكريمة, كقوله تعالى “إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ” (ال عمران 21). وقال “أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ” (ال عمران 113). إلى كثيرٍ من الآيات الأخرى. فقد نسب في القرآن الكريم العديد من الأشياء إلى الله عزَّ وجلّ, ونسب بعضها في السنة الشريفة. ومن أمثلتها ما هو مشهورٌ بين الناس من ألقاب الأنبياء الستة الرئيسيين. فآدم صفوة الله, ونوحٌ نبيُّ الله, وإبراهيم خليل الله, وموسى كليم الله, وعيسى روح الله, ومحمدٌ حبيب الله. ويمكن أن يستفاد بعض هذا من القرآن الكريم أيضاً، كما لا يخفى على القارئ اللبيب. فكذلك الحال في شهر رمضان المبارك الذي هو شهر الله, لأنه ذو مزيةٍ عاليةٍ جداً في الإسلام، بحيث نسب بهذه النسبة الشريفة المباركة.

جاء في كتاب فقه الاخلاق للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: التفكر في الخلق: هو من الأمور التي حثَّ عليها القرآن الكريم كثيراً منها شجب الأعراض وهو عدم الإلتفات إلى الآيات الكونية والتهاون في أمرها، كقوله تعالى في سورة ال عمران 23 “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ” وغيرها من السور التي ورد فيها لفظ “مُعْرِضُونَ” و “مُعْرِضِينَ” تسع عشرة مرةً في القرآن الكريم.

جاء في منتدى جامع الأئمة في خطب الجمعة للسيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: ان التقوى أصلها اللغوي من اتقاء الشر وفي حدود فهمي اعطيك اطروحة بسيطة. ان الشر الذي يتقيه الإنسان، ان كان شرا دنيويا فهو التقية قال الله تعالى:”إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ” (ال عمران 28) وان كان شرا اخروياً فهو التقوى اذن التقية في الشر الدنيوي والتقوى في الشر الأخروي وان كان شرا اخروياً فهو التقوى اي اتقاء غضب الله جل جلاله وعقابه بالاختصار على الطاعة وترك المعاصي والصبر على البلاء والرضا بالقضاء. انني وجدت حسب اطلاعي القاصر ان أعظم من وعد بالأجر والثواب والمقامات العالية في القرآن الكريم هو عنوانين و مجموعتين من الناس المتقون والصابرون.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here