الحكيم وخطواته الثابتة

علي حسين الجابري

افرزت الانتخابات الأخيرة صعودا غير مسبوق لجهات معدودة، وتراجعا لجهات كان لها الثقل الكبير والمؤثر في الشارع العراقي، وكان صدمة كبيرة للمتابع، فالنتائج المسجلة لدى المراقبين، لا تنطبق مع النتائج المعلنة، مقارنة بالجماهير التي ذهبت لصناديق الاقتراع..

يضاف لذلك النظام الانتخابي الذي اعتمدته المفوضية العليا للانتخابات، وقد افرز كثيرا من المؤشرات التي تم تقديمها، لكن الرد كان مخيباً.. لكن متبنيات تيار الحكمة، من أنه ليس من صالح بناء الدولة الاعتراض، وخاصة عندما يكون صادرا من قبل القضاء، جعلته يسكت ويتقبلها

اعتدنا من الحكيم زياراته المتكررة، وغير المنقطعة في كل المناسبات وغيرها، والتواصل مع كل شرائح المجتمع سواء على مستوى العشائر، سيما ومجتمعنا ينتمي للقبلية والعشائرية..

على مستوى المتعدد، من خلال التواصل مع الشرائح في المكتب الخاص، والاستماع لما تتطلبه المرحلة، وإبداء الراي وطرحه من خلال المؤتمرات أو المناسبات لمساعدة الحكومة، اضافة للتنبيه بالنهوض بالواقع المزري الذي نعيشه، وهذا يتبع الاختيار غير الموفق للشخصيات التي تقود البلد، التي تعمل على بناء امبراطورياتها وليس الوطن.

من البصرة ابتدأ الرحلة بعد انتهاء الانتخابات الثانية، التي اجراها تيار الحكمة الوطني، لتكون مفتاح لباقي المحافظات، في وقت حرج للغاية، والتاريخ سجل للبصرة انطلاقات وثورة العشرين ليست ببعيدة، ولا زال يتذكرها كبارنا وابنائهم، الذين يتغنون بتلك البطولات، ولا ننسى انطلاقة الإنتفاضة الشعبانية التي بدأت شرارتها من ساحة سعد في البصرة، وكثير من التحركات كانت شرارتها ثغر الجنوب.

يتمتع الحكيم بمقبولية واسعة، وهذا تعرفه حين النزاعات أو الخراب السياسي، حيث يمكنه جمع الفرقاء ويطرح الحلول التي لابد من القبول باوسطها، إن لم يكن حل واحد، وعلى الجميع القبول به شاءوا أم أبوا، وهذا واضح للعيان ولا يحتاج لدليل والاحداث كثيرة، وما تشكيل الاطار التنسيقي الا من خلاله ليوازن كفة الكتلة الاكبر، بعد ذهاب التيار الصدري بعيداً عن ما حققته الاحزاب الشيعية، واستئثار التيار الصدري، وأنفراده بمحاولة تشكيل الحكومة بمفرده وهذا لم يتحقق بفضل الاطار .

لقاء السيد الحكيم بالمواطنين كان رسالة واضحة المعالم، وكأنه يقول خسرنا الانتخابات او ربحناها، لا يمكننا التنصل من جماهيرنا ومحبينا، والكثير منهم يعول على ما نطرحه لبناء الدولة، وهذا ليس بجديد..

الرسالة وصلت من اننا سواء تم انتخابنا او عكسه، اننا اليوم بينهم وهذا لا يعفينا من المسؤولية تجاه كل العراقيين، والصمت الذي نلتزمه لا يمكن أن يطول .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here