عن المطالبة بإخراج الحرس الثوري من قائمة الارهاب

سعاد عزيز

لئن کان القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يعطون الاولوية في محادثات فيينا لرفع العقوبات الاقتصادية عنهم لکن يجب أن لايغيب عن البال ترکيزهم وإصرارهم في موازاة ذلك مع قضية إخراج الحرس الثوري من قائمة الارهاب، وهو مطلب لم يتخلى عنه الوفد الايراني منذ الجولة الاولى لمحادثات فيينا وحتى الان، وحتى يمکن القول بأن النظام الايراني يعتبره من المطالب الاستراتيجية التي لايمکن التخلي عنها.

إدراج الحرس الثوري في قائمة الارهاب، جاء بعد إفتضاح دوره في نشر التطرف والارهاب ودوره وعلاقته في إرساء وترسيخ وتوسيع نفوذ وهيمنة النظام الايراني على بلدان المنطقة ومن إن الميليشيات التابعة للنظام الايراني تٶتمر بأمر الحرس الثوري وتتحرك طبقا لما يريده منها، والذي يجب ملاحظته هنا وأخذه بنظر الاعتبار، إن إدراج الحرس الثوري في قائمة الارهاب قد تم في فترة ولاية دونالد ترامب وإنه ومنذ إدراجه في هذه القائمة فإن ذلك قد أثر سلبا على دوره ولم يعد يسمح له کالسابق بالتحرك والنشاط والذي أثار قلق وتوجس النظام الايراني أکثر هو إنه وتزامنا مع تراجع تحرك ونشاط الحرس الثوري، فإن مشاعر الرفض والکراهية من جانب شعوب المنطقة وخصوصا تلك التي تخضع لنفوذه، قد تزايدت ليس ضد الميليشيات التابعة للنظام فقط وإنما ضد الحرس الثوري والنظام الايراني والافکار والمفاهيم المشبوهة التي يروج لها، ومن هنا فإن النظام وضمانا لإحتفاظه بنفوذه في المنطقة وعدم تأثرها للمزيد من”الصدمات”، فإنه يرى من إن إزالة التصنيف الإرهابي للحرس الثوري سوف يعمل على العکس من ذلك.

التحذير الذي نقلته قناة”فوکس نيوز”الامريکية عن جماعة مقاومة إيرانية بارزة من أن أي تحرك لإخراج الحرس للنظام الإيراني من قائمة منظمة الإرهاب الخارجية الأمريكية (FTO) سيؤدي إلى “تصعيد الإرهاب والفوضى” في المنطقة، وسط مخاوف من أن تتخذ إدارة بايدن مثل هذه الخطوة كجزء من المفاوضات لإعادة إيران إلى الاتفاق النووي لعام 2015. ولاسيما وأنه ومع استمرار المحادثات في فيينا لإعادة إيران إلى خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، والتي خرجت منها الولايات المتحدة، ورد أن إيران تطالب بإزالة تصنيف الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

نشر قناة”فوکس نيوز”الامريکية لهذا التحذير من إحتمال إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الارهابية، کما يبدو قد جاء بناءا على تقرير صادر عن “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية “خلال الاسبوع الماضي، يقول إن “استبعاد الحرس للنظام الإيراني المحتمل من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية وإخراج هؤلاء الأفراد من القائمة السوداء للإرهاب، بناء على طلب الثيوقراطية الحاكمة في إيران، سيؤدي بلا شك إلى تصعيد الإرهاب والفوضى في المنطقة”، وذکر التقرير في جانب آخر منه وکما نقلته هذه القناة من إن تصنيف الحرس الثوري في قائمة الارهاب قد”أعاق العديد من المعاملات المالية الخارجية المتعلقة بالحرس” ومن الواضح إن إزالة الحرس من قائمة الارهاب يثير قلق وتوجس بلدان المنطقة لأن ذلك سيٶدي بالنتيجة الى المزيد من تعزيز وتقوية نفوذ وهيمة النظام الايراني في المنطقة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here