فارق بين عربي مهتم ومتحمس وبين أوروبي غير المبال ولا مكترث

فارق بين عربي مهتم ومتحمس وبين أوروبي غير المبال ولا مكترث

بقلم مهدي قاسم ــ جريدة صوت العراق

لم يمر عقد أو عهد دون أن تحدث في أحد البلدان العربية حروب أو صدامات ومجازر دموية ذات دوافع سياسية أو عرقية و فئوية أو نتيجة لاختلالات أجنبية ، ناهيك عن الصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي الطويل فضلا عن قصف عواصم عربية مثل بيروت من قبل القوات الإسرائيلية قبل اجتياحها ، قصف بغداد من قبل القوات الأمريكية الغازية ، قصف دمشق في كل أسبوع او شهر من قبل إسرائيل والخ ، الخ ، وقد نتجت عن كل ذلك عملية سقوط مئات ألوف من ضحايا مدنيين مسالمين بالأخص منهم أطفال ونساء ، دون أن تدفع هذه الحروب و عمليات قصف العواصم والمدن والاحتلالات ، و لا كل هذه الأعداد الهائلة من الضحايا ، نقول لم تدفع الفرد الأوربي إلى أن يبدي ولو اهتماما بسيطا لهذه المآسي البشرية تعاطفا أو احتجاجا ضد مسببيها ، ولو أن يتعاطف قليلا ،كأضعف الإيمان ..
لا ………..
فحاول قدر الإمكان أن ينأى نفسه عن مثل هذه الأمور المحزنة و المأساوية من خلال عدم الاهتمام بها إطلاقا ، طالما إن الأمر لا يعنيه لا من قريب أو بعيد . و بالأخص إذا كان وضعه الأمني و المعيشي و الخدماتي غير مهدد ، إذن فيحارب مَن يحارب وليسقط قتيلا من يسقط من الضحايا الغرباء ومع كثير من عمليات خراب ودمار ….
المهم أن تجري هذه الصراعات و الحروب بعيدة عنه ..
و أنه سوف لن يؤنبه ضميره على ذلك ، طالما هو ليس سببا أو متسببا مباشرا ، حتى وأن كانت يد حكومته التي اشترك هو في انتخاب أحد أحزابها الحاكمة تحرك الأمور من خلف الكواليس لصب الزيت في النار لتشتد وحشية الصراع …

أما ما يتعلق الأمر بفرد عربي فسوف نجده متحمسا ، منحازا ، مسبقا ، إلى جانب هذا أو ضد ذاك من أطراف صراع أو حرب و نزاع متصارعة أو متحاربة حتى ولو حدثت في أقصى العالم بل وحتى بين سكان الفضاء الخارجي !..
فيقوم هذا العربي أو ذاك ــ وما أكثرهم! ـــ باتخاذ موقف سريع إلى جانب هذا أو ذاك أما حاملا سلاحه أو قلمه أو مطلقا هتافه !..
أو في أكثر الأحوال، رافعا صوته ، لكونه ــ معروفا عنه في العالم أجمع ـــ يمثل ظاهرة صوتية مميزة !!..
طيب يا فردا عربيا حبّابا :
ـــ أسمح لنا أن نسألك أنه لماذا تدس أنفك في الصراع الأمريكي الصيني حول التايوان أو بخصوص الخلافات حول الكمركة والتبادل التجاري بينهما ــ مثلا ، فتقف إلى جانب أمريكا ضد الصين أو بالعكس أيضا ؟ ..
و كذلك الأمربالنسبة للحرب الروسية ــ الأوكرانية حاليا ؟ ..
وما دمنا عند الحرب الأوكرانية هل تعلم أيها العربي أو العراقي المؤيد للأوكرانيين أن الرئيس الأوكراني قال من حق إسرائيل قصف غزة ، و أن القوات الأوكرانية كانت من ضمن القوات الأمريكية الغازية للعراق علما أن أوكرانيا لم تكن عضوا في حلف الناتو إنما تطوعت هي من تلقاء نفس لكسب الولاء الأمريكي ..
بل…………
و هل تعلم أيها العربي أو العربي المؤيد لبوتين أنه لو لا دعم بوتين للنظام السوري لكان هذا النظام قد انهار وانقرض الآن ليصبح نسيا منسيا ، لكونه منبوذ من قبل اغلبية السوريين بسبب كثرة جرائمه ومجازره ونظامه الديكتاتوري ؟..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here