مدينة “أم الازمات”.. “البنزين” يخنق سكان الموصل ونوابها يتوعدون

تدخل ازمة الوقود في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، يومها السابع، مع وصول طوابير السيارات الى مسافات طويلة جداً لم تشهدها المدينة منذ تحريرها.

وتشهد محطات تعبئة الوقود في المدينة زخم شديد  اضر بالمصالح الحياتية للمواطنين، كما خلف تبعات سلبية على الواقع الحياتي والمعيشي للسكان.

يقول  “عبد الحق محمود”، وهو سائق تكسي، إن “المشهد اعاده بالذاكرة الى سنوات مابعد الاحتلال الامريكي، حيث كانوا يقفون لساعتين وثلاثة من اجل الحصول على حصة من البنزين”، مبيناً أن “هذه الازمة ليست وليدة اليوم فهي تعيد نفسها كل فترة منذ عدة اشهر دون وجود حلول جذرية لها”.

“البطاقة الوقودية”.. حل للأزمة أم باب للفساد

ويقول قائممقام الموصل امين الفنش  إن السلطات “تعمل على تفعيل نظام البطاقة الوقودية من اجل توفير حصة محددة لكل مواطن وهي 40 لتر”، موضحاً أن “الاجراءات الفعلية للعمل بهذا الاجراء قد بدأت”.

ويتوقع فنش أن “تنتهي الازمة بعد تفعيل هذا النظام”، لكن مصادر مطلعة من داخل دائرة المشتقات النفطية، قالت  إن هذا الاجراء سيكون له نتائج سلبية، ولن ينهي الازمة، إنما سيفتح باباً جديداً من ابواب الفساد.

وبينت تلك المصادر، أن نظام الكوبون لن يسد حاجة المواطن، وسيكون بحاجة الى شراء البطاقة من السوق السوداء، مشيرة إلى أن هناك امكانية سهلة لطباعتها وبيعها، خاصة اذا كان هناك عدداً فائضاً من البطاقات.

وتقول المصادر أيضاً، أنه سيصبح من السهل على صاحب المحطة الاهلية شراء البطاقات من السوق السوداء وتهريب الوقود دون توزيعه، وعند محاسبته سيقدم البطاقة ويقول قد وزعت كل مالدي من حصة، لافتة إلى أن الازمة اثقلت كاهل سكان المدينة والحلول غائبة.

وبحسب المصادر فأن الحل الامثل هو زيادة حصة الوقود اليومية للمحافظة مع العمل بنظام البطاقة الخضراء لضمان التوزيع على سكانها حصراً وتخصيص محطة او اثنتين للوافدين من خارج المدينة، موضحة أن هناك المئات من اصحاب المركبات يأتون من دهوك واربيل كل يوم ويتزودون بالوقود من الموصل بسبب فرق الاسعار الكبير وبعضهم يقوم بافراغ الخزان والعودة للوقوف في الطوابير مرة اخرى للحصول على الوقود وهذا سبب رئيسي من اسباب الازمة الحالية.

ازمات اخرى 

وبحسب سكان المدينة، “ليست ازمة الوقود هي من القت بظلالها على سكان المدينة، انما هناك ازمات اخرى يعاني منها السكان مثل ازمة سعر الامبير الذي وصل الى 20 الف دينار وارتفاع اسعار المواد الغذائية بالاضافة الازمة الصحية وتأخر ملف اعمار المستشفيات”.

نواب نينوى يتوعدون: “كفى فشلاً .. لا مجاملة بعد اليوم”

يقول النائب عن نينوى مزاحم الخياط إنه ومجموعة من النواب يعتزمون الاجتماع بالحكومة المحلية ومواجهتها بالفشل والاخفاق الذي تعاني منه في ادارة الازمات.

ويضيف الخياط، أن “المواطن اصبح ضحية الازمة الاقتصادية وضحية الازمات التي حدثت بسبب سوء الادارة”، مبيناً أن “المشاكل سببها اخفاق الحكومة المحلية وعدم جدية حكومة بغداد في معالجتها ايضاً”. كما حمّل الخياط، الوزارات “الجزء الكبير من هذا الفشل”، ووجه كلمته الى مديري الدوائر والمسؤولين في الحكومة المحلية “من لايستطيع منكم تحمل المسؤولية عليه التنحي وافساح المجال لغيره، إذ لم يعد هناك مجالاً للسكوت عن اي فشل والشارع مستاء جداً مما يحدث”.

وأكد الخياط، أن “نواباً عن محافظة نينوى يعتزمون تصحيح المسار في المحافظة”، موضحاً أنهم “سيبدأون بالعمل مع الحكومة المحلية، وسيتعاملون معها بصورة شديدة اللهجة، ومن كان مقصراً عليه ان يتحمل نتيجة تقصيره ولامجال للمجاملات بعد اليوم”.

مدينة “أم الازمات”

هذا وتعاني الموصل من ازمات عديدة بعضها كانت من نتائج الحرب الاخيرة مثل الواقع الصحي والبنى التحتية وملف المطار ومحطة القطار والجسور وتعاني من ازمات اخرى كانت نتيجة اخفاقات الحكومات المحلية والخطط الخاطئة الي تعمل بها مثل ازماات المشتقات النفطية وازمة الاراضي وملف الجمعيات، بالاضافة الى الازمات في دوائر البطاقة الوطنية وملف التعويضات.

ويقول الناشط في مجال العمل الاغاثي احمد وليد،  إن الموصل باتت اليوم “أم الازمات”، ولاقدرة لسكانها على الاحتجاج ومن يتظاهر سيجد سيلاً من التهم بوجهه لاقدرة له على مواجهتها.

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here