أنا لا أصدق كل شيء .. إذن أنا لست ساذجا !.

أنا لا أصدق كل شيء .. إذن أنا لست ساذجا !.

بقلم مهدي قاسم

اعتقد إنه من تقصير ذاتي مهين بمكان ، أن أدع الآخرين ليقوموا بعملية غسل دماغ معلوماتية بحقي أو بحق غيري من المهتمين والمتلقين و ذلك من خلال تصديق كل شيء أو أي شيء الذي تنشره وسائل و قنوات إعلامية في العالم سواء كانت مقروءة أو مطبوعة أو إلكترونية أم سمعية و مرئية ، و التي تناول واقعا أو حدثا ما ، و لا سيما من زاوية واحدة فقط بهدف التجييش و المناصرة ..
لأني إذا خضعتُ نفسي و ذهني لعملية غسل دماغ إعلامي من هذا القبيل ، إنما أكون قد اثبتت لصاحب المنشور مدى سذاجتي أو سهولة استغبائي بسبب تصديقي السريع و الفوري لكل هذا بكل سذاجة و سهولة ، دون تأُكد أو تفكير عميق وتمحيص دقيق ، ثم بعد ذلك ، اندفع لاتخاذ موقف منحاز على ضوء ذلك ، سواء إلى جانب هذا أو ضد ذاك من أطراف منافسة أو صراع على مصالح ونفوذ و سلطة ..
علما بأن مَن ينشر أخبارا دعائية ملفقة مقصودة ـ فهو يسعى بكل تأكيد إلى ممارسة التأثير العاطفي أو المعنوي القوي على المتلقي بقصد تضليله و خداعه أولا ، حتى يقتنع أو يصدق أمورا
أو أحداثا ملفقة ومختلقة أصلا من قبل صاحب المصلحة بالأمر ثانيا ، بغية كسب تعاطف المتلقي بهدف دفعه إلى انحياز نحو قضية سياسية أو نزاع مسلح ..
، فمن هنا ينبغي على المتلقي ــ حسب اعتقادي ــ أن يخضّع أي حدث أو خبر يسمعه أو يطّلع عليه أو يشاهده ، أن يقوم بإخضاع كل ذلك لتحليل منطقي صائب وسليم حتى يكون الأمر قابلا للتصديق ، بل لغربلة و رؤية نقدية معمّقة ، لمعرفة فيما إذا كانت تلك الأخبار أو المشاهد فعلية الوقوع و حقيقية الأحداث و صادقة المحتوى حقا ، أم إنها مجرد أخبار ملفقة و مفبركة أساسا وبشكل مقصود ليس إلا ، لغاية التضليل و التأثير فحسب ..
يبقى أن نقول إنه بفضل تطور التقنيات الإعلامية ـــ كمشاهد فيديو مركبة مثلا ـــ يمكن تلفيق أو فبركة أي شيء درامي رهيب ، ليبدو الأمر أو الحدث وكأنه حقيقي فعلا ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here