تقرير أميركي: تأخر تسمية زعيم داعش الجديد يعكس ضعفاً في قياداته

ترجمة حامد أحمد

أفاد تقرير أميركي بأن تأخر تنظيم داعش الإرهابي في الإعلان عن زعيمه الجديد يعكس ضعفاً محتملاً في قياداته، مقدراً عدد المنضوين له بنحو 10 آلاف مسلح، لكنه أكد أن الضغط الذي يتعرض له التنظيم في العراق وسوريا حد من قدراته في التواصل مع فروعه الدولية.

وذكر تقرير نشر في مجلة واشنطن اكزامينر الأميركية، ترجمته (المدى)، ان “استغراق تنظيم داعش الارهابي فترة طويلة نسبياً مقارنة بالحالات السابقة لإعلان اسم زعيمهم الجديد خلفاَ لزعيمهم المقتول، إنما يدل على ضعف محتمل بقيادة التنظيم وعملياته في العراق وسوريا”.

وأضاف التقرير، أن “تنظيم داعش وبعد مرور 45 يوماً على مقتل زعيمه السابق أبو إبراهيم الذي قتل في غارة أميركية شمال شرقي سوريا بتاريخ 3 شباط، يكشف الان اسم زعيمه الجديد أبو الحسن الهاشمي القريشي”.

وأشار، إلى أن “أربعة أسابيع كانت أطول فجوة يشهدها التنظيم سابقاً في تنصيب زعيم له، وان خليفة أبو بكر البغدادي قد تم تنصيبه بعد أربعة أيام فقط من مقتله في تشرين الأول 2019”.

وأوضح التقرير، أن “هذا التأخير انما هو دلالة لاحتمالية ضعف في القيادة العليا للتنظيم وعملياته وانشطته في العراق وسوريا ولكن ليس ضعفا في شبكته الدولية التي ثبت بانها منعزلة عن مصير القيادة”.

ولفت، إلى ان “التنظيم بدأ بخطوات بطيئة في إعادة تنظيم نفسه في العراق وسوريا بعد انهيار خلافته المزعومة في اخر معقل لها بقرية الباغوز في سوريا عام 2019”.

ونوه، إلى أن “داعش كان وقبل الغارة التي استهدفت زعيمه أبو إبراهيم بفترة وجيزة قد شن هجوما كبيراً على مجمع سجن الحسكة في سوريا بهدف تحرير اتباعه المعتقلين هناك مضيفاً اعداد أخرى بالمئات لقوته التي تقدر بحدود 10 آلاف مسلح”.

وشدد التقرير، على أن “الإجراءات الأمنية المحلية المتخذة في العراق قد حدت من تأثير التنظيم واقتصار عملياته على المناطق النائية والريفية”.

ونوه، إلى أن “القاء القبض على المسؤول المالي للتنظيم في تشرين الأول 2021، الذي يعد كاتم اسرار الأنشطة الداخلية للتنظيم، قد وضع كبار قادة التنظيم في خطر”.

وأكد، أن “مقتل كل من زعيم التنظيم السابق أبو إبراهيم القريشي في شباط 2022 والمتحدث باسم التنظيم أبو حمزة القرشي، فأن هذه الأحداث قد فاقمت التحديات على التنظيم الذي يعاني أصلا من الفوضى”.

ورأى التقرير، ان “ما قاله تنظيم داعش، ولم يقله، في تعيينه لأبو الحسن كزعيم جديد لهم يكشف عن مخاوف مستمرة حول امنهم العملياتي ومرونة أيضا إزاء الضربات التي تؤدي لقتل قادتهم”.

وذكر، أن “المتحدث الجديد باسم التنظيم، أبو عمر المهاجر، مدح زعيمه السابق، أبو إبراهيم، جنباً الى جنب مع المتحدث السابق للتنظيم أبو حمزة الذي كان بمنزلة واجهة التنظيم الإعلامية منذ تشرين الأول 2019″، مبيناً أن “زعيم التنظيم السابق أبو إبراهيم لم يتحدث أي مرة مع اتباعه، مع ذلك فانهم تبعوه بشكل مكرس”.

وتوقع التقرير، أن “يعترف قياديي الفروع المختلفة للتنظيم بزعامة أبو الحسن كخليفة، وكانوا قد بايعوا جميعهم أبو إبراهيم بعد مقتل البغدادي”.

ويجد، أن “مدى سرعة هذه الفروع بإبداء البيعة للزعيم الجديد ستعكس بالتأكيد تقريباً معلومات عن مدى قوتهم أكثر من مدى درجة ولائهم لتنظيم داعش، وشعورهم الخاص بأمنه”.

وأفاد التقرير، بأن “المحاور الإقليمية كانت تعاني من بطء واضح في التشكيل، معوقة بذلك بناء روابط اقوى بين الفروع الافريقية المنفردة وقيادة التنظيم”.

وأضاف، أن “هذه الفروع نفسها ليست لها ارتباطات مباشرة مع قادة تنظيم داعش. والامر ينطبق أيضا مع أفغانستان حيث اعتادت تلك الفروع على الاستقلالية في عملياتها عن مركز التنظيم”.

ويسترسل التقرير، أن “الوضع في الترابط ما بين تشكيلات التنظيم يعني انه ما يزال يشكل تهديدا على المستوى العالمي”، مستدركاً أن “الضغط المسلط على داعش في العراق وسوريا قد أضعف ذلك الجزء من التنظيم وحد من قدرة قياداته في التأثير على فروعه الدولية والسيطرة عليها وانعدام التنسيق في توجيه الهجمات التي تنفذها الفروع”.

ونبه، إلى أن “عمليات مكافحة الإرهاب المنفذة في العراق وسوريا لم تحد، في أي حال من الأحوال، من حجم تهديدات التنظيم في إفريقيا وأفغانستان ومناطق أخرى”.

ومضى التقرير، إلى أن “تهديدات فروع تنظيم داعش الإرهابي في بلدان أخرى من العالم لن تتأثر بوجود قيادة للتنظيم من عدمها”.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مسؤولين أمنيين عراقيين، أن الاسم الحقيقي للزعيم الجديد هو جمعة عوض البدري، وهو عراقي الجنسية والشقيق الأكبر للبغدادي، فيما أكد مسؤول أمني غربي أن الرجلين شقيقان لكنه لم يحدد أيهما أكبر.

وأضافت الوكالة، أنّه لا يُعرف الكثير عن البدري، لكنه ينحدر من دائرة قريبة من الجهاديين العراقيين الغامضين الذين ظهروا في أعقاب التدخل.

عن مجلة واشنطن اكزامينر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here