لم يقصف أربيل فقط.. “الباليستي الإيراني” يصل للفيفا ويكسر فرحة العراقيين برفع الحظر

فيفا يخطر العراق بنقل المباراة

تداعيات القصف الإيراني على الرياضة العراقية بدأت بإعلان إتحاد الكرة العراقي، في 16 آذار الجاري، أن الاتحاد الدولي لكرة القدم قرر نقل مباراة المنتخب العراقي، مع نظيره الإماراتي ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم إلى أرض محايدة جراء القصف الصاروخي الإيراني الذي تعرضت له محافظة أربيل عاصمة إقليم كوردستان، مع إمكانية أن تُقام في الأردن كأرض محايدة.

وبيّن الأمين العام لاتحاد كرة القدم محمد فرحان في مؤتمر صحفي أن “رسالة وصلت من الاتحاد الدولي في تمام الساعة 12:40 ظهراً تنص على نقل مباراة منتخبنا الوطني مع المنتخب الإماراتي الى أرض محايدة”، فيما يتعهد الاتحاد الدولي – الآسيوي في رسالته الموقعة من الامينين العامين للاتحادين بتحمل تكاليف المباراة في الملعب المحايد الذي يقرره الاتحاد.

تداخل السياسة والرياضة لإنقاذ الموقف

وفي خطوة لإنقاذ الموقف وإعادة المباراة للعراق مجدداً، أعلن الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم، في اليوم ذاته ، عن تحرك “دبلوماسي” تقوده وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والاتحاد للوقوف على حقيقة قرار الغاء اللعب على أرضه الذي اتخذ مؤخراً، متسائلاً إن كان القرار “محاولة اماراتية” أم من قبل الاتحاد الدولي للعبة “فيفا”، فيما أبدى المسؤول الإعلامي للاتحاد، “استغرابه من القرار الذي يأتي في وقت، يتواجد فيه المنتخب الزامبي الحاصل على بطولة امم افريقيا في بغداد واجرى تدريباته مساء اليوم، وسيخوض لقاءه الجمعة امام منتخبنا ولم يمنع من الحضور”.

وأضاف المسؤول أن “الاتحاد ينتظر اجراءات وزارة الخارجية فيما يتابع رئيسا الوزراء والجمهورية الاجراءات”.

من جهته قال وزير الشباب والرياضة رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال، في اليوم ذاته، إنه تفاجأ بقرار “الفيفا” والاسيوي بنقل مباراة العراق والامارات الى ملعب محايد.

وأضاف درجال، في تصريح لعدد من وسائل الاعلام،سيكون لنا وقفة بهذا الشأن”، موضحاً “أجرينا اتصالاتنا مع الاتحادات الدولي والاسيوي والخليجي للتوضيح والسعي لمراجعة القرار”، داعياً الامارات لإتخاذ موقف والرد على القرار”، معرباً عن امله أن “يكون للامارات وقفة وموقف ايجابي بهذا الشأن”.

وأوضح “إذا ما قاموا بذلك فأن موقفهم سيكون جيداً ويتذكره العراقيون، ولاسيما ان الامارات كانت داعمة لاقامة اللقاء ببغداد”، فيما أكد بقوله “لن ندع احد يسلب حق العراق مرة ثانية.. وسيكون لنا موقف بهذا الشأن”.

ويبدو ان الموقف يتأزم أكثر وهو ما يوضحه بيان وزارة الشباب والرياضة الذي هاجم فيه الاتحاد الدولي، فقد وصفت وزارة الشباب والرياضة، اليوم الخميس، قرار نقل مباراة العراق والامارات الى ملعب محايد بأنه “منافٍ للمنطق وبعيد عن الروح الرياضية”، وفيما بينت أن كثيراً من الأحداث المشابهة والحادة تجري في أغلب دول العالم من دون أخذ قرارات مماثلة بشأنها، دعت الاتحادين الدولي والاسيوي الى متابعة مباراة زامبيا في العراق و”التراجع فوراً” عن قرار نقل المباراة ضمن التصفيات المونديالية.

الجماهير ترفض وخبرة الاتحاد على المحك

وبمجرد سماعها خبر نقل المباراة تجمعت جماهير عراقية، أمس الأربعاء، في ملعب الزوراء حيث تجري تدريبات المنتخب الوطني العراقي للتعبير عن رفضها للقرار ورددت شعارات رافضة لقرار نقل المباراة ومنها “بالروح بالدم نفديك ياعراق”.

ودعمت الجماهير المنتخب الوطني العراقي في تدريباته كنوع من التوحد ضد القرار، ورفضاً لمنعهم من استضافة العراق مبارياته الدولية على ارضه وبين جماهيره.

من جهته قلل رئيس اتحاد الكرة العراقي السابق عبد الخالق مسعود عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الاسيوي، يوم الخميس، من جدوى تقديم شكوى ضد قرار الاتحاد الدولي بنقل مباراة العراق والإمارات إلى أرض محايدة، واصفاً رئيس وأعضاء اتحاد الكرة الحالي بـ”قليلي خبرة”.

وأضاف مسعود أنه “بالرغم من حق الاتحاد العراقي لرفع شكوى ضد الاتحاد الدولي اعتقد ان الشكوى لن تنجح لأن الاتحاد الدولي سيطرح حجج ومبررات تعرقل نجاح الشكوى”، مشيراً إلى أن “نسبة نجاح الدعوى سيكون نجاحها بنسبة 10% أي نسبة ضئيلة جداً”.

ودعا مسعود اتحاد الكرة إلى “الإسراع بالإجراءات رغم أن الوقت ضيق والامل ضعيف لكن لابد من اتخاذ إجراء ضد قرار الفيفا”، مرحبا في الوقت نفسه بـ”التحركات الدبلوماسية التي سيكون لها تأثير إيجابي بشكل نسبي بهذا الشأن”.

زامبيا والخليج تدخلان على الخط

ودخل منتخب زامبيا الذي يستعد لمباراة ودية مع المنتخب العراقي في بغداد على خط الازمة.

وقد أبدى مدرب المُنتخب الزامبي، الكرواتي أليوشا أسانوفيتش، يوم أمس الأربعاء، استغرابه من قرار الاتحادين الدولي والاسيوي بنقل مباراة العراق والامارات من بغداد الى ارض محايدة، مؤكداً أن بغداد آمنة، ووجدنا وضعاً مثالياً، وشوارع العاصمة ترفلُ بالأمن والسلام، وأهل المدينة طيبون للغاية وكرماء، والعراق يستحقُ أن يلعب في ملعبه، مَن يزور العراق ويرى الشارع العراقي والشعب لا شك فإن قراره سيكون مُنصفاً بحق هذه الجماهير المُحبة لكرةِ القدم”.

وجاءت تصريحات أسانوفيتش خلال خوض منتخب بلاده زامبيا أولى وحداته التدريبيّة في ملعبِ الشعب الدوليّ بالعاصمة بغداد تحضيراً لمواجهةِ المنتخب العراقي ودياً في ملعبِ المدينة الدولي يوم الجمعة المُقبل ضمن إطارِ تحضيراتِه لمواجهةِ نظيره الإماراتي ضمن تصفياتِ كأس العالم.

من جهته أبدى رئيس اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني،” استغرابه” من قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم نقل مباراة العراق والإمارات ضمن تصفيات كأس العالم 2022 لأسباب أمنية، بعد أن كان مقرراً إقامتها في العاصمة العراقية بغداد بعد رفع الحظر عن ملاعبها. وبيّن أنه سيتواصل مع وزير الشباب والرياضة رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال، لينقل اليه دعمه للعراق وتأكيد أحقية منتخب أسود الرافدين في استضافة مبارياته على أرضه وأمام جمهوره، كما سيقوم بالتنسيق الكامل مع الاتحاد العراقي للخطوات العملية، واجراء الاتصالات السريعة واللازمة كي يكمل المنتخب العراقي مبارياته بين جماهيره في تصفيات كأس العالم.”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here