“لم تفلس روسيا”.. بل التزمت بسداد 117 مليون دولار خدمة دين عن سندات دولية

"لم تفلس روسيا".. بل التزمت بسداد 117 مليون دولار خدمة دين عن سندات دولية

لم تتوقف وسائل الإعلام من كل حدب وصوب عن الحديث حول “عجز روسيا المحتمل” عن سداد 117 مليون دولار لسندات “يوروبوند” الخاصة بالعملة الأجنبية.

وتلك السندات هي أوراق مالية تصدرها الحكومة الروسية من أجل الاقتراض، بما في ذلك في الخارج. يتعين الدفع، الذي كان بتاريخ 15 مارس الجاري، بالعملة الصعبة. وكما نعلم، فقد “جمد” الغرب 300 مليار دولار من احتياطي الذهب والنقد الأجنبي لبلادنا، وظهر تصريح من وزارة المالية الروسية بأننا “سندفع للجميع بالعملة الروسية (الروبل)، طالما كانت احتياطياتنا مجمدة لديكم”.

اعترض الخبراء الغربيون، ووصفوا دفعة سداد خدمة الدين في هذه الحالة “وهمية” وقالوا: “وعدتم الدفع بالدولار، وعليكم الدفع بالدولار. خلاف ذلك، سيعتبر ذلك تخلف عن السداد، وإفلاس”.

اليوم، بإمكاننا أن نتنفس الصعداء، فقد مر الأمر بسلام، أو على أقل تقدير، حتى الآن.

إليكم ما كتبته وزارة المالية الروسية في موقعها على الإنترنت صباح 17 مارس 2022:

“تم تنفيذ عملية إرسال إجمالي مبلغ وقدره 117.2 مليون دولار أمريكي مستحق في 15 مارس 2022 بموجب أمر دفع لسداد خدمة الدين على سندات خارجية مستحقة على روسيا إلى بنك المراسل الأجنبي في 14 مارس 2022”.

لقد دفعوا بالدولار، واستراح الجميع. كيف؟

هذا ما أوضحه الأمريكيون بالفعل، حيث قالت وزارة الخزانة الأمريكية إن “نظام العقوبات الحالي لا يمنع المدفوعات لخدمة الديون السيادية لروسيا بالدولار، على الأقل حتى تنتهي صلاحية الترخيص ذات الصلة في نهاية مايو المقبل”.

يقول الأستاذ في المدرسة العليا للاقتصاد، يفغيني كوغان، وصاحب قناة “بيتكوغان”: “على الأرجح، فقد أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية هذا الترخيص العام لسداد الديون بالدولار لأحد البنوك الأمريكية، والذي يقع على حسابها المراسل الذي يوجد به جزء من الاحتياطات الروسية المجمدة. وعلى ما يبدو فقد تم منح هذا البنك الإذن بقبول المدفوعات”.

لذلك اتضح أن الأمريكيين قاموا بفك تجميد جزء من الاحتياطيات الروسية، خاصة لسداد السندات. لكن ترخيص سداد الديون ينتهي في 25 مايو 2022. وبعد ذلك لن نتمكن بالدفع بالعملة الأجنبية، إلا أنه سيكون بإمكاننا، مثلاً، تجديد الترخيص. على أية حال، فلا يزال أمامنا شهران، وأي شيء يمكن أن يحدث خلالهما.

يتابع كوغان: “في الظروف الحالية، وبينما يتغير الوضع كل ساعة، لا كل يوم، تبدو تلك الفترة طويلة جدا. ومن الممكن أن يتغير الوضع على نحو جذري خلال هذه الفترة، في أي من الاتجاهات. على الأقل، بإمكاننا الآن أن نتنفس الصعداء”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here