أزمة الأوكرانيين تتفاقم وبولندا تواجه ضغوطاً كبيرة

تتفاقم أزمة اللاجئين الأوكرانيين مع دخول الحرب الروسية على بلادهم أسبوعها الرابع، حيث يواصل سكان المدن الأوكرانية ترك منازلهم واللجوء الى الدول المجاورة، فيما تواجه بولندا التي تحوي أكثر اللاجئين الأوكرانيين ضغوطاً كبيرة جرّاء الزيادة المستمرة بأعداد اللاجئين الى اراضيها.
وقال موفد شبكة رووداو الإعلامية الى بولندا، هادي سليمي، اليوم السبت (19 اذار 2022)، ان “نحو 5 الى 6 آلاف أوكراني، يدخلون يومياً، الى بولندا عبر معبر ميديكا الحدودي مع بولندا”، مشيراً الى ان عدد اللاجئين الأوكرانيين تجاوز المليوني شخص.
يقع معبر ميديكا الذي يكتظ بالأوكرانيين الفارين من الحرب على مدى 24 ساعة، في مدينة بشيمشل البولندية، ويبعد نحو 45 كيلومترا عن مدينة لفيف الأوكرانية، وهو يعدّ أكبر وأهم المعابر الحدودية التي تربط البلدين الجارين.
واوضح سليمي ان نحو 5 الى 6 آلاف لاجئ أوكراني يدخلون الى بولندا يوميا عبر معبر ميديكا فقط، فضلاً عن لاجئين آخرين يصلون بواسطة معابر أخرى.
وحسب إحصاءات اعلنت عنها السلطات الرسمية البولندية، وصل عدد اللاجئين الأوكرانيين الذين دخلوا الأراضي البولندية، اليوم، الى مليونين و 41 الف شخص.
يأتي ذلك بالتزامن مع توسيع روسيا لهجماتها العسكرية على العاصمة الأوكرانية كييف وباقي المدن في شرق وغرب وجنوب البلاد.
واوضح موفد شبكة رووداو المتواجد في مدينة بشيمشل على الحدود البولندية الأوكرانية، ان جزءا من اللاجئين يدخلون بولندا، وينتظرون نقلهم فيما بعد الى دول اخرى داخل الاتحاد الأوروبي.
وتعدّ بولندا إحدى الدول الجارة لأوكرانيا وترتبط معها بحدود طويلة من الجهة الجنوبية الشرقية، وهي ابدت تعاطفاً كبيراً مع جارتها أوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية على البلد.
وتستقبل بولندا أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى، وتواجه ازمة حقيقية مع تدفق عدد خارج عن توقعاتها من الأوكرانيين الفارين من أهوال الحرب الى أراضيها.
وأكدت مديرية شرطة الحدود البولندية ان أكثر من مليون و 600 الف لاجئ أوكراني يقيمون داخل الاراضي البولندية، وينتظر ان تنظم اوضاعهم وتؤمن لهم الأماكن داخل بولندا، حسب سليمي.
وأشار سليمي الى الموقف الحالي على المعبر البري الذي يشهد تدفق أكبر عدد من اللاجئين بين أوكرانيا وبولندا، مبينا ان اكثر من 65 منظمة انسانية دولية تقوم بتأمين كافة المستلزمات الأساسية للاجئين من مأكل وملبس فضلاً عن حاجات اساسية أخرى بشكل مجاني.
وذكر مسؤول قسم الأغذية في مخيّم منظم لإغاثة الأوكرانيين على المعبر الحدودي، لشبكة رووداو الإعلامية ان “ما يواجهه الأوكرانيون ليس مسألة عادية بل حربا كبيرة، أجبرتهم على ترك منازلهم وبلادهم، وهم يشعرون بالخوف والبرد، ونحن نسعى الى مساعدتهم وتأمين الغذاء لهم”.
وأضاف، “نعمل على معرفة احتياجات اللاجئين وتأمينها، بعضهم يحتاج الى المدافئ، والبعض الآخر الى الطعام، وآخرون الى حاجات أخرى”، مشيراً الى ان المنظمات المشاركة في الحملة الإغاثية على الحدود أمنت عدّة أنواع من الأغذية للاجئين الأوكرانيين، وهي تعمل بشكل جدّي لتأمين كافة الاحتياجات الأخرى.
ولفت مسؤول قسم الأغذية في المخيم الى العدد المتزايد للاجئين، وان الجهات المسؤولة عن حملة الإغاثة ساعدت الكثيرين لدى وصولهم وتعمل مع المنظمات الانسانية الاخرى على تأمين المساعدات وكافة الاحتياجات للأوكرانيين الواصلين لبولندا وتوفير خدمات جيدة لهم، معرباً عن شكره لجميع المتطوعين والمشاركين في إغاثة اللاجئين.
وذكر انه والمنظمات المشاركة في عمليات الإغاثة يعملون ليلاً ونهاراً، والأزمة الأوكرانية تتفاقم بشكل سريع، وان أكبر مشكلة هي عدم معرفة ما ستؤول اليه الأمور في الأيام المقبلة.
وقال: “كنا نتوقع في بداية الحرب وصول عدد اللاجئين الأوكرانيين الى 500 الف شخص، والآن وصل عدد الأوكرانيين الذين دخلوا بولندا الى اكثر من مليوني شخص، وهذا يبيّن ان بولندا تتعرّض لضغط كبير، ولا يزال الأوكرانيون يدخلون البلد، الى جانب اللاجئين الى البلدان الاوروبية الاخرى”.
وقبل اندلاع الحرب، كان هناك عدد كبير من الأوكرانيين يقيمون في بولندا، وقامت السلطات البولندية بتنظيم تعليمات جديدة خاصة بتعليم وانضمام الأطفال الأوكرانيين الى المدارس البولندية لمنع انقطاع أولئك الأطفال عن الدراسة، حسب المسؤول المتحدّث لشبكة رووداو الإعلامية.
تتعرض المدن الأوكرانية لعمليات قصف وحصار مكثف من قبل القوات الروسية، حيث تشهد مدينة ماريوبول جنوب أوكرانيا حصاراً خانقاً منذ أكثر من اسبوعين، فيما تشهد العاصمة كييف عمليات قصف مكثفة تستهدف مقرات حكومية ومنشآت صناعية ومناطق سكنية يقطنها مدنيون، فيما تشهد مدينة لفيف الواقعة في الغرب على الحدود البولندية عمليات قصف وانفجارات متكررة، حيث يتم سماع دويّ صفارات الإنذار لأكثر من مرة خلال اليوم.
ومع تازم الأوضاع الانسانية داخل أوكرانيا وعلى حدودها الخارجية، يؤكد الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي على استمراره بمواجهة روسيا والتأكيد على الانتصار في الحرب.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن في وقت سابق، انه في حال استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، ومواصلة تدفق اللاجئين الى البلدان الأوروبية للعام المقبل، فستحتاج دول الاتحاد الى نحو 30 مليار دولار لإدارة أزمة اللاجئين الأوكرانيين في القارة العجوز.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here