ما هو الدور القومي والوطني الذي يقع على عاتق المواطن الكوردي خارج كوردستان؟

محمد مندلاوي

إن الاضطهاد الذي تعاني منه الأمة الكوردية في عموم كوردستان على أيدي الأنظمة الرجعية المغتصبة لكوردستان، وكذلك الحروب العنصرية والطائفية التي شُنت ضد الشعب الكوردي المسالم، أو تلك الحروب العبثية، التي كانت كوردستان مسرحاً لها – مثال الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثمانية أعوام- كانت سبباً لترك الكثير من الكورد وطنها كوردستان واللجوء إلى البلدان الغربية طلباً للحماية، فلذا توجد اليوم جاليات كبيرة في عموم البلدان الغربية كألمانيا والسويد والهولندا وفرنسا وبريطانيا إلخ.

لكن للأسف الشديد، أن هذه الجاليات الكوردية في البلدان المذكورة أعلاه كما هي في كوردستان لا تقوم بواجباتها القومية والوطنية حيث تجد الكوردي الشيعي ٩٩،٩٪ انتمائه الكلي للمعتقدات الشيعية!، وهكذا الكوردي السني، تجده أصبح في أوروبا إنساناً سلفياً يكفر كل من لا يعتنق معتقده! وأَمَرْ من الكورد الشيعة والسنة إخوتنا الكورد الإيزيدية واليارسانية (كاكائية) والشبك إلخ حيث إنهم بعيدون كل البعد عن قوميتهم الكوردية وعن وطنهم الأم كوردستان شكلاً ومضمونا؟!.

عزيزي القارئ اللبيب، قبل أن أدخل في صلب الموضوع أود أن أقول لك: أنا إنسان علماني، لكني أؤمن بالخالق، واحترم الجميع دون استثناء، لكني أرفض رفضاً باتاً كل من لا يحترم ولا يقبل الآخر مثل قبوله لنفسه.

عزيزي المتابع، إن الذي حفزني لكتابة هذا المقال، ما حدث أمامي في احتفال بهيج أقيم بمناسبة عيد نوروز الأغر في قاعة ملحقة بالكنيسة الخمسينية ” Pingstkyrkan” في يوم 19 03 2022. دعني عزيزي القارئ أن أفتح قوساً كي أعرف باختصار شديد بهذه الكنيسة التي قامت بالاحتفال (إنها حركة خمسينية لجماعة دينية في العالم المسيحي البروتستاني، نشأت أول مرة في ولاية كاليفورنيا وتحديداً في مدينة لوس أنجلس وذلك في العقد الأول من القرن العشرين ولها أتباع في عموم العالم). عودة إلى موضوعنا، لقد حضر الحفل جمع من المواطنين السويديين، وعدد من الإيرانيين الأعاجم، وعدة عوائل كوردية من شرق وجنوب كوردستان. لقد ظهر أن الأعاجم – الفرس الذين حضروا الحفل معتنقون للدين المسيحي، وهذه حرية شخصية يعتنق الفرد أية عقيدة هو حر، وقام هؤلاء الفرس بإلقاء بعض الكلمات باللغة الفارسية وباللغة السويدية، لكن للأسف الشديد أنهم لم يتعلموا من السيد المسيح قول الحقيقة كما يجب؟ كالعادة حاولوا أن يجعلوا من عيد نوروز الأغر عيداً فارسيا خالصاً، لكني قاطعت أحدهم أثناء إلقاء كلمته وقلت له: إن نوروز عيد كوردي وليس فارسي. لكي أكون أميناً على الكلمة أعتذر المتكلم وقال باللغة السويدية: أعتذر إنه عيد كوردي. حقيقة أن التي تتحمل وزر هذا الخطأ هي تلك المرأة الكوردية التي قبل يوم واحد بإيعاز من الكنيسة التي تحملت المصاريف أعدت الطعام، لم تقل لنا اكتبوا

كلمة باللغة السويدية عن النوروز الكوردي كي نلقيها إبان الاحتفال على مسامع السويديين والحضور، أن دل هذا التسيب غير المحسوب على شيء إنما يدل على عدم استغلال الكورد لكل مناسبة يدعون إليها، التي يجب أن تُستغل استغلالاً قومياً ووطنياً بامتياز.

في نهاية هذا المقال، أقول لكل بنات وأبناء الجاليات الكوردية في بلاد المهجر، أن كرامتكم وعزتكم من كرامة وعزة أمتكم الكوردية العريقة. وأخص بالذكر هنا النخبة المثقفة والأكاديمية، أقول لها بصوت عالي: كفى إهمال وتسيب وهروب مخزي كمن يولي دبره من الانتماء القومي الكوردي والوطني الكوردستاني، يفترض على الشريحة المثقفة والأكاديمية أن تؤسس اتحادات كوردية خاصة بها، ولا تترك مناسبة في البلدان التي تتواجد فيها أن تمر مر الكرام دون أن يكون لها حضوراً مميزاً، يجب عليها أن تؤسس علاقات وطيدة مع الكنائس المسيحية بكل طوائفها، ومع فروع صليب الأحمر المتواجدة في المدن التي تتواجدون فيها، وكذلك مع الأحزاب الأوروبية التي تتواجد ممثلياتها في مدن التي تقيمون فيها إلخ إلخ إلخ حتى تدعوكم هذه الجهات المؤثرة على سياسات بلدانها إلى احتفالاتها واجتماعاتها الجماهيرية، وعندها تنقلون لهم بشكل أدق معاناة شعبكم الكوردي الجريح، وعن تدمير واغتصاب وطنكم كوردستان على أيدي مربع الشر إيرن، عراق، سوريا، تركيا الطورانية.

يا شعب اشهد أني بلغت

20 03 2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here