الربيع او النوروز آية من آيات الله في القرآن الكريم (ح 3)

الربيع او النوروز آية من آيات الله في القرآن الكريم (ح 3)

الدكتور فاضل حسن شريف

النفس لها مشروعية في الترويح عنها “قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِىٓ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ” (الاعراف 32) حيث تتزين الارض بالزهور والورود وكما جاء في الحديث النبوي الشريف (إن الله جميل يحب الجمال) ومن اجمل من الطبيعة الخلابة وهي من مخلوقات الله التي على العبد شكره خالقه عليها حين يخرج الإنسان إلى الطبيعة وينظر الى ابداع الخالق فيسبحه ويحمده.

وقد روى الحاكم في المستدرك: عن أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى؟ وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ؟ قَالَ: (أَمَا مَرَرْتَ بِوَادٍ لَكَ مَحْلًا ثُمَّ مَرَرْتَ بِهِ يَهْتَزُّ خَضِرًا؟ ثُمَّ مَرَرْتَ بِهِ مَحلًا ثُمَّ مَرَرْتَ بِهِ يَهْتَزُّ خَضِرًا؟) قَالَ: بَلَى. قَالَ: (فَكَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى، وَذَلِكَ آَيَتُهُ فِي خَلْقِهِ). الربيع دلالة على البعث فالنبات ينبعث من جديد كما قال الله تعالى “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ۚ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ” (فصلت 39) وهي احدى ايات الربيع، والطيور تخرج من اعشاشها، والناس تخرج من بيوتها الى الهضاب والوديان، وهذه كلها آيات لعل غير المؤمن يرجع الى صوابه ويتفكر بأن بعد الموت حياة كما قال الله تعالى “زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ” (التغابن 7)

يستشهد بعض المفسرين بآيات قرآنية عن احتفالات ايام ولادة الأنبياء والأولياء والاحزان ايام وفياتهم عليهم السلام بايات منها في سورتي مريم والصافات “وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين” (الصافات 181-182)، وشيخ الأنبياء نوح عليه السلام “سلام على نوح في العالمين” (الصافات 79)، وابو الانبياء ابراهيم عليه السلام “سلام على إبراهيم” (الصافات 109)، وموسى وهارون عليهما السلام “سلام على موسى وهارون” (الصافات 120) و يحيى عليه السلام “وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا” (مريم 15)، وعيسى عليه السلام “والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا” (مريم 33). وفي روايات البر بأصحاب الديانات الاخرى ومنهم اصحاب الديانة المسيحية في أعيادهم وهو نوع من القسط كما جاء في الاية الكريمة “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين” (الممتحنة 8). ويعتقد ان شجرة عيد الميلاد لها علاقة بالاية الكريمة “وهزي إليك بِجِذْع النخلة” (مريم 25).

ان آيات الكون تستدعي التدبر والتأمل ومنها الليل والنهار حيث قال الله سبحانه “وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ” (فصلت 37) وتعاقب الفصول “إِلَٰفِهِمْ رِحْلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيْفِ” (قريش 2). ومن آيات فصل الربيع ان الله سبحانه خلق الكون بدقة متناهية حيث جاء (فَسَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجٍ، وَأَرْضٌ ذَاتُ فِجَاجٍ، أَلَا تَدُلُّ عَلَى اللَّطِيفِ الْخَبِيرِ). وقال الشاعر: تَأَمَّلْ فِي نبات الْأَرْضِ وَانْظُرْ إِلَى آثَارِ مَا صَنَعَ الْمَلِيـكُ.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here