لعبة المجاهدين!!

لعبة المجاهدين!!
تطل علينا هذه الأيام , في المحطات الإعلامية العالمية , كلمة أو مصطلح “مجاهدين” , الذي إستُخْدِمَ في أفغانستان ضد الإتحاد السوفياتي , وربما يُراد إعادة تصنيعه وإستعماله فيما يجري بين روسيا وأوكرانيا.
ويبدو أن الدوائر السرية المختصة بدأت عملها بتجنيد المضلَلين بالمتاجرين بالدين , وراحت تشد العزم على تشكيل فصائل ومجاميع منهم , لنشرهم في أوكرانيا لمحاربة القوات الروسية تحت ذرائع دينية , بدأت طلائعها التضليلية تنتشر في وسال التواصل الإجتماعي , لتأمين التحشيد العاطفي , وتأجيج العدوان وتعطيل العقول , وتحويل البشر إلى وحش مبرمج لسفك الدماء , والإمعان بالشرور والإمتهان.
لعبة المجاهدين عملة واحدة ذات وجهين , فحالما تنتهي المهمة , يبرز الوجه الآخر القاضي بالمحق والإبادة الشديدة وبلا هوادة.
إنها ذات السيناريوهات التي حصلت في أفغانستان قد تتكرر في أوكرانيا , وبقيادات عربية مدربة ومؤهلة وممولة لتمرير المخططات , وربما سيبرز شخص يروَّج له إعلاميا ويُسنَد ماديا وعسكريا , وسيقوم بدوره إلى حين , فيكون مصيره كالآخرين من قبله , من الذين تاجروا بالدين , لتأمين مصالح أعداء الأمة والدين.
إنها لعبة تجد العديد من المؤهلين لها , وذوي القابليات الكامنة فيهم , للعمل كعبيد لإنجاز مشاريع غيرهم , ولا تعنيهم مصالح أوطانهم وقيم دينهم , المهم أنهم يكسبون , وما فيهم من نوازع , يتم إطلاقها وإرضائها , فتراهم سكارى وما هم سكارى.
ايها المغفلون , إن الجهاد الحقيقي أن تبنوا أوطانكم , وتعززوا قوة مجتمعاتكم بالتراحم والتكافل , والإعتصام بمصالحكم المشتركة , وبوطنيتكم التي تحافظ على وجودكم العزيز.
فهل حقا سَتُعاد الكَرّة من جديد؟
وكم مرة سيُلدغون من ذات الجحر؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close