المسلحون الموالون لتركيا يقطعون شجرةً معمّرة في عفرين

وكشف مصدر من قرية كمروك، التابعة لناحية موباتا، طلب عدم الكشف عن هويته على هويّته لأسباب أمنية، لشبكة رووداو الإعلامية أنّ “مجموعة من مسلحي فصيل صقور الشمال، بقيادة حسن خيرية، أقدمت على حرق وقطع شجرة تقع على الطريق بين القرية وشلالاتها المعروفة على نهر عفرين” مضيفاً ان “عملية حرق الشجرة وقطعها تمّت يوم الثلاثاء الماضي، في 22 أذار 2022”.

وحسب المصدر، يبلغ عمر هذه الشجرة أكثر من مئة عام، وكانت تُلقّب بشجرة الأمنيات لأنّ الكثير من أبناء المنطقة كانوا يقصدونها بقصد الدعاء والتمنّي بتحقيق أمنياهم. كما كانت تُلقّب أيضاً بشجرة (شيخ علي) لكونها كانت تقع في أراضي ورثة الشيخ الراحل من أبناء قرية كمروك نفسها.

المهندس الزراعي حنيف رشيد، وهو يوثّق عمليات قطع الأشجار المعمّرة، زوّد شبكة رووداو الإعلامية بمجموعة صور لأشجار معمّرة في منطقة عفرين تمّ حرقها أو قطعها من قبل مسلّحي المعارضة السورية الموالية لتركيا، واصفا الأمر بـ “سياسة ممنهجة تعمل على مسح أيّ شيء متعلّق بذاكرة الكوردي في جبل الكورد. هذه الأشجار تمثّل ذاكرة أكثر من جيل في المنطقة”.

من جهته، أكد مسؤول منظمة (بيفا مه- كلمتنا) ريبر أحمد، لشبكة رووداو الإعلامية ان “ليست هذه الشجرة الأولى التي يتمّ قطعها من قبل الجماعات المسلّحة، بل هناك العديد من الأشجار التي يبلغ عمر بعضها أكثر من خمسمئة عام، تمّ قطعها أو حرقها”.

وأشار أحمد إلى أنّ هذه الجماعات المسلّحة لا تسنهدف الأشجار فقط في المنطقة، وإنّما كلّ ما يتعلّق بتاريخ وأصالة هويّة الشعب الكوردي هذه المنطقة الكوردستانية، قائلاً: “لقد سبق وأن استهدفت هذه الجماعات المواقع الأثرية فيها ودمّرت بعضها ونهبت أخرى وهرّبت قطعاً أثرية منها إلى الخارج. مثلما قامت بتدمير العديد من المزارات والمواقع التي لها علاقة بثقافة أبنا المنطقة الأصيلة”.

يُذكر أنّ، منذ احتلال منطقة عفرين الكوردستانية من قبل الجيش التركي والفصائل المسلّحة للمعارضة السورية، في 18 اذار 2018، قامت هذه الفصائل بقطع وحرق واقتلاع قرابة مليون ونصف شجرة في المنطقة.