عنِ الصَّواريخِ السياسيَّةِ أُحدِّثكُم!

عنِ الصَّواريخِ السياسيَّةِ أُحدِّثكُم!

*نحنُ بإِزاءِ نَوعَينِ مِن الخِطابِ؛ الأَوَّل وطنِيٌّ والثَّاني ذَيلِيٌّ!

*الإِطارُ يُقاتِلُ للتَّجديدِ وضِدَّ التَّجديد! التَّجديدُ للرَّئيسِ الحالي وضِدَّ التَّجديدِ في العمليَّة السياسيَّة!

نــــــــــــــــــــــــــزار حيدر

*لقد عبَّرَ العراقيُّونَ عن رفضهِم لأَحزابِ السُّلطةِ الفاسدةِ والفاشِلةِ بأُسلوبَينِ؛ بالإِنتفاضةِ التِّشرينيَّةِ الباسِلةِ، بالتَّصويتِ لمجمُوعةٍ من المُرشَّحين المُستقلِّين للفَوزِ بمقاعِدَفي مجلس النوَّاب الجديد.

إِنَّهُم سدُّوا الطُّرُقات ليفتحُوا الإِنغلاقاتِ السياسيَّة.

*كُلُّ نوَّاب الأَحزاب والكُتل السياسيَّة يتعاملُونَ مع جلَساتِ البرلمان بأَجهزةِ التحكُّم عن بُعدٍ، أَو بالرَّسائلِ النصيَّة، فهُم يحضرُونَ أَيَّة جلسَة أَو يُقاطعُونها بالإِعتمادِ علىما تصلهُم من رسائِلَ وإِشارات.

إِلَّا النوَّاب المُستقِلُّون فهُم يتعاملُونَ بطريقةٍ أُخرى لأَنَّهم بالأَساسِ ليسُوا كُتلةً واحدةً وإِنَّما كُتَلٌ عديدةٌ وأَحياناً نوَّاباً آحاداً.

ولهذا السَّبب فهُم يحضرُون جلسَة إِنتخاب رئيس الجمهوريَّة أَو يقاطعُونها بحسبِ قناعاتهِم من دونِ انتظارِ رِسالةٍ نصيَّةٍ أَو توجيهٍ.

وهُم، بالمُناسبةِ، ليسُوا كُلَّهُم تشرينيُّون!.

*برأيي فإِنَّ المسؤُوليَّة الوطنيَّة التي حمَّلهُم إِيَّاها الشَّارع المُنتفِض بما يُمثِّل من دماءٍ طاهرةٍ وأَنَّات أُمَّهات وأَرامِل وأَيتام، تُحتِّم عليهِم الحضُور لأَنَّهم بالأَساس إِنَّماصوَّتَ لهُم النَّاخب ليُمثِّلُوه في مجلس النوَّاب ليُمارِسُوا التَّغيير والإِصلاح من خلالِ مُؤَسَّساتِ الدَّولة بعدَ أَن مارسَ المُنتفِضُون التَّغيير أَوَّلاً من خلالِ الشَّارع.

*حضورهُم الجَلسة لا يعني أَنَّهم معَ كُلِّ مُخرجاتِها، كما لو أَنَّ البرلمان شرَّعَ قانوناً ولم يُصوِّت عليهِ عددٌ من النوَّاب، فهل يتحمَّلونَ مسؤُوليَّة التَّشريع في هذهِ الحالةِ؟! أَويُعاتبهُم أَحدٌ على حضُورهِم؟!.

يحضرُون ويصوِّتون أَو لا يصوِّتونَ حسبَ ما تُمليهِ عليهِم إِلتزاماتهِم الوطنيَّة حصراً.

*وهُم [المُستقلُّون] لا يقبلُونَ أَن يكونُوا سبباً في الإِنسدادِ السِّياسي الحالي أَبداً، وإِنَّما تنصَب خُططهُم لإِصلاحِ وتغييرِ العمليَّة السياسيَّة ومناهِجها ما استطاعُوا إِلىذلكَ سبيلاً ليفُوا بالوعودِ التي قطعُوها لناخبيهِم وليكونُوا أُمناءَ على رسالةِ الشَّارع التي حملُوها للبرلمانِ.

*والإِصلاحُ الذي يسعَونَ إِليهِ يستنِدُ إِلى شيئَينِ؛

تغييرٌ في المنهجيَّةِ وتغييرٌ في الأَدواتِ.

الأَوَّل؛ بنسفِ الطَّريقةِ النَّمطيَّةِ التي ظلَّت تعمل بها القِوى السياسيَّة في إِدارةِ الدَّولة منذ التَّغيير عام ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن، وأَقصد بها [المُحاصصة الشَّاملة] التي يشتركفيها كُلَّ البرلمان في تشكيلِ الحكُومةِ فلم يبقَ أَحدٌ تحت قُبَّة البرلمان يُراقب ويُحاسب ويُعاقب، على قاعدةِ تستُّر الكُلِّ على الكُلِّ في الفسادِ والفشلِ وفي كُلِّ شيءٍ.

وهذا يحتاجُ إِلى تبنِّي طريقةٍ جديدةٍ تعتمدُ [الأَغلبيَّة] النيابيَّة و [الأَقليَّة] النيابيَّة بغضِّ النَّظر عمَّن يُشكِّل الأَغلبيَّة ومَن الذي يُشكِّل الأَقليَّة، المُهم أَن تذهب نِسبة[٥٠+١] من النوَّاب لتشكيلِ الحكُومةِ وتذهب نِسبة [٥٠-١] للمُعارضةِ لنضمِنَ وجودِ رقابةٍ نيابيَّةٍ صارِمةٍ.

الثَّاني؛ من خلالِ الأَدواتِ الجديدةِ ولا أَظنُّ أَنَّ المُقاطعة التي ظلَّت تلجأ إِليها القِوى السياسيَّة في البرلمانِ طِوالَ المُدَّة الماضِية لِلَيِّ ذِراع بعضها البعض الآخر علىحسابِ فاعليَّة مُؤَسَّسات الدَّولة، أَداةً جديدةً!.

*مِِن مصلحةِِ المُستقلِّين أَن تتشكَّل مُؤَسَّسات الدَّولة بعيداً عن توافُقات التيَّار والإِطار، فبِتوافُقهِم لن يكونَ للمُستقلِّين أَيِّ دَورٍ فعَّالٍ يُذكر في مُؤَسَّساتِ الدَّولة، كما أَنَّ كُلَّفُرص الإِصلاح والتَّغيير التي يُخطِّطونَ لها من خلالِ مُؤَسَّساتِ الدَّولة ستذهب أَدراج الرِّياح.

إِنَّ أَيَّ توافُقٍ بينَ كُلِّ الكُتل السياسيَّة [العتيدة] سيُهمِّش المُستقلِّين وسَيُعيدُنا إِلى المُربَّع الأَوَّل، ما يعني فشل مشرُوع المُستقلِّين الذين أَنتجتهُم الإِنتفاضة التشرينيَّةالباسِلة، فلو كانت هُناك فُرص للإِصلاحِ والتَّغييرِ في ظلِّ التَّوافُقات والتَّحالُفات الشَّامِلة الجامِعة لشهِدناها طِوال العقدَينِ الماضيَينِ! أَليسَ كذلك؟!.

يسعى الإِطارُ للتَّوافُقِ مع التيَّار ليتآمر على المُستقلِّين وللإِلتفافِ على أَهدافِ الإِنتفاضةِ.

*حضُور المُستقلِّين للجلسةٍ القادِمةِ توكيدٌ آخر على إِدانتهِم للكُتل السياسيَّة المُتَّهمة بذبحِ الإِنتفاضةِ والتي تجمَّعت بميليشياتِها في الإِطار، والمُتَّهمة كذلك بالتَّجاوُزالمُستمر على سيادةِ الدَّولة وهيبتَها ومُؤَسَّساتِها وعلى قُوَّاتِها الأَمنيَّة بشتَّى صنوفِها بما فيها [الحشد الشَّعبي] الذي تجاوزت عليهِ الميليشيات وتعرَّضت لسُمعتهِ الوطنيَّة!.

*كُلُّ الصَّواريخ وطائِرات [الدُّرون] والقذائِف والقنابِل اليدويَّة وكواتِم الصَّوت هي أَدواتٌ إِرهابيَّة لفرضِ أَو رفضِ أَجندات سياسيَّة مُعيَّنة، وهي منذُ الإِنتخاباتِ الأَخيرةولحدِّ الآن تستهدف مشرُوع [التَّحالف الثُّلاثي] الذي سبَّب صِداعاً مُزمناً للمهزُومينَ وشكَّل كابوساً لبعضِ القِوى الخارجيَّة التي أَفقدها الكثير من نفوذِها في العمليَّةالسياسيَّة برُمَّتِها!.

ولشنِّ حربهِم الشَّعواء عليهِ بِما يُغرِّر بالمُغفَّلين غلَّفوُا حملاتهِم الإِعلاميَّة بالمُقدَّس!.

*الإِطارُ لا يُؤمِنُ بالسِّياقاتِ الدُّستوريَّة والآليَّات الديمقراطيَّة وإِلَّا لدَعا لحضُورِ الجلسَة القادِمة وتحتَ قُبَّتهِ يتنافسُونَ على كُلِّ شيءٍ بالإِنتخاباتِ الحُرَّة المُباشرة كمانصَّت عليها المادَّة [٧٠] من الدُّستور.

وهوَ لا يمتلكُ رُؤيةً وغَير قادر على أَكثر من حملِ السُّلَّم بالعَرض ووضعِ العصي في عجلةِ الدَّولة.

وهو يُراهنُ على ثُلُثٍ مُعرقلٍ، فكيفَ سيُديرُ بهِ الدَّولة؟! وهو يعلمُ عِلمَ اليقينِ بأَنَّهُ غَير قادر على تشكيلِ حكُومةٍ من أَيِّ نوع ٍكانَ بمُفردهِ، وأَنَّ نِظامنا برلمانِي بمعنى أَنَّالبرلمان يُدِيرُ كُلَّ شيءٍ في الدَّولة، وهوَ كإِطارٍ يمتلك أَقل من رُبعِ عددِ المقاعدِ؟!.

إِنَّهُ يُقاتل للتَّجديدِ وضِدَّ التَّجديد! التَّجديدُ للرَّئيسِ الحالي وضِدَّ التَّجديد في العمليَّة السياسيَّة! للإِستمرارِ في ظاهرةِ المُحاصَصة والتَّوافق الشَّامل والتي يتَّفِفُونَجميعَهُم على أَنَّها السَّبب الأَوَّل والمُباشر لكُلِّ الدَّمار الذي حلَّ بالبلدِ.

*نحنُ بإِزاء خِطابَينِ؛ الأَوَّل وطني يُدافع عن مصالحِ البلادِ وسيادةِ الدَّولة والثَّاني ذَيلي يُبرِّر حتَّى التَّجاوُز على سيادةِ الدَّولة!.

*لم يقْصِ أَحدٌ الإِطار، إِنَّما عاقبهُ صُندُوق الإِقتراء بسببِ سِياساتهِ الحمقاء وفشلهِ في إِقناعِ النَّاخبِ بأَهميَّتهِ في العمليَّةِ السياسيَّةِ!.

*أَخيراً؛ هُنالكَ سُؤَالٌ حيَّر العراقيِّين، وهوَ؛ لو قبِلَ التَّحالف الثُّلاثي الذي يتَّهِمهُ الإِطار بأَنَّهُ مُنهرِطٌ في مشرُوعٍ صهيُونيٍّ أَميركيٍّ إِماراتيٍّ تُركيٍّ أَردُنيٍّ مصريٍّ سَعوديٍّقطَريٍّ بالتَّوافُقِ مع الإِطار فهل سيلتَحِق الأَخير بهذا المشرُوع مُتعدِّد الجنسيَّات؟! أَم ستختفي كُلَّ هذهِ التُّهم ويتحَوَل إِلى مشرُوعٍ وطنيٍّ قُح؟!.

٢٣ آذار ٢٠٢٢

لِلتَّواصُل؛

‏Telegram CH; https://t.me/NHIRAQ

‏Face Book: Nazar Haidar

‏Skype: live:nahaidar

‏Twitter: @NazarHaidar5

‏WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here