إتفاق قد يولد ميتا

إتفاق قد يولد ميتا
محمد حسين المياحي
العراقيل والعقبات المختلفة في تزايد مستمر بوجه المساعي الجارية في فيينا من أجل التوصل لصفقة بشأن البرنامج النووي الايراني والذي يجعل إدارة بايدن تشعر بالمزيد من القلق المشوب بالاحراج هو جهودها تواجه ليس شکوکا متزايدة من جانب الجمهوريين في مجلس الشيوخ الامريکي فقط بل وحتى من جانب الديمقراطيين أيضا الذين من المفترض فيهم أن يکونوا حلفاء لهذه الادارة!
الضجة والصخب الذي تمت إثارته في الايام الاخيرة على خلفية المطلب الذي باتت طهران تصر عليه کشرط من مضيها قدما في إبرام الاتفاق النووي مع مفاوضيها في فيينا وذلك بإخراج الحرس الثوري من قائمة المنظمات الارهابية، يبدو إنه قد لفت أنظار مختلف الاوساط والشخصيات السياسية الامريکية على مايدور في فيينا، إذ وبعد أن صدر بيان من جانب ثلاثة شخصيات سياسية أمريکية رفيعة المستوى من الادارة الامريکية السابقة من بينهم وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، قالوا فيه أن:” شطب قوات الحرس الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكي هو استسلام خطير”، وأکد في هذا البيان إضافة الى بومبيو کل من روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي السابق، وجون راتكليف المدير السابق للاستخبارات الوطنية، إن شطب قوات الحرس الإيراني من القائمة السوداء للإرهاب “ينفي الحقيقة الأساسية المتمثلة في أن المهمة الرئيسية للحرس الإيراني هي نشر الإرهاب”، فإن النواب الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ الامريکي قالوا بأنه لم يتم إطلاعهم على الشكل الذي قد تبدو عليه الاتفاقية الجديدة مع إيران، وهم يخشون من أن تكون أضعف بكثير من الصفقة التي أبرمها الرئيس الأسبق باراك أوباما في عام 2015 لأن “الولايات المتحدة فقدت الوقت والنفوذ”، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “ذا هيل” الأميركية.
السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريکي قال وهو يشكك بمايجري في فيينا بأنهلا يعرف ما يكفي عن تفاصيل الصفقة الناشئة ليقول ما إذا كانت ستكون قوية بما يكفي ليدعمها. وأضاف أنه: “من الصعب الحكم على ما إذا كانت إيران ستتراجع فعلا عن برنامجها النووي، وإذا كانت ستوقف أخيرا جهودها لتطوير أسلحة نووية وستسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إلى المواقع التي تطالب بتفتيشها” معتبرا بأنه”يجب أن تتضمن الصفقة كل هذه الأمور، بالإضافة لتقييد برنامج إيران الصاروخي”، ومن الواضح جدا إن النظام الايراني يتمسك ليس ببرنامجه الصاروخي ويرفض التخلي عنه، فإنه يواصل الى جانب ذلك مساعيه السرية من أجل تطوير برنامجه النووية بالاضافة الى إستمراره في تدخلاته في بلدان المنطقة وحتى إن جعله لإخراج الحرس الثوري من قائمة الارهاب شرطا للموافقة على الاتفاق النووي، يٶکد المساعي المشبوهة وغير الحميدة لهذا النظام بما يٶکد بأن هذا الاتفاق حتى لو ولد فإنه سيلد ميتا لأنه حتما سيکون أسوأ بکثير من إتفاق عام 2015 السئ أساسا!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here