القتال بأوكرانيا تحول لحرب استنزاف.. عوامل ترجئ نهاية الأزمة

الأبرياء يدفعون ثمن الحرب

مع تعثر المفاوضات وغياب أي اختراق عسكري في الأفق، يبدو أن القتال في أوكرانيا يتحول إلى حرب استنزاف مدمرة تجلب عواقب وخيمة على القارة الأوروبية والنظام العالمي، الذي أعقب نهاية الحرب الباردة.

وأعلن الجيش الروسي، الجمعة، انتهاء المرحلة الأولى من عمليته العسكرية في أوكرانيا، مشيرا إلى أن جهوده من الآن فصاعدا ستركز على “التحرير الكامل” لإقليم دونباس، جنوب شرقي أوكرانيا.

واعتبر البعض أن الإعلان الروسي إشارة محتملة على تقليص روسيا لحملتها العسكرية في مواجهة المقاومة الأوكرانية الشرسة، التي كانت أكبر من المتوقع.

لكن موقع “ناشونال إنترست” الأميركي المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، رأى أنه ما من دليل على أن روسيا تخلت عن أهدافها “المتشددة” من الحرب التي أعلنها الرئيس، فلاديمير بوتن.

وأشار إلى تصريح نائب رئيس الأركان العامة الروسية، سيرغي رودسكوي، بأن موسكو مستمرة في التزام “نزع سلاح” أوكرانيا و”اجتثاث النازية فيها”.

وعند وضع هذا التصريح في سياق الإعلانات المتتالية من كبار المسؤولين في الكرملين، خلال الأيام الأخيرة، فهذا يظهر أن الإعلان لا يعني أن روسيا قلّصت من أهدافها، لكنها تراجعت تحسبا من صراع طويل المدى.

وقال الموقع الإخباري الأميركي إن الإعلان الروسي ربما يأتي نتيجة لحاجة موسكو لتعزيز سيطرتها على دونباس، قبل استئناف الهجوم البري نحو العاصمة كييف والتقدم غربا في أوكرانيا.

وتحدثت تقارير عن تحقيق القوات الروسية نجاحات كبيرة في الأيام الماضية، خلال تقدمها صوب مدينة ماريوبول الساحلية، وثمة معلومات غير مؤكدة عن تراجع القوات الأوكرانية إلى داخل المدينة.

لكن سقوط ماريوبول في أيدي القوات الروسية، الذي وصفه الموقع الإخباري الأميركي بـ”شبه المؤكد”، يعني أن موسكو أصبحت تسيطر على 80 بالمئة من الساحل الأوكراني، مما يمهد الطريق نحو جيشها صوب “الجائزة الكبرى“: مدينة أوديسا الاستراتيجية، نظرا لوجود ميناء هام فيها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here