موضوع حساس لن يحسم بسهولة

موضوع حساس لن يحسم بسهولة
محمد حسين المياحي
تتضارب وتتناقض تقارير الانباء والمعلومات الواردة فيها بخصوص إمکانية موافقة الامريکيين على شطن الحرس الثوري من قائمة الارهاب أو عدم الموافقة، في وقت تطلق طهران وخلال هذه الايام تصريحات تشير فيها الى إن الاتفاق وشيك ومن إنه لم تبقى هناك سوى قضايا قليلة من أجل ذلك وتسعى الى تضمين هذه التصريحات ثمة تلميحات الى ضرورة شطب الحرس الثوري من قائمة الارهاب، لکن وفي المقابل ومن جراء الضغوط وردود الفعل القوية التي واجهتها واشنطن مع طرح موضوع إزالة الحرس الثوري من قائمة الارهاب کشرط إيراني للتوصل للإتفاق، فإنه قد صدرت ثمة تصريحات من جانب الادارة الامريکية تٶکد بأن “العقوبات على الحرس الثوري ستبقى بغض النظر عن الاتفاق النووي أو عن مسألة إبقاء هذه القوات المسلحة مدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية أم لا” کما جاء في تصريحات للمبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي، بهذا الصدد وتصريحات أخرى مشابهة.
إدارة بايدن کما يبدو وفي ضوء ردود الفعل القوية على أکثر من صعيد بشأن مايساع عزمها على شطب الحرس الثوري من قائمة الارهاب في مقابل ضمانات إيرانية تميل الى الضبابية، فإنها تتوجس ريبة من الإقدام على هکذا خطوة وتعيد خطأ إدارة أوباما التي ومن أجل التوصل للإتفاق النووي في عام 2015، سمحت بصورة وأخرى لإطلاق يد الحرس الثوري في بلدان المنطقة، وحتى إن الفتور الاکثر من واضح والذي تواجهه واشنطن من جانب دول عربية محورية في المنطقة، إنما بسبب ماقد أشيع عن إحتمال إزالة الحرس الثوري من قائمة الارهاب وماسيترك ذلك من آثار وتداعيات بالغة السلبية على أمن وإستقرار بلدان المنطقة.
شطب الحرس الثوري في هذه الفترة بالذات والتي هي فترة حاسمة وبالغة الحساسية وحتى الخطورة لأنها وکما تدل الاحداث والتطورات قد تقود العالم والمنطقة الى منعطف قد يٶسس لعصر جديد ولذلك فإن إزالة الحرس الثوري في هذه الفترة بالذات حيث إن النظام الايراني يواجه أوضاعا على مختلف الاصعدة أقل مايقال عنها سيئة وفي الوقت الذي تفضل فيه بلدان المنطقة بالذات والشعب الايراني والمعارضة الايرانية أن لايجري إزالة الحرس الثوري من قائمة الارهاب لأن ذلك بمثابة بعث الروح من جديد في الجسد الخائر والمتراخي لهذا النظام وإطلاق يده من جديد ضد الشعب الايراني وضد شعوب وبلدان المنطقة.
إزالة الحرس الثوري الايراني في هذه الفترة تحديدا من شأنه أن يمنح للنظام قوة وقدرة على فرض إملائاته على المنطقة خصوصا إذا ماسارت الامور بنفس الوتيرة التي تسير عليها حاليا حيث حالة من التراخي وإنعدام الحزم من جانب المجتمع الدولي عموما والبلدان الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريکية بشکل خاص.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here