اللحظة الحاسمة

اللحظة الحاسمة

ليث شبر

أكتب هذا المقال في هذا الظرف الخطير وبعد أن وصلت العملية السياسية ألى مفترق طرق فإما

● أن نبقى ندور في نفس الحلقة من دون ثمرة ونبقى أسرى للنقد والانتقاد ونفرغ كل غضبنا بطريقة تخوين الآخر وتأجيج الفتن والكراهية وإثارة شجون الماضي وتداعياته.

● أو نقدم الحلول لرؤية مستقبلية بناءة وواعية على أسس الحوار والتفاهم وضمن برنامج وطني حقيقي ينظر الى معاناة العراقيين ويقدم لهم العيش الرغيد والكريم .

ونحن اخترنا الطريق الثاني رغم التحديات الكبيرة لأن الطريق الأول ستكون نتائجه كل ماعانيناه سابقا من الفساد والفشل والظلم بأضعاف مضاعفة ولن نصل فيه إلا لنهايات مسدودة أو خاتمة دموية قد تؤدي ألى الاحتراب الداخلي بين أبناء الشعب الواحد وبالتالي تقسيم العراق ..

لذلك أكتب مقالي هذا ليكون رسالة صادقة ومخلصة للشعب العراقي وبالأخص الطبقات المتوسطة والفقيرة والمتضررة ونصيحة أخوية لجميع القيادات السياسية التي تحكم البلاد اليوم لأن المسؤولية تقع على عاتقهم أولا وعليهم أن يكونوا المبادرين لتقبل الحلول والاستماع إليها والسعي لبلورتها على الواقع..

أكتب مقالي وكلي أمل أن تكون القوى الوطنية والمستقلون سباقون للتكاتف من أجل إنقاذ العراق في هذه المرحلة الحاسمة وأن يجعلوا الأساس الوطني هو الموجه لكل حراكهم البناء وهو الأساس الذين ينطلقون منه في تقديم مصلحة الوطن على أي مصالح شخصية أو فئوية أو مكوناتية أو أي مصالح أخرى..

لقد قدمنا سوية مع أخوة لنا مبادرات عديدة للحلول وأهمها كانت العمل على وضع أسس متينة للمعارضة البرلمانية وقدمنا خارطة طريق على مرحلتين للوصول الى حكومة أغلبية سياسية تعتمد في بنيتها على برنامج سياسي على أساسه يتم انتخابها من الشعب وبالمقابل يكون لدينا تكتل معارض مقنن سواء من خلال سن قانون جديد أو تعديلات على أنظمة أو قوانين سابقة..

واليوم على مجلس النواب الحالي والمستقلون فيه ومن يرون في أنفسهم من القوى السياسية فرصة للتغيير وينادون بالإصلاح أن يمضي في الطريق الثاني وأخص بالذكر الكتلة الصدرية والمتحالفين معه وقوى الإطار والمنضووين معه في الثلث الضامن وأي تجمع وطني اخر مثل الجيل الجديد وامتداد وبعض القوى المستقلة بل وكل القوى السياسية التي اقتنعت بأن الطريق الأول هو طريق هلاكها ونهايتها ..

أقول على هؤلاء جميعا البدء بمشروع إصلاحي كبير بغض النظر عن تشكيل الحكومة أو عدمها مادام مجلس النواب ماض في اجتماعاته ومناقشاته ومادامت كل القوى السياسية مقتنعة أنها وصلت الى طريق مسدود لايمكن فتحه إلا بمبادرات تقدم حلولا حقيقية تضمن للجميع العدالة والتوازن والمنافسة الشريفة لإدارة البلاد..

نرجو أن يكون هذا المقال بذرة وطنية لتضمها تربة خيره ولترعاها عقول نيرة وحكيمة لنصل في خاتمة المطاف الى إسعاد شعبنا وبناء وطننا واستعادة أمننا وهيبة دولتنا..
ومن الله التوفيق
والعراق من وراء القصد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here