“واجب إزاء أرض شهيدة”.. فيلم وثائقي يستعرض سبب قدوم بابا الفاتيكان للعراق


تناول فيلم وثائقي صُور تحت اسم “فرانسيس في العراق”، الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان إلى العراق قبل عام، كما سلط الضوء على إرادة البقاء عند مسيحيي العراق، وتحديدا في سهل نينوى، برغم كل ما عانوه خلال مرحلة “الإرهاب”.

وفي إشارة إلى مسيحيي سهل نينوى، استهل تقرير “نشرة العالم الكاثوليكي” الأمريكي، ، بالإشارة إلى أن “من النادر أن يعرف معظم زملائهم المؤمنين حول العالم بوجودهم، لكن بمجرد أن تلتقي بهم، فلن تنساهم”.

فيلم وثائقي

وفيلم “فرانسيس في العراق” الوثائقي للمخرج ستيفن راش، الذي يتناول زيارة البابا فرانسيس التاريخية ما بين 5 و8 اذار/مارس 2021، يتناول أيضاً الشجاعة والعناية الإلهية التي جعلت البابا البالغ من العمر 84 عاما وقتها، يقوم بمثل هذه الزيارة المرهقة وذلك وسط وباء كورونا، والمخاطر المشروعة حول أمنه وصحته.

ووفقاً للتقرير لم يسبق أن زار أي بابا العراق، وأن البابا يوحنا بولس الثاني كان يأمل في القيام بذلك، لكنه لم يكن قادرا على الذهاب، وأن البابا فرانسيس، انتهز الفرصة، واصفا رحلته بأنها بمثابة “واجب إزاء الأرض الشهيدة منذ سنوات عديدة”.

أبطال حقيقيون

ورغم أن الفيلم يحمل عنوان حول زيارة البابا، إلا أن التقرير لفت إلى أن “البطل الحقيقي في الفيلم ليس البابا، وانما الاشخاص الذين طالت معاناتهم وجاء لكي يراهم”.

واشار التقرير الأمريكي، إلى أن “البابا حاول جلب الرحمة الإلهية الى المهمشين وانصاف الكلدان والسريان الكاثوليك والاقليات المسيحية الأخرى في المنطقة”، لافتاً إلى أن “العالم الخارجي تجاهل محنتهم بدرجة كبيرة، إذ أنهم عانوا من تفجيرات كنائسهم والهجمات الانتحارية والإبادة الجماعية والحرب”.

“أخرج وإلا سنقتلك”

واستعرض الفيلم الوثائقي في البداية “شيئا أعمق من الحزن في تعبيرات الوجه المؤلمة للأب ثابت حبيب المكو، وهو كاهن كلداني كاثوليكي أصبح أسقفا في العام 2021″، وفقاً للتقرير.

وعرض الفيلم كذلك، كيف أن في تشرين الثاني 2016، أي بعد أيام فقط على طرد مسلحي داعش بعد معركة شرسة، تحولت قرية كرمليس بالقرب من الموصل، إلى أنقاض.

وأظهر الفيلم، الأب المكو، وهو يسير بين الانقاض للوصول الى كنيسة القديس ادي، وعند المذبح حيث تمثال للسيدة مريم العذراء ينتصب هناك وقد جرى قطع رأسها ويديها.

هذا “التدنيس” وبحسب التقرير، يحمل إلى جانبه رسالة تتمثل في رسومات لداعش على جدران كنيسة كاثوليكية أخرى في قرية باطنايا حيث جرى التنكيل بتمثال السيدة مريم أيضا، إلى جانب عبارات تقول “يا عبدة الصليب، لا مكان لكم في أرض الإسلام، إما أن تخرجوا من هنا أو نقتلكم”.

على قيد الحياة

ويظهر الفيلم، كيف جرت إعادة اعمار كرمليس، من خلال جهود صديق راش، الراحل آندرو والثر الذي كان نائب رئيس الاتصالات والتطوير الاستراتيجي لجماعة (فرسان كولومبوس)، من خلال جهوده لجمع مليوني دولار لبناء القرية.

وفي هذا السياق، يظهر الفيلم كيف ان زيارة البابا التي جاءت في خضم هذا النضال المسيحي المستمر منذ سنوات، “علامة ملموسة على أن الشهادة البطولية لهؤلاء المسيحيين الشجعان لم يتم تجاهلها”، مقتبسا من كلمات للبابا في القداس الذي رعاه في اربيل عندما قال “اليوم، بامكاني ان ارى بنفسي ان الكنيسة في العراق على قيد الحياة، وان المسيح حي في هذا الشعب المقدس والمؤمن”.

ونوه التقرير إلى أن عرض فيلم “فرانسيس في العراق” جرى للمرة الاولى في 22 مارس/اذار الماضي في “مركز شين للفكر والثقافة” في مدينة نيويورك، وذلك بحضور الكاردينال تيموثي دولان من نيويورك الذي قال انه على الرغم من تركيز انتباه العالم على الحرب في اوكرانيا، إلا انه يجب عدم تجاهل محنة الأبرياء في أجزاء أخرى من العالم الذين يتعرضون للاضطهاد بسبب إيمانهم”.

وخلال العقدين الماضيين، تضاءلت اعداد المسيحيين من اكثر من مليون الى حوالي 200 ألف شخص حاليا، كما أن هناك 70 الف لاجئ من المنطقة ما زالوا يعيشون في لبنان وتركيا والأردن، بحسب التقرير الأمريكي.

ونقل التقرير، عن المطران الكلداني الكاثوليكي بشار متي وردة من أربيل، والذي ظهر أيضا في الفيلم الوثائقي، قوله “حاولنا في هذا الفيلم ان نظهر ليس فقط احداث زيارة البابا فرانسيس، ولكن أيضا أن نظهر قلوب وعقول شعبنا (…) آمالنا ومخاوفنا والحقائق التي ما زلنا نواجهها”.

وخلص المطران إلى القول “زيارة البابا اتاحت للعالم أن يعرف اننا كمسيحيين ما زلنا هناك، ونقوم بكل ما في وسعنا من أجل البقاء في أرضنا”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here