المؤتمر الحادي عشر لحزب التجديد والشباب

يوسف أبو الفوز

مساهمة في ملف الذكرى 88 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي

طريق الشعب البغدادية العدد 71 ليوم الثلاثاء 5 نيسان 2022

يوسف أبو الفوز

Image preview

عقد الحزب الشيوعي العراقي، على طول تأريخه الزاخر بالبطولات والمفاخر، منذ تأسيسه في اذار 1934، ورغم كل الظروف السياسية التي مرت بها البلاد، إحدى عشر مؤتمر حزبيا، بين مؤتمرات سرية وعلنية، لكنها كلها عقدت في أراضي الوطن، سواء في بغداد أو في كردستان، وكل مؤتمر منها كان محطة مهمة للمراجعة والتقويم، لعموم سياسة الحزب الى جانب أداء قيادته السياسية. ويفتخر الشيوعيون العراقيون، بكون حزبهم يكاد يكون الحزب العراقي الوحيد، الذي تنشر الوثائق المعدة لمؤتمراته علنا، وتخضع للنقاش العام، ليس من قبل أعضائه وجماهيره، بل ومن عموم أبناء الشعب العراقي.

كان لي شخصيا شرف ان أكون واحدا من 319 مندوبا و56 مراقبا، شاركوا في اعمال المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي، التي عقد مؤخرا في بغداد، للفترة 24 – 28 تشرين الثاني 2021، تحت شعار (التغيير الشامل: دولة مدنية ديمقراطية وعدالة اجتماعية). حيث ناقش المؤتمر برنامج الحزب ونظامه الداخلي والتقرير السياسي، وانتخب قيادة جديدة، حيث جرت اعمال المؤتمر في أجواء سياسية اتسمت، كما وصفتها وثائق المؤتمر بـ (استمرار حالة الاستعصاء السياسي بين القوى المتنفذة، جراء محاولاتها المستميتة لخلق موازين قوى جديدة تحقق مصالح بعضها على حساب منافسيه بلغت حدة الصراعات أحيانا مستوى خطراً، خصوصا مع تغول المليشيات وسلاحها المنفلت).وخرج المؤتمر بقرارات وتوصيات عديدة، منها ما يتعلق بمراجعة سياسة التحالفات، الحرص على الديمقراطية داخل الحزب، الاهتمام بالصراع الفكري وحق الأقلية بالنشر في صحافة الحزب، ولكن واحد من اهم الموضوعات التي توقف عندها المؤتمر، هو العمل بين الشباب وعلاقة الحزب بالأجيال الشابة الجديدة، خاصة تلك التي عمدتها انتفاضة تشرين الباسلة بالدم، الانتفاضة التي أعلن الحزب انحيازه التام لها، بل ومشاركا فيها وداعما لمطالبها الوطنية المشروعة.

Image preview

يعمل الشيوعيون العراقيون بتفان، لأجل اهداف حزبهم، لبناء العراق المدني، ولأجل هذا ينشطون في منظمات المجتمع المدني، ومنظمات الشباب، خصوصا المنظمة العريقة اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي ( تأسست عام 1951)، وأيضا في اغلب تنسيقيات الحراك الجماهيري في كل المدن العراقية، ونصب اعينهم كما حدد برنامج الحزب الذي ناقشه واقره المؤتمر (نشر الوعي الوطني وروح المواطنة والقيم الإنسانية والتقاليد الديمقراطية والثقافة التقدمية في أوساط الشبيبة والطلبة، بجانب إشاعة قيم التآخي بين القوميات، وتكريس مفهوم الوحدة الوطنية، والاهتمام بتطوير نتاجهم الثقافي، وتخليصهم من آثار المفاهيم الفاشية الشوفينية وضيق الأفق القومي والطائفية ونزعات عسكرتهم. )

لم يكن غائبا عن مندوبي المؤتمر الحادي عشر، واقع بان الشباب ممن تكون أعمارهم اقل من 30 سنة، يشكلون 68٪ من عدد سكان العراق البالغ 40 مليونا، حسب تقديرات وزارة التخطيط العراقية للعام 2021، مع حقيقة تدني نسبة مشاركتهم في صياغة المشهد السياسي، التي قدرت قبل انتفاضة تشرين/ اكتوبر 2019 كونها لا تزيد عن 2٪ تبعا لحساب معدل عمر نواب البرلمان والوزراء وقادة الأحزاب الحاكمة. وأمام هذا الواقع، وتصاعد دور الشباب في المشهد السياسي من بعد اندلاع الاحتجاجات في تشرين/ اكتوبر 2019، أصبحت مهمة وجود الشباب في تشكيلة قيادة الحزب، ضرورة لا مناص منها، وهكذا جاءت نتيجة المؤتمر بوجود مرشحين لقيادة الحزب من شباب الانتفاضة تتراوح أعمارهم ما بين 24 ـ 35 سنة، وفاز منهم عدد غيّر من قوام اللجنة المركزية بنسبة 42٪ ، بحيث اصبح متوسط عمر قيادة الحزب 48 سنة، مقارنة بالمؤتمرات السابقة ، فالمؤتمر العاشر للحزب 2016 كانت النسبة فيه 53٪ .

قدمت انتفاضة تشرين أكثر من 700 شهيد وأكثر من 25 ألف جريح و عشرات المخطوفين، بينهم اعداد ليست قليلة من أعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعي، وهذا الجيل، جيل الاحتجاجات والانتفاضة، الذي عمد كلمته وصوت احتجاجه بالدم،

لا يمكن له الا السعي بمثابرة عالية، في دفع عملية التغيير الى الامام لأجل ( الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد والطائفية السياسية، وتحقيق الوحدة الوطنية وتدشين بناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية) كما حددت وثائق المؤتمر الحادي عشر، حيث كان للشباب حضورهم وصوتهم الفاعل والمطلوب ان يكون دائما، في مؤتمرات الحزب القادمة والنضالات الجماهيرية، لأجل الوطن الحر والشعب السعيد .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here