وادي الارواح / رواية – الفصل السادس

وادي الارواح /رواية-الفصل السادس
ذياب فهد الطائي

في مطار القاهرة جرى كل شيء بيسر ، ضابط الجوازات حاول ان يكون خفيف الدم

قا ل وهو يسلمني الجواز بعد أن ختمه بضربة قوية –قل لبايدن يتركنا بحالنا .

قالها باللغة العربية معتقدا اني لا أعرف ما قاله

قلت – شكرا

ولكني تعمدت أن أقولها بعربية ركيكة ، نظر نحوي باستغراب ، حين رأني أغادر لم يتابعني، ظن إني شكرته لإنجازه ختم الجواز

في الطائرة كان الى جانبي مصري في الستينات من عمره …ونحن نتناول العشاء عرّفني بنفسه بأنه استاذ إدارة الاعمال في جامعة( ساوثرن ميثوديست)، قدم لي شرحا عن مستوى الجامعة وجودة الدراسة فيها ،على نحو شعرت انه يغريني أن التحق بها لدراسة الماجستير….قلت له إني أعرف الجامعة جيدا وما يعاب عليها ان إدارتها كاثوليكية متشددة بعض الشيء ، قال إني اتجنى على الجامعة فهو ارثوذكسي ويدرّس في الجامعة منذ عشر سنوات ….تشاغلت بقراء مجلة الخطوط الجوية المصرية.

كنت افكر اني لم أتجاوز الاسبوع منذ أن تحولت الى الجنس البشري في الكون الأرضي وقد دفعتني الظروف الى ارتكاب خطيأتين فكيف بالانسان العادي الذي يتعرض لضغوط هائلة من أجل كسب العيش طوال عقود من السنين ….وأنا كم سأرتكب من الخطايا …!!!!

إستأذن الرجل الى جانبي ليذهب الى مقاعد فارغة في مؤخرة الطائره لينام ،بدأت أشاهد شاشة التلفاز أمامي …قالت مضيفة هل يمكنني الجلوس الى جانبك …أومأت بالإيجاب …جلست بعد أن نزعت قبعتها ..

-هل ستواصل بعد نيويورك،قالت ذلك على نحو يوحي بأنه كان بيننا حديث سابق قلت- ربما ولكن بعد أسبوع …

قالت- يمكن أن نلتقي !،

لم أرد وتطلعت نحوها ..قالت يسرني التعرف عليك ،أنا ماري وينادوني أصدقائي ري ري …وجدت إن من اللياقة ان أجاملها فقد كانت تتحدث بعفوية.

-اسمي جاكوب ..ولكن لأنه لا أصدقاء لدي فلا أحد يدللني بتحوير اسمي ، كنت أحاول أن أجد جسرا للحديث معها

قالت –إعتبرني أول صديقة لك …هل يروق لك جي جي !!!

قلت-شكرا ..انت لطيفة

– هل تعلم إني أشعر وكأني أعرفك منذ زمن ، ربما في الدراسة الابتدائية أو الثانوية….

-العديد ممن أقايلهم يتهيأ لهم إنهم سبق أن شاهدوني ، شيء ما في ملامحي يوحي لهم بذلك

– كنت أقف مع زميلة لي عند الباب نستقبل المسافرين ، قلت هذا الشاب أعرفه ، ولكني عجزت عن التذكر

-كلنا ابناء حواء وادم ،ويصدف أن نرى شخصا يذكرنا باخر نعرفه وفارقناه

-على اية حال إذا ما توفر لك الوقت في نيورك ، أنا أسهر عادة في نادي بوسا نوفا سفيك في بروكلين … هل اسجل لك العنوان

-لا حاجة فأنا اعرفه ….لقد حضرت حفل التأبين لعازف الكيتار أنتونيو جوبيم في عام 1994 …كنت أمر بالشارع بالصدفة وجذبتني فخافة الاحتفال

-رائع هذا يعني انك من مشجعي الكيتار الذي أعشقه…كم أنا سعيدة لأننا متوافقان …سأعتبر هذا بداية صداقة

– ولم لا !!

حين كنت أقف في الطابور بانتظار ختم جوازي بالدخول فكرت أن أدبر أمر خروجي بعيدا عن الاجراءات الرسمية فانا أعرف المطار جيدا، وحتى من ألأيام الاولى التي بدأ العمل به فقد زرته أكثر من مرة …ولكني قررت أن أغامر بمواجة موظف الجوازات على أن أقترف الخطيئة الثالثة….من بعيد لوحت لي ماري وهي تسحب حقيبتها وابتسامة مشرقة أضاءت وجهها فيما تكورت وجنتاها بحمرة خفيفة .

حين استلم الموظف جوازي وتصفحه بدت على وجهه تقطيبة عابسة

-ماهو عنوان سكنك؟

-مايرتل افنيو 1281 – بروكلين

بدا مرتبكا ، ولكنه ختم الجواز وقدمه لي بتردد….جلست في الكافتيرا قبل باب الخروج وقد شغلتني حالة موظف الجوازات في مطار جي ايف كندي ،طلبت قدح اكسبريسو كبير ، ابتسمت وأنا افكر إني اتصرف تماما مثل رجال الكون الارضي ، أنا أنشغل بتصرفات الاخرين تجاهي وأتابع اعجاب إمرأة بروح ذكورية وأخيرا أطلب القهوة لاتمكن من التركيز في أفكاري

قالت النادلة السوداء المكتنزة :هل يطلب السيد شيئا اخر ؟

أومأت بيدي لا

سيدة كانت تقود كلبا من نوع دوبر مان وضعت على فمة كمامة لتفادي تعرضه لأحد ما فهو سريع الغضب وغير مؤتمن ، توقف الكلب قريبا من طاولتي رافضا التحرك وهو ينظر نحوي بغضب ممزوج بخوف ، لم يستجب لطلب المرأة بالتحرك ،

قالت بشيء من العتاب – ماذا فعلت للكلب ، أرجوك أطلب منه أن يتحرك !

تحولت أنظار بعض الزبائن نحوي فيما توقف عدد من العابرين ينظر باستغراب الى الكلب العنيد

قمت من مقعدي ومسحت على رأسه ،بدا مستسلما وكأنه مرتاح لمداعبتي

قلت له – كن مؤدبا وامشي مع السيدة

خفض رأسه وتحرك ببطء ، بضع فتيات صغيرات مع مجموعة من الصبية جاؤا بمشاهدة مدرسية للمطار، بدأن بالتصفيق فيما وقف الصبية ومعلمتهم يبتسمون ، قالت النادلة السوداء –سيدي قهوتك على حسب المحل

يقال إن لدى الحيوانات حاسة بتوقع التغيرات في الطبيعة ربما أدق من اجهزة الرصد العلمية ….قد تكون هي التي جعلته يتعرف على إني طارئ على الكون الارضي ّ!!!!

السائق الذي كان يقف ليحصل على أحد المسافرين قال-الى أين يريد السيد أن يذهب؟

كان طويل القامة قد حلق شعر رأسه حديثا فبدت جمجمته لامعة ،انحنى بأدب وهو يفتح الباب

حين جلس وراء المقود عدل وضع المراة امامه لأكون أمام عينيه ،

قال –نعم

-حسنا ليس لدي عنوان ، ولكني أرغب في فندق صغير وهادئ ونظيف

– حسنا سيدي ولكنه بعيد بعض الشيء عن مركز نيويورك

-لابأس

-و بسبب الخدمة التي يقدمها فأجوره ليست رخيصة ….السيد قادم من أي بلد

-بالنسبة للاجور لن افاصل بالموضوع ،أما مجيئي فمن مصر

-واو

– هل سبق لك ان زرتها

– لا فأنا لم أخرج من نيو يورك ….هل تعلم سيدي اني أراها كل العالم …في كل حي هناك تقاليد وعادات خاصة وبشر مختلف ، وحين أجد فراغا فاني أختار أحد الاحياء لأسهر فيه.

كان ينظر نحوي في المراة وكأنه يراقب وقع كلامه عليّ،بدأت أشك انه من جهات أمنية وهو يحاول أن يستدرجني ، وجدت إنه مجرد ثرثار

قلت –أرى ان الفندق بعيد

-في الحقيقة هو لايبعد اكثر من خمسة وعشرين كيلومترا، ولكن الشوارع تشهد اختناقا يؤدي الى التأخير …هذه هي نيويورك وعليك أن تتعود ، حين خرجنا الى طريق فرعي تملأ فضاءه خضرة تومض بانسكاب اشعة الانوار الكهربائية المبهرة ،انحرف الى يمين الشارع وتوقف ….

-قبل ان نصل الى الفندق أود أن أعرفك بنفسي ، فأنت لم تعد ماكان …انت من سكان الكون الارضي …وهم كما تعلم يملكون مواهب محدودة …كل ما يملكوه اليوم كنا نعرفه قبلهم ..,

لم أشأ أن اقول لقد عرفتك …إنتظرت وأنا اتطلع اليه بحيرة …ماذا يريد ؟ ولأية غاية يقدم لي المساعدات ؟كنت أرغب أن أعيش تجربتي بحرية وأن أواجة مشاكلي وأبحث عن حلولها …صحيح أني أفتقد التجربة التي يكتسبها الانسان منذ أن يعي موقعه في الحياة ، ولكني أملك تصورا تراكم عبر مئات الالاف من السنين وملايين الزيارات للكون الأرضي.

-حسنا لقد عرفت … انا اشعر تجاهك بشيء من المودة فقد كنت رئيسك لفترة طويلة من الزمن وأنا أعرف عنك كل شيء ،كما أعتقد إنك تعرفني جيدا ، صدقني أنا لا أرغب بإغوائك ، إنه التزام موقف أخلاقي أو وفقا للحالة التي نحن عليه …أدبي

-لا أرغب في مواصلة الحوار ،أرجو أن توصلني للفندق وأن تتركني بحالي ، وأن لايتابعني صبيانك

ابتسم وقال- ها انت تغير لهجتك ، على أية حال أنت بدون هوية ولم يتبق لديك الكثير من المال ، أحد أبنائي صديق شخصي لرئس المافيا في نيورك والساحل الشرقي ويمكن أن يحصل لك على بطاقة شخصية وأن يجد لك عملا لتمارس حياة عادية وتستكمل تجربتك ….من يعرف ربما تستفيد منها

-شكرا سأواصل حياتي بمعرفتي وبما املك من امكانيات حباني بها القدير

– لن أناقشك …فكر أولا بما أعرضه عليك وتذكر ثانيا إن الذين اعتمدوا على القدير كان نصيبهم القتل !!!!

استدار نحو المقود وتابع السير.

قضيت الصباح ممدا على أريكة مريحة وتناولت كاسا من شراب الرمان وقطعة كيك مطعمة بالدارسين ، ظهرا خرجت لشراء بعض الكتب ،وفي الاعلانات عن الاكثر مبيعا وجدت العديد منها إما يبحث في حياة أناس يملكون مواهب خارقة أو تتحدث عن القتل والتشويه والانتقام ، فسّرت ذلك بانه محاولة للتعويض والهروب واللجوء الى أحلام تنقلهم الى واقع اخر يعيشون فيه انتصارات على قوى مرعبة ،يجعلهم هذا في حالة نشوة ، فكرت إن الهروب ليس فقط عبر المخدرات أو احتيال الكهنة ولكن عبر الأدب أيضا .

تناولت ثلاث مجلات ودفعت قيمتها ثم عدت الى الفندق، قالت موظفة مكتب الاستقبال–هل ستتعشى معنا ؟

-بعد قليل ساذهب للشا رع الخامس وقد اتأخر في بروكلين،ارجو ان تطلبي تاكسي في الساعة الرابعة رجاء

-حاضر

في الشارع الخامس كنت أحاول ان أتعرف كيف يتعامل أبناء الطبقة المترفة …ماهي مشترياتهم …كانت المحلات الكبيرة مملوكة ليهود وهم عموما يتمتعون بخبرة في استكشاف الزبون وقدرتهم على الاقناع مدهشة ….بالمقابل على المنعطفات مروجو المخدرات والحبوب الزرقاء وانواع من الاسلحة البيضاء والعطور المزورة …ومعظمهم من ذوي البشرة السمراء،جلست في مقهى شرقي في أحد الشوارع المتفرعة عن الشارع الخامس …أمام المقهى صالة للتزلج يرتادها المراهقون عادة …عند الباب كان بضعة شباب يحاولون بيع حبوب الهلوسة ….النادل نظر نحوي وقال وهو يضع القهوة امامي

–هل يحتاج السيد شيئا أخر ؟

-لا

– إذا احتجت الى رفقة يمكن أن أدعو الفتاة ذات التسريحة الولادي عند الشباك

-شكرا لدي موعد وسأغادر قريبا

تركني وعاد ليجلب بعض الطلبات للزبائن ….كيف افكر ماذا سأعمل ؟ وكيف سأدبر أمور حياتي ؟ وبأي اتجاه أنا سائر …ليس لدي أية أوراق رسمية ، وليس لدي شهادة دراسية أو شهادة خبرة في عمل ما ، بالتأكيد لن أتورط بأية أعمال مخالفة للقانون أو تدخل في باب الخطيئة ….يكفي إني ارتكبت ثلاث خطايا وأنا بعد في الشهر الاول ،…..قررت أن اترك بحث الإجابة الى الغد وان أذهب الى نادي بوسا نوفا سفيك….في ذهني أنه ربما سالتقي بماري …قلت لسائق التاكسي الذي أوقفته بعد اربع سيارات مرت أمامي بهدف التأكد إني لن أتورط ثانية مع ابليس،

-مارتي أفنيو بروكلين رجاء

لم يلتف نحوي ، تقدم حوالي ثلاث مئة متر ثم استدار، دوى انفجار صاخب في اسفل الشارع رقم خمسة ومباشرة فتحت السماء أبوابها لتصب أنهارا من الماء الدافق بقوة ولم تعد الرؤية ممكنة ، توقف السائق عند الرصيف وأحكم اغلاق الابواب

-القوة والمجد ليسوع

رسم علامة التثليث وهو يغمض عينيه بخشوع ،أخترق جلبة المطر صوت أذان المغرب من مسجد قريب ،سألت نفسي هل سيحضر أحد، في الأيام العادية يدخلون دور العبادة يفكرون بما يشغلهم لقضاء الوقت وهم يتعبدون ،

-قطعا نحن نسير الى النهاية !!! قال السائق دون أن يلتفت نحوي

رفعت نظري الى السماء التي غطتها غيوم داكنة تصب المطر وكأنه مجرى متصل ،طوال عملي في الكون الارضي لم استطع أن اتطلع نحو السماء فقد كان لدي عمل حتى في أعشار الثانية الواحدة ، واليوم تبتعد السماء وتختفي لوحة الابداع ( للقدير ) ، كنت اشتهي أن أرى النجوم وهي تعبر الكون بشريط ناري متصل .

خف المطر فتحرك السائق الى بروكلين

كان المبنى مزينا بمئات المصابيح الملونة وعلى امتداد حوالي عشرة امتار واجهة زجاجية مثبت وراءها ستة رفوف صفّت فوقها قنان لمجموعات متميزة من المشروبات الكحولية تكشفها إضاءة مبهرة ليتوقف عندها المارة ، وينبعث من الباب الرئيس صوت عزف على الكيتار …كانت المقطوعة الناعمة( لريلكس دي) ، وكان هذا استثناء ،لأن النادي يعزف للموسيقيين الذين عملوا فيه عادة ،

توقف المطر وطويت المظلات المطرية وبدا الشارع نظيفا يلتمع تحت الاضاءة الكهربائية ووجوه المارة أكثر استرخاء ،رغم تكرر انقلابات الطبيعة في حالات عاصفة الا أن الانسان يشعر بالضعف أو بالأحرى يكتشف أنه ضعيف فيلجأ (للقدير ) ،عند باب النادي كان شخصان يقفان كل على جهة يتفحصان الداخلين ويقومان بتفتيشهم خشية حملهم اسلحة نارية،الممر المؤدي الى الصاله كان من الزجاج المعتم، وعلى جانبي الممر علقت على الجانب الأيسر صور الرجل الذي افتتح النادي ثم مجموعة صور لكبار الموسيقيين الذي احيوا الحفلات لاكثر من خمسين سنة، على الجانب الأيمن صور المغنيات اللواتي يشتركن في الحفل اليومي.

حين فتحت الباب الداخلي فوجئت بمساحة القاعة وبعدد الراقصين وبالصخب السائد، واضح ان هؤلاء لا يتذكرون (القدير ) ، بعيدون عن انبيائهم ، تتمكن منهم مشاعر حماسية، فكرت إن ابليس يقوم بمهمة سهلة ،وقد تكون الخطيئة مسألة نسبية ،أو أن الصواب محجوب بعازل بلاستيكي غير مرئي…اصدمت بفتاة كانت مسرعة وهي تحمل كأسي مشروب ، تسبب ذلك بتعثرها وانسكاب المشروب على فستانها الساتان الازرق ، وقفت قبالتي وهي مغيضة وشتمت ببذاءة ،

قلت – سيدتي أسف واقدم اعتذاري وسأشتري لك مشروبا جديدا وأعوضك عن الفستان ،

هزت رأسها وهي تمط شفتيها

– لا حاجة لذلك يبدو إني كنت عجلة

-حسنا دعيني اعوضك المشروب

-اتبعني

قالتها بلهجة جازمة وكأنها معتادة على إصدار الأوامر،

قلت لرجل الكاونتر

-اعط السيدة ما تطلبه

-سبعة دولارات وخمس وسبعون سنتا

الصالة مزدانة بمصابيح ملونة ما تنفّك تومض على نحو يثير حماسة الراقصين ، كانت ايديهم تلوح عاليا ولكن بغير انتظام او توافق مما يعني إن اللحن الصاخب والراقص تختلف فية الاستجابة عند كل منهم …كان ما يجري لوحة للفوضى المنظمة …..كيف أتوقع رؤية ماري !!! …ثلاث شياطين كانوا يهتزون طربا وهم يتطلعون الى اللوحة الغريبة…

قلت لإبليس :ألا يكفيك مطاردة ابناء أدم ،

قال- ما زال الرهان مستمرا !!!…هل تسمح ان اعطيك نصيحة ؟

-لا …قلتها بشكل جازم

-حسنا من حقك ألا تثق بي ولكني في الحقيقة أود أن أسهل عليك مهمة العثور على ماري….أنت تعتقد إني سعيد بهذا الرهان….أنت تعلم إنه كان بأمر (القدير ) ثم قل لي كيف يكون الرهان متاوزنا مع انتقام( القدير) من كل الذين يمنحوني ثقتهم ….انه يدمر مدنهم ويهلك حرثهم في الدنيا وقبل النفخ في الصور … قوم لوط ، عاد وثمود ، هل ترى في هذا عدلا؟

– لآ أرغب في هذا الحوار لأنه ببساطة عقيم فاغرب عن وجهي

– سأغرب وستظل أنت تأكلك الحيرة

توقفت موسيقى الجاز الصاخبة وانقطع ترديد البوق بأنغامه العالية الحادة ،

وقف على المسرح شاب بدا مرحا وهو يلوح بيديه ليجلب انتاه الراقصين، تطلع نحوه الجميع

-صديقاتي أصدقائي شباب نيويورك الرائع ، الليلة سنشارك جميعا في توجيه تحية اكبار واعتزاز الى ابرز الموسيقيين الذين عملوا في نادينا وطوروا مستوى الأغاني والاداء عبر مقطوعاته الموسيقية على الكيتار المبدع……روبرتو باول دي اكينو والذي تحل اليوم ذكرى وفاته الواحدة والعشرين ، وبهذه المناسبة ستعزف فرقة النادي مقطوعته الشهيرة (رياح منعشة )….ما نرجوه … شبابنا الرائع هو الاستماع بهدوء إكراما لهذه الذكرى ….صدقوني لن نأخذ منكم أكثر من خمس دقائق .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here