الغنوشي تسبب بحل البرلمان

الغنوشي تسبب بحل البرلمان، نعيم الهاشمي الخفاجي

خلال متابعاتي لتصرفات الشيخ راشد الغنوشي طيلة ثلاثين عاما، وجدت أن هذا الشيخ يتصرف تصرفات سيئة، انسان انتهازي، وصولي، ليس صاحب كلمة، خانع للريال والدولار الخليجي، بزمن المعارضة لنظام صدام جرذ العوجة كانت لديه علاقات جيدة مع زعيم حزب الدعوة ابراهيم الجعفري، في كل عام يذهب شيخ راشد الغنوشي إلى طهران يقيم بها أسبوع لحضور اسبوع الوحدة الاسلامية، عندما انطلق البث الفضائي، أحد أعضاء حركة النهضة محمد الحامدي الهاشمي فتح قناة فضائية بتمويل سعودي أسماها المستقلة، فتح حوارات مذهبية، ما بين شيوخ وهابية وشيوخ شيعة بتقصد محمد الهاشمي الحامدي في إحضار شخصيات هزيلة، حصر الحوار السني الشيعي مع الوهابية فقط ولم يحضر شيوخ سنة من المذاهب السنية الاخرى، اتذكر تم الطلب من محمد الهاشمي الحامدي إحضار شخصية سنية من غير الوهابية لمناظرة الضيف الشيعي، تم اختيار راشد الغنوشي، وافق شيخ راشد لحضور الحوار، لكن الذي حدث عندما وصل إلى استوديو القناة رفض الدخول لأنه غير مستعد يقول أن الشيعة مذهب من مذاهب الإسلام رغم ذهابه كل عام إلى طهران لحضور مؤتمر الوحدة الإسلامية.

بعد سقوط نظام صدام الجرذ كشف عن حقيقته الطائفية، وادلى بدلوه في التحريض على شيعة العراق، عندما حدثت مسرحية الربيع، وصل الإخوان من خلال حركة النهضة إلى الحكم في تونس، وقف مع العصابات الإرهابية لحرق الشعب السوري، سمح الى آلاف الإرهابيين من تونس في الذهاب إلى سوريا ومن كلا الجنسين، استهدف قادة الأحزاب اليسارية والعلمانية من خلال تحريك احبائه من بعض المتطرفين الوهابية في اغتيال قادة اليسار في تونس، ترأس الشيخ راشد البرلمان التونسي وشرع قوانين تشجع على الفساد، دخل بصراعات مع كل رؤساء تونس بعد حقبة بن علي، ساند حرب السعودية ضد الشعب اليمني وللاسف مساندة الغنوشي لحرب اليمن أيضا من منطلق طائفي، عندما وصل بن سعيد للحكم استعان بالشعب لكي يسقط حكومة الإخوان وتعطيل برلمان الغنوشي، مطالب الرئيس بن سعيد تطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين، واعادة السلم المجتمعي للشعب التونسي، بعد تجميد البرلمان من قبل بن سعيد، الغنوشي جرب حظه في دعوة الشعب للتصدي للانقلاب لكن الذي حدث جماهير تونسية قامت بحرق مقرات حركة النهضة، قبل عدة ايام الغنوشي عمل اجتماع للبرلمان المجمد عبر الإنترنت، حال عقد الغنوشي لاجتماع البرلمان عبر الإنترنت، بن سعيد اتخذ قرار في حل البرلمان واعتبر الاجتماع خطر يهدد التعايش السلمي للشعب التونسي، ووصف الرئيس التونسي لجلسة البرلمان التي عملها الغنوشي والتي تحمل اسم التحدي لقرار التجميد بأنه «انقلاب لا شرعية له على الإطلاق.. إنهم يتلاعبون بمؤسسات الدولة». هذا تصريح الرئيس قيس سعيد بعد اجتماع البرلمان الافتراضي والتحدي لقرار الرئيس التونسي بتجميد أعماله، القضاء التونسي من خلال وكيل الدولة بمحكمة الاستئناف فتح تحقيقاً بتهمة التآمر على أمن الدولة وتكوين وفاق إجرامي.

حل البرلمان جاء استناداً إلى الفصل 72 من الدستور وينص على أن «رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة، ورمز وحدتها، يضمن استقلالها واستمراريتها، ويسهر على احترام الدستور»، مادة يسهر على احترام الدستور فسرها المفسرين للنص إنه يقع تحت بند أن رئيس الدولة هو الذي يحفظ وحدة الدولة واستمرارها واستقرارها، وحيث إن ما حدث تم تفسيره على أنه محاولة انقلاب لحركة النهضة من خلال استخدام مؤسسات الدولة مثل البرلمان، حيث كان الحضور أغلبهم من النهضة، مما وصف بأنه تلاعب بمؤسسات الدولة، الأمر الذي استوجب تدخل رئيس الدولة لحماية المؤسسات، استناداً إلى الفصل 72 باعتبار أن الخطر هو التآمر على أمن الدولة وأن قرارات مجلس النواب المنحل محاولة انقلابية.

ماقام به زعيم النهضة راشد الغنوشي في تنظيم هذا الاجتماع الذي نصحه به طيب أردوغان كان بلا شك الانقلاب على قرارات الرئيس وذلك باجتماع البرلمان المجمد، ولو من خلال جلسة افتراضية عبر تقنية الفيديو، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، الأمر الذي اعتبره الرئيس قيس سعيد وآخرون محاولة انقلاب على السلطة، بل ويهدد السلم المجتمعي، ويجعل تونس على شفا جرف هار من الحرب الأهلية.

الغنوشي هو نسخة مكررة إلى جشع الحركات الإسلامية الإخوانية في محاولة السيطرة على القرار السياسي في اسم الديمقراطية وهم بعيدون عنها كل البعد، الفكر الإخواني يرى الديمقراطية مصطلح غربي صليبي ليس من الإسلام وعليه مقاومته، الغنوشي، يرى نفسه أكبر من الجميع، بل يرى نفسه خليفة الشعب التونسي وعليهم اطاعته، فهو يرى نفسه أكبر من منصب رئيس للبرلمان، حاول الغنوشي من خلال ترأسه للبرلمان رغم بلوغه سن الثمانين عاما فرصة له إلى انتزاع بعض اختصاصات رئيس الجمهورية ومنها التمثيل الخارجي، ومحاولاته المتكررة لممارسة ما عرف بـ«الرئاسة الموازية».

حركة النهضة تفكر بمنطق إقامة دولة الخلافة من تونس إلى جاكرتا، الغنوشي يرى أردوغان هو خليفة العالم الإسلامي وإن تصهين، حركة النهضة تفتقد للهوية المحلية التونسية، تتبع إلى حركة الإخوان وتعتبر حركة النهضة الشيخ طيب أردوغان هو الخليفة الذي يجب اطاعته،

طبيعة الإخوان يمتاز يمتازون في كثرة الحديث والبكاء على هدم الخلافة العثمانية الاسلامية، وشر البلية مايضحك أن العالم الإسلامي العربي السني تعاون مع القوات البريطانية والفرنسية من خلال شريف مكة شريف علي ومعه كل الضباط والقادة والزعماء وشيوخ القبائل العربية السنية للتعاون مع القوات البريطانية والفرنسية الغازية للجزيرة العربية والعراق وسوريا، من أسقط دولة الخلافة العرب وبالذات المسلمين السنة دون غيرهم، الشيعة ورغم تعرضهم للظلم والاضطهاد قاتلوا لجانب الدولة العثمانية، ربما هناك من يعتبر كلامي غير صحيح لأنه توجد اسماء شخصيات سنية قاتلت الاستعمار، أقول لهؤلاء الإخوة الكرام تعالوا نبحث فترة الحرب العالمية الأولى من عام ١٩١٤ إلى عام ١٩١٧ بالتأكيد حقبة بكائية مؤلمة لم تجد أي ذكر إلى قيادات وزعامات عربية سنية قاومت الاحتلال البريطاني والفرنسي، فقط انفرد الشيعة بمقاومة قوات الاحتلال ومعهم الدروز والعلوية في الشام، لكن بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بريطانيا وفرنسا دعمت عملائها لعمل استقلال دول عربية، لذلك ظهرت بالساحة العربية شخصيات سنية تقاوم ليس إلى إقامة مملكة للعرب مثل ما اتفق العميل شريف مكة مع الإنجليز وإنما إلى ولادة دول عربية شكلها مستقل، ضرطة ضاري سرقت من الشيعة مقاومة الاحتلال بالحرب العالمية الأولى وثورة العشرين، عندما نقرأ عن شخصيات عربية يتم تقديمهم قاموا المحتل في الحقيقة هؤلاء قاتلوا من أجل تثبيت حدود اتفاقية سايكسبيكو وليس إلى إقامة مملكة موحدة للعرب.

بكل الأحوال تونس اليوم خرجت من قبضة الإخوان، سوف يتم إجراء انتخابات عامة تكون الغلبة إلى قيس بن سعيد، ويسمح بن سعيد إلى الإخوان بالعيش في تونس بسلام لكن ليسوا من يحكمون الدولة التونسية.

في الختام اليوم السابع من نيسان وهو يوم حزين بتاريخ الشعب العراقي، حيث استطاعت الماسونية تجنيد ميشيل عفلق لكي يؤسس لنا حزب البعث الفاشي لاضلال أبناء العرب والمسلمين، وكذلك الماسونية دعمت بطرق غير مباشرة وليس بالضرورة بشكل مباشر لتأسيس أحزاب إسلامية بعد الحرب العالمية مثل ما أسس الاستعمار الوهابية لتنفيذ مخططات الاستعمار.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

7/4/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here