شيطنة روسيا في الإعلام السويدي.. لمصلحة من؟!

شيطنة روسيا في الإعلام السويدي.. لمصلحة من؟!

إيهاب مقبل

للوهلة الأولى، ولدى دخولك لقراءة الصحف السويدية، تشعر أنك دخلت إلى ساحة حرب، حيث الأبواق الداعية لقتل الروس، وسيوف التضليل الإعلامي المُباشر وغير المُباشر الذي لم يسبق له مثيل إلا عندما دعمت السويد الولايات المتحدة في غزو العراق عام 2003، وذلك عِبر شيطنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وتصويرها أمريكا ضمنيًا بأنها «المسيح المُخلص».

وزعمت الحكومة السويدية في الثاني من مارس أذار الماضي 2022، إختراق أربعة طائرات روسية لمجالها الجوي شرق جزيرة غوتلاند، ولكن هذه المزاعم لم تحضى بإهتمام واسع لدى الجمهور المحلي، لتخرج لنا الصحافة السويدية مؤخرًا وهي زاعمةً بأن أثنتين من هذه الطائرات تحمل أسلحة نووية!

في الواقع، لا توجد أدلة تُثبت إختراق الطائرات الروسية المجال الجوي السويدي، كما لا توجد أدلة تُثبت بأن أثنتين من هذه الطائرات «إذ وجدت»، تحمل أسلحة نووية.

يقول أندرياس هورنيدال، رئيس الأبحاث في الأسلحة المحمولة جوًا في وكالة أبحاث الدفاع السويدية، مُعلقًا على الأخبار في الصحافة السويدية، بإن «الأخبار نفسها ليس لها مصدر واضح حتى الآن».

ويضيف هورنيدال لصحيفة اكسبريسن السويدية بالقول: «تقييمي للصور التي نشرتها القوات المسلحة، والتي كانت في حد ذاتها منخفضة الدقة، أن الطائرة بدت غير مسلحة بالكامل».

ويُعتبر هذا إعتراف واضح وخطير من خبير متخصص في الأسلحة المحمولة جوًا، وهو يُشير ضمنيًا إلى وجود حملة تضليل مباشرة في الإعلام المحلي والغربي تهدف إلى شيطنة روسيا.

وعادةً يستخدم الإعلام السويدي «التضليل المُباشرة» ضد الجهات التي يعتبرها معادية لصناعة التأييد المحلي للسياسيين، مما يعني تقديمه معلومات مُركبة للجمهور بطريقةٍ مُباشرةٍ كجز من حملات التضليل المُفتعلة ضد هذه الجهات.

وكذلك يمكن ملاحظة إستخدام الإعلام السويدي «التضليل غير المباشر» ضد روسيا، مما يعني تقديمه معلومات مُركبة للجمهور بطريقة غير مباشرة كجزء من حملة التضليل المُفتعلة ضدها، ومثال على ذلك ترويجه بصورة غير مُباشرة قبل نحو شهر على أن السفارة الروسية في ستوكهولم مركزًا للتجسس على السويد، ليأتي قرار الحكومة السويدية أول أمس الثلاثاء بطرد ثلاثة دبلوماسيين روس دون أسباب واضحة، ولكن الجمهور السويدي يعتقد ضمنيًا بأنهم جواسيس كجزء من نتائج حملة التضليل غير المباشرة ضد السفارة.

وزيادةً على ذلك، تستخدم وسائل الإعلام السويدية طرقًا متنوعة آخرى في العبث بالحقائقِ والإستنتاجاتِ فيما يتعلق بروسيا، منها «إظهار وإخفاء المعلومات»، أي إظهار ما هو في مصلحة السياسة المحلية، وإخفاء ما يخالفها، فعلى سبيل المثال يُصور الإعلام السويدي إنتصارات زائفة للقوات الأوكرانية والمرتزقة السويديين على القوات الروسية في أوكرانيا، بينما في الواقعِ تكبد الجيش الأوكراني خسائر فادحة في قدراته البحرية والجوية، في حين فرَ معظم المرتزقة السويديين من ساحات القتال عائدين لديارهم السويد خوفًا من القصف الروسي على معسكراتهم في أوكرانيا.

في الواقع، لدى الإتحاد الروسي خطة عسكرية للدفاع عن نفسه في حالة وصوله إلى نقطة الصفر في علاقته مع الكيان الأوروبي، وهي تتمثل بإجتياح أوربا الغربية والسيطرة على العاصمة الفرنسية باريس في غضون 72 ساعة فقط.

إما السويد نفسها، فهي أصغر بكثير من حجم روسيا وقدراتها، ولن تصمد أكثر من أسبوع واحد كما قالَ سفيركر غورانسون، القائد الأعلى السابق للقوات المسلحة السويدية، لوسائل الإعلام السويدية في فبراير شباط عام 2013: «السويد ستكون قادرة على مواجهة الأعداء الغزاة لمدة أسبوع واحد فقط».

ويُعد هذا اعترافًا واقعيًا من قبل ضابط عسكري رفيع المستوى أمام الجمهور السويدي، وهو يُشير بوضوح إلى القدرة الضعيفة للجيش السويدي في التصدي لـ«هجوم روسي» مُحتمل. ولذلك ينبغي على السويد أن تحترم الجيران الروس وقدراتهم، وأن لا تحشر أنفها في ساحة معركة الناتو ضدهم، فيكفي على السويد أنها صرفت أكثر من 80 مليون كرون سويدي/ 8 ملايين دولار أمريكي/ 700 مليار روبل روسي للبحث عن الغواصة الروسية المختبئة في أعماق مياه الجزر المحيطة بستوكهولم ولم يجدوا الغواصة أبدًا.

إنتهى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here