في يوم الصحة العالمي .. الجيش الأبيض يحارب في مستشفيات متهالكة

يوم الصحة العالمي

بغداد ـ محمد التميمي

لا يزال القطاع الصحي في البلاد يعاني من مشكلات كثيرة لخصها أطباء ونقابيون، فلم تتم معالجة تخلف هذا القطاع المهم، من خلال تطوير بناه التحتية التي أصبحت متهالكة، وبعضها غير صالح للاستخدام، طوال عقود مضت.

وتتجدد مطالبات المعنيين بالشأن الصحي للقوى السياسية بضرورة ابعاد هذا القطاع عن التحاصص وتقسيم المغانم بين قوى السلطة المتنفذة.

وفي اليوم العالمي للصحة الذي يصادف اليوم الخميس، تقول منظمة الصحة العالمية في بيان نشر على موقعها الالكتروني: “هل بمقدورنا أن نتصوّر من جديد عالماً يُتاح فيه الهواء النقي والماء والغذاء للجميع؟ وتركّز فيه الاقتصادات على الصحّة والرفاه؟ وتكون فيه المدن صالحة للعيش؟ ويسيطر فيه الناس على صحّتهم وصحّة الكوكب؟”.

تهنئة للجيش الأبيض

وهنّأ المتحدث باسم وزارة الصحة، الدكتور سيف البدر، أبطال الجيش الأبيض في مناسبة اليوم العالمي للصحة، وهم يؤدون دورهم البارز، بكل تفانٍ لحماية المواطنين.

يقول البدر في تصريح خصّ به “طريق الشعب”: ان وزارته “تبذل جهودا غير قليلة، في مواجهة فيروس كورونا، على الرغم من التحديات الكثيرة، بخاصة تلك التي تتعلق بمحدودية الإمكانيات المادية”، مشيرا الى ان “الموجة الوبائية الرابعة في انحسار مستمر، وان جميع المؤشرات الوبائية جيدة، لكن بشكل نسبي”.

ويضيف المتحدث ان الوزارة “مستمرة في إجراءاتها التشخيصية والعلاجية، وهي على اتم الاستعداد للتعامل مع أي متغير في حال ظهور اي متحور جديد”، داعيا المواطنين الى “استمرار الالتزام بالإجراءات الوقائية الصحية، تجنبا لاصابتهم بفيروس كورونا”.

70 في المائة من الأدوية غير صالحة

ويعزو الدكتور فلاح العزاوي المتخصص بالأمراض القلبية، تدني الوضع الصحي الى أسباب عدة، أهمها: “تفشي الفساد وضعف القيادات الإدارية التي تقود القطاع الصحي”.

ويقول العزاوي في حديثه لـ “طريق الشعب”، ان الكوادر العلمية الطبية العراقية “تضاهي الموجودة في دول منطقة الشرق الأوسط. والدليل انه في كل مؤتمرات العالم يكون الأطباء العراقيون متميزين في بحوثهم وطرحهم”، بينما لا يحظون بأي اهتمام من قبل الحكومة ووزارة الصحة، بحسب العزاوي.

ويجد لعزاوي أن البلاد بحاجة الى نظام صحي جديد بسبب ان “نقص وتهالك البنية التحتية، وغياب المستلزمات والادوية والأجهزة الطبية، كما أنه لم يتم تفعيل التأمين الصحي، الذي توقف لأسباب سياسية”.

ويلفت الى ان “ 70 في المائة من الادوية التي دخل للبلد غير صالح للاستهلاك البشري او مغير مفحوصة او ليست ضمن المواصفات المطلوبة كدواء للإنسان”.

“مشكلتنا”.. من يحلها؟

فيما عد الدكتور زهير العبودي ـ اختصاص الباطنية والقلبية ـ أن مبادرات تخفيض اجور الكشفيات الطبية وغيرها من قبل الأطباء “مبادرات محدودة ولا تحل مشكلة”.

ويشير العبودي الى أن “مشكلتنا أكبر. نحن نفتقر للكوادر الصحية، والخبرات التمريضية، والمستشفيات والاجهزة الضرورية وغير ذلك “.

ويرى العبودي أن أبرز مشكلات القطاع الصحي ما يتعلق بشح الادوية: “نلاحظ ان المستشفيات الحكومية تعاني الى الان من عدم التطوير، فالخراب العام موجود في جميع مؤسسات الدولة، وبضمنها القطاع الصحي، والذي هو اهم قطاع”.

ويدعو الى “ثورة تنظيمية واعادة تقييم لكل المفاصل الادارية والطبية في البلاد؛ فالنظام الصحي الى الان ومنذ زمان لم يتطور، وبقي كما هو وخصوصا القطاع الحكومي”.

وينبه الى ان “رئيس وزراء سابق لا يمكن اجراء عملية له في مستشفى حكومي، وجرى تسفيره الى خارج البلد، لاجراء عملية بسيطة” في اشارة الى رئيس الوزراء الاسبق إياد علاوي.

ويرهن العبودي تدهور القطاع الصحي بالبلاد بـ”المحسوبية والفساد”، مشددا على ضرورة “الاخذ بنظر الاعتبار ان وزارة الصحة هي للجميع: وزارة خدمية وفوق كل الانتماءات والطائفية”.

ابعدوا الصحة عن المحاصصة

من جهته، يقول نقيب التمريض في العراق فراس علي لـ”طريق الشعب”، ان “البنى التحتية للقطاع الصحي، لا تتناسب اليوم مع الزيادة السكانية الحاصلة. وبالتالي كل مؤسسات الصحة بالعراق تعاني عند تقديم الخدمات داخل هذه المؤسسات”.

ويقول النقيب ان “ البنى التحتية لمؤسساتنا الصحية تعتبر متهالكة، وبعضها لا يصلح للاستخدام”، مؤكدا الحاجة الى “مواكبة التطور العالمي الموجود، ونحن كتمريضيين نسعى الى تطوير التمريض وتقديم خدمة جيدة للمواطنين”.

ويلخص فراس علي عملية النهوض بالقطاع الصحي، بـ”معالجة القضية الإدارية والبيروقراطية، مع ضرورة اشراك جميع المتخصصين بالقضايا الصحية في اتخاذ القرارات المهمة، وان لا يكون القرار صادرا من قبل اشخاص غير مختصين”.

وفي ختام حديثه، وجه نقيب تمريض العراق، رسالة الى السلطتين التشريعية والتنفيذية قائلا: ان “الصحة متعلقة بالخدمة وحياة الانسان، فيجب ابعاد هذا القطاع عن المزايدات والمساومات والتحاصص وكل ما يؤثر على حياة المواطن”.

************

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here