الشيخ نهرو والصحابة والطريقة الصوفية الكَسْنَزانية !

مير عقراوي / كاتب بالشؤون الإسلامية والكردستانية

مقدمة موجزة : نشر في اليوتيوب خلال الفترة الماضية مقطع فيديو مُسرَّب من خمسة دقائق عن نهرو محمد شيخ الطريقة الصوفية القادرية الكسنزانية الكردية . في هذا الفيديو يتحدث الشيخ نهرو محمد الى جمع من دروايشه من الكرد والعرب عن الصحابة وطريقتهم الصوفية وآنحدارها [ الديني ] ، كما إنه يجيب في المقطع المذكور على أسئلة دروايشه ويُوجه اليهم إرشاداته ونصائحه . يبدو من مقطع الفيديو إن الشيخ نهرو كان قد تحدث أكثر حول المواضيع المذكورة .

بما إن الشيخ نهرو قد أساء في مقطع الفيديو الى عظماء الصحابة لرسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام – بشكل عام مُستثنياً علياً وأهله ، كما إنه آستهان بمقامهم العظيم على الصعيد القرآني والنبوي والتاريخي رأينا من الضرورة ترجمة مقطع الفيديو من اللغة الكردية الى اللغة العربية ، ومن ثَم نقد ودحض ما تحدث به الشيخ نهرو محمد وبيان ما وقع فيه من أخطاء حول الحديث النبوي واللغة العربية وإبطال ما زعمه وبيان فساد عقيدته وأقاويله . مضافاً التحدث بإيجاز عن الطريقة الصوفية القادرية الكسنزانية ومعتقداتها وأفكارها التي تتناقض مع الإسلام ، كل التناقض وبصورة مباشرة ، وذلك وفقاً لمشايخها ومصادرها ، مع التطرق بآختصار عن الشيخ نهرو محمد .

نص الترجمة العربية لمقطع الفيديو لشيخ الطريقة الكسنزانية الصوفية نهرو محمد كما هو ، فقال :

[ لا يوجد حديث عن معاوية حول هذه المسائل في الطريقة ، ولا ينبغي للصوفي أن يشغل نفسه بهم ، فالصوفيُّ له محمد وعلي وكفى ، وبعدهما السيد عبدالقادر ، ولا يوجد صحابيٌّ آخرٌ لنا . أنا لأجلكم أذكر هذا الإسم ، فهؤلاء هم طلقاءٌ ولا علاقة لهم بديننا وبعقيدتنا ، وأيُّ شخص يتبعهم لامكان له عندنا .

فالذي لا يحبُّ عليَّاً نحن لا نريده ، ومن كان لعلٍّي فهو منا . هذا عبدالقادر الجيلاني ، هذا الملك كَسْنَزان ، وهذا السلطان . لذا لا أريد أن أسمع هذا النقاش من مُتصوِّفي الكسنزان الى يوم القيامة ، فالذي يُخالف هو مَنْ يتحمَّلُ المسؤولية ، فوالله سوف أقمعه حتى يوم القيامة بحيث لايتمكن الوقوف ، وأيَّ شخص يرى نفسه رجلاً فليتحدى .

إن الصوفي له إرتباط بمرشده ولا تفسحوا المجال للفتنة ، ولا تفسحوا المجال لهؤلاء الساقطين بأيِّ شكل أن يلتفوا حولكم ، فنحن جئنا رحمة لأمة محمد وليس السير بهم نحو الضلالة . هؤلاء هم أعداء الإسلام ولم يكونوا مسلمين قط ، ويقول النبي هؤلاء هم ملوك ، هم ملوك العرب ، وهم ليسوا بصحابة ، وأنت تأت الآن وتفرضه عليه . فالذي لا يفهم الدين عليه بدراسته ، إن ديننا ليس له علاقة بهذه الأشياء ، وإن عقيدتنا ليست لها علاقة بهذه الأشياء القذرة .

إن العقيدة الصوفية ، هي عقيدة طاهرة ونزيهة فهي جاءت من الحضرة الى مُرشدنا وسوف تستمر الى يوم القيامة . إن كل طريق فيها غبار ، لكن طريقتكم هي المصدر والأساس ، وإن طريقتكم هي البحر المُشرَّع لكم فآغرفوا وآستفيدوا منه للدين والدنيا ، وإن شاء الله سوف ترجعون بالسلامة ، وأقبل الأطفال والأولاد وأصدقائكم وأحبابكم ونسأل عنهم ، وما تحتاجونه سوف تحصلون عليه بلا شك ، هل فهمتم ؟ ] بعدها يتكلم الشيخ نهرو باللغة العربية الى مخاطبيه العرب ، فقال لهم باللغة العربية : [ يقول حضرة السلطان : المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ، يا يحيى خذ الكتاب بقوة ، ثم يسأله صوفيٌّ بأن أناساً يذكرون معاوية . اللعنة عليه وعلى كلُّ من يذكره ] . بعدها تكلم الشيخ نهرو محمد باللغة الكردية ثانية ، فقال لدراويشه : [ توجد هذه الفتنة في ايران فقط بسبب بعض رجال الدين السنة ، وينبغي أن يَعِيَ رجل الدين دينه . إنهم جلسوا على منبر جدي ، وهذه العمامة التي لفَّ بها رأسه سوف نلُفُّها حول رقبته ونجرُّه بها ، وكالكلاب نفضحه . أما رجل الدين الحقيقي فالعمامة تاج على رأسه ويصبح نبراساً في الطريق ، وآنتهى

هذا الموضوع ولا يفتح ثانية . ] ! . إنتهى النص والترجمة .

إن التأريخ لهذه التصريحات الفاسدة والباطلة للشيخ نهرو ليس معلوماً . ثم بعد أن تم نشر الفيديو حاولت الطريقة الكسنزانية من ترقيع الموضوع ، فقالت إن هناك مَنْ تلاعب بالفيديو وأخرج أقوال الشيخ نهرو من مضامينها الصحيحة ، لكن ما أقدمت عليه الجماعة لم يكن إلاّ ترقيعاً فاضحاً ، لأن الفيديو يعود للشيخ نهرو نفسه وهو صحيح تماماً ولم يتم التلاعب به على الإطلاق .

بداية أقولها بكل صراحة ووضوح ، هو أني لا أريد أن أُعلِّق وأنتقد فيما قاله الشيخ نهرو محمد عن معاوية بن أبي سفيان ، لأنه ليس من السابقين الأولين من الصحابة للإيمان والإسلام كأبي بكر الصديق وعمر وعثمان وأمثالهم – رضوان الله تعالى وسلامه عليهم – ، كما إنه لم يكن من عظماء الصحابة ، ثم يُعتبر من الشخصيات المضطربة في التاريخ الإسلامي ولا يمكن تقويمه على صعيد العدالة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نلتزم بها ، وأخيراً كان من المتأخرين جداً للإسلام ، حيث فتح مكة فآضطر هو وأهله الجهر بالإسلام . لهذا فموضوعه يختلف جذرياً للعوامل المذكورة عن طعن الشيخ نهرو الكسنزاني بعظماء الصحابة وإساءة الأدب نحوهم ، في مقدمتهم الخلفاء الراشدين الراشدين الثلاثة .

لو آكتفى الشيخ نهرو شيخ الطريقة الصوفية الكسنزانية بنقد معاوية ومَنْ كان على شاكلته لَمَا كان لنا عليه من كلام ونقد وآعتراض ، أو لو إنه إستند في كلامه عن الصحابة وفقاً لِمَا جاء بحقهم من آيات الفضل والثناء في الآيات القرآنية لكان أمراً مُحكمٌ إيمانياً ومقبولٌ علمياً . لكن شيخ الصوفية الكسنزانية عمَّم أقاويله الباطلة على الصحابة الأجلاء ما عدا علي بن أبي طالب وأهله . لذا فما زعمه الشيخ نهرو هو باطل ، كل البطلان ويدل في نفس الوقت على عدم إطلاعه ، بل جهله بالتنزيل العظيم الذي أثنى على الصحابة من الرعيل الأول والثاني على الأقل ، كما إن رسول الله محمد أثنى عليهم في صحيح أحاديثه النبوية . من ناحية أخرى إن التاريخ يشهد بالنزاهة والعدالة والتقوى والورع لهم ، في طليعتهم أبي بكر الصديق وعمر

بن الخطاب وعثمان بن عفان وغيرهم – رضوان الله وسلامه عليهم – .

ثناء القرآن الكريم على الصحابة وفضائلهم بنصوص آياته ؛

لقد ورد في القرآن الكريم نحو مائة آية مُحكمة في فضل أصحاب رسول الله محمد من الصحابة الأولين والسابقين للإيمان والإسلام من المهاجرين والأنصار ، منها الآيات القرآنية التالية كأمثلة على تزكية الله تعالى لصحابة نبيه العظيم :

1-/ { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم } البقرة / 218

2-/ { إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله * والذين آوَوْا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض } الأنفال / 72

3-/ { والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله * والذين آوَوْا ونصروا أولئك همُ المؤمنون حقاً لهم مغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ } الأنفال / 74

4-/ { الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظمُ درجةً عند الله وأولئك همُ الفائزون * يُبشِّرهم ربهم برحمةٍ منه ورضوانٍ وجناتٍ لهم فيها نعيمٌ مقيمٌ * خالدين فيها أبداً * إن الله عنده أجرٌ عظيمٌ } التوبة / 20 – 22

5-/ { لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم * وأولئك لهمُ الخيراتُ وأولئك همُ المفلحون * أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها * ذلك الفوزُ العظيمُ } التوبة / 88

6-/ { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين آتبعوهم بإحسانٍ رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جناتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً * ذلك الفوزُ العظيمُ } التوبة / 100

7-/ { لقد رضي اللهُ عن المؤمنين إذْ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم * فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً } الفتح / 18

8-/ { إذْ جعل الذين كفروا في قلوبهمُ الحميَّةَ حَمِيَّةَ الجاهليةِ فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحقَّ بها وأهلها * وكان اللهُ بكل شيءٍ عليماً } الفتح / 26

9-/ { وما لكم ألاّ تنفقوا في سبيل الله ولله ميراثُ السماوات والأرض * لا يستوي منكم مَنْ آمن من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظمُ درجةً من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا * وكلاًّ وعد الله الحسنى * والله بما تعملون خبير } الحديد / 10

والى غيرها الكثير من الآيات القرآنية الكريمة التي تثني على صحابة رسول الله محمد وتبين فضائلهم الإيمانية وإخلاصهم وهجرتهم وجهادهم في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم وأن الله تعالى قد رضي عنهم ، حيث نجد في طليعة هؤلاء الصحابة الكرام أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وأمثالهم الذين أثنى عليهم الله تعالى في تنزيله الحكيم ، وفي علياءه سبحانه وتعالى عما يصفون ، وعما يقولون من البُهْت والكذب إزاء مَنْ زكَّاهُمُ الله عزوجل وأثنى عليهم في الكثير – كما ذكرنا – من آياته الحكيمات المحكمات الواضحات وضوح الشمس في رابعة النهار .

معتقدات الطريقة الصوفية الكسنزانية في ميزان الإسلام :

للأسف البالغ إن عدداً غير قليل من الفرق والطرق الصوفية المنتشرة في مختلف بقاع وبلدان العالم الإسلامي لها عادات وأفكار شاذة ومعتقدات غريبة تتناقض مع التعاليم الإسلامية المنصوصة عليها في الكتاب الحكيم والسنة النبوية ، منها الطريقة الصوفية القادرية الكسنزانية الكردية التي يترأسها حالياً الشيخ نهرو محمد الكسنزاني .

فالأصل والأساس والأهم يجب أن تتوافق عقائد الفرق والطرق الصوفية ، كما المذاهب الإسلامية أيضاً مع ما قرره التنزيل الكريم ورسول الله محمد بخصوص الدين والإيمانيات والطاعات والعبادات . عليه فما وافق وآتفق مع الكتاب والسنة

فبها وهو المطلوب ، وما تناقض معهما فهو ردٌّ ومرفوض .

بحسب بحثي ومتابعتي لأفكار ومعتقدات الطريقة الصوفية الكسنزانية إتضح لي إنها تعتقد بعقائد غريبة عن الإسلام وتعاليمه الدينية والإيمانية ، فمثلاً ؛ تقول وتعتقد الطريقة الصوفية الكسنزانية عن الآحاد والأفراد بأنهم [ همُ الأغواث الذين أفردهم الحق تعالى بهمة الإغاثة والإرشاد وتنوير طريق المريدين لله تعالى ] ! . يُنظر موقع ( الطريقة العلية القادرية الكسنزانية ) ، www.kasnazan.com

كما تقول وتعتقد الطريقة الصوفية الكسنزانية عن مصطلح ( أمر الله ورسوله ) الآتي ؛ [ مصطلح أمر الله ورسوله في إصطلاح الكسنزان : إن المشايخ – قدس الله أسرارهم – فُنيت أفعالهم في أفعال الله تعالى ورسوله ، وفُنيت صفاتهم بصفات الله ورسوله ، وفُنيت ذواتهم بذات الله ورسوله ، فصار بالله ورسوله يَسمعون ويُبصرون ويَبطشون ، وبهما يأمرون ، فهم حقاً : أمر الله ورسوله بين عباده ، مَنْ أطاعهم فقد أطاع الله ورسوله ومَنْ عصاهم فقد عصاهما ] ! . يُنظر نفس المصدر السابق

تكمن في العبارات العقدية أعلاه التي نقلناها من الطريقة الصوفية الكسنزانية العديد من العقائد المتناقضة مع جوهر الإيمان في الإسلام ، ومع التعاليم الإسلامية في نفس الوقت . فالله سبحانه لم يُفرد [ المشايخ ] الصوفية للإغاثة ، وهم ليسوا ب[ الأغواث ] . إن الإسلام أفرد مصطلحي العالم والفقيه – كما هو واضح في القرآن والأحاديث النبوية – لأجل مهمة الإرشاد والتعليم والتفقيه والتثقيف الديني . إذن ، لا يجوز إسلامياً إبتداع وخلق مفردات ومصطلحات غريبة لا تتفق مع الإسلام وتعاليمه .

ثم تأتي المصيبة في مُعتقد الطريقة الكسنزانية في آعتبار أفعال مشايخهم قد [ فُنيت في أفعال الله تعالى ورسوله ] ، كما صفاتهم وذواتهم في صفات الله ورسوله وذواتهما . لذا زعموا أن المشايخ عندهم أصبحوا [ بالله يسمعون ويُبصرون ويبطشون ، وبهما يأمرون ] . وهذا ليس إلاّ إنحرافاً عن التوحيد السوِيِّ الذي نادى

به التنزيل ودعا اليه رسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام – ، عليه نتسائل : أين المخلوق من الخالق سبحانه ، ولِمَ كل تلكم التشبيهات بين المشايخ العباد المخلوقين ، وبين الله الخالق جلَّ في عُلاه ..؟

وحول مصطلح ( الأستاذ ) تقول وتعتقد طريقة الشيخ نهرو الصوفية الكسنزانية بأن ؛ [ معنى الأستاذ في الإصطلاح الصوفي العام هو الشيخ المرشد الذي يُربي المريدين على الإستقامة على نهج طريقة صوفية . وأما عندنا فهو مرتبة روحية خاصة بالشيخ الكامل الذي ذاب بكليته – ذاتاً وصفات وأفعالاً – في النور الأعظم فقيامه بالله ، وسمعه بالله ويُبصر ويتكلم بالله ، ويتحرك ويسكن بالله ، حتى صار الناظر اليه ناظراً الى النور المحمدي أو ناظراً الى النور الإلهي أصله بلا فرق ] ! ، يُنظر المصدر السابق .

كما آستقرأنا معاً إن طريقة نهرو الصوفية الكسنزانية لا تتبع التعريف الوارد لدى مُعظم الطرق الصوفية في تعريف الأستاذ ، حيث [ هو المرشد الذي يربي المريدين على الإستقامة على نهج طريقة صوفية ] ، فعندها إن إصطلاح الإستاذ له تعريف آخر ، وهو المرتبة الروحية الخاصة [ بالشيخ الكامل الذي ذاب بكليته ] من حيث الذات والصفات والأفعال [ في النور الأعظم ] . لهذا أضحى قيام الأستاذ لدى طريقة نهرو الكسنزانية ، هو نفس قيام الله سبحانه ، وسمعه هو سمعه سبحانه ، كما إن الأستاذ يُبصر ويتكلم بالله سبحانه ، وإنه أيضاً [ يتحرك ويسكن بالله ] سبحانه عما يقولون عُلُوَّاً من القول ، ومن ثم تستنتج طريقة نهرو الصوفية الكسنزانية إن الناظر الى الإستاذ ، أو الشيخ عندها / عندهم هو الناظر الى النور المحمدي ، لا بل [ ناظراً الى النور الإلهي أصله بلا فرق ] .

إن الطريقة الصوفية الكسنزانية للشيخ نهرو تعتبر وتعتقد إن الناظر اليه – أي الى الشيخ عندهم – من قِبَل مُتصوِّفيه لا كمن ينظر الى النور المحمديِّ وحسب ، بل الى النور الإلهي بحقيقته وأصله ، و[ بلا فرق ] ، وهذا الإعتقاد هو آعتقاد إنحرافي وفاسد وباطل من الأساس ويتصادم كلية ومباشرة مع التوحيد الإسلامي ولا يمت

اليه بصلة إطلاقاً .

وعن ( الأب الحقيقي ) من حيث التعريف والإعتقاد تقول طريقة الشيخ نهرو الكسنزاني ؛ [ هو الشيخ المُربِّي ، لأنه يكون حاضر مع أنفاس المريد روحياً ، فيحميه ويمده في كل وقت وظرف ، سواءً بعدت المسافة أم قربت ، طال الزمن أم قصر ، رابطاً إياه بالحقيقة الأبدية ] ! ، يُنظر المصدر السابق ذكره .

الشيخ نهرو الكسنزان ؛ تصوفه وزهده ، حياته وواقعه :

الشيخ نهرو الكسنزان رأس الطريقة الصوفية الكسنزانية تزعم الطريقة بعد وفاة والده الشيخ محمد عبدالكريم الكسنزاني [ 1938 – 2020 ] الذي وافته المنية في إحدى المستشفيات في الولايات المتحدة الأمريكية . وهو كما تابعنا حياته وواقعه بعيد عن الزهد المعروف في التصوف والتدين من نواحي المظهر واللباس والسكن والثروات المالية الطائلة ومباهج الحياة والأفكار . إن الشيخ نهرو يلبس أفخم وأغلى وأرقى أنواع الألبسة الغربية ، كما له الكثير من أفخم وأغلى وأرقى أنواع السيارات . أما اذا ما شدَّ الرحال الى البلدان الغربية فإنه يقيم في أرقى وأغلى النادق ولفترة طويلة ، مثل فندق ترامب المعروف في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها . وعلى صعيد الأفكار فإنه يتدخل في السياسة وشؤونها ، بل يطمح ويسعى الى منصب رئاسة الجمهورية في العراق . لا شك إن كل ما ورد عن الشيخ نهرو يتناقض مباشرة مع الورع والزهد والتقشف المعروف في التصوف ، بل حياته وطريقة عيشه هي مشحونة بالترف .

ذكر الشيخ نهرو في مقطع الفيديو بأن { المؤمن القوي خيرٌ من المؤمن الضعيف } إنه مقولة لأحد شيوخه ، وهذا جهل منه بالأحاديث النبوية ، فالقول المذكور بالحقيقة هو حديث نبوي . ثم بعد اللعن هكذا قال جملته وأتمها [ وعلى كلُّ مَنْ يذكره ] ، حيث هو رفع الجار مع إن الطالب في المرحلة الإبتدائية يعلم إن حروف الجَرِّ هي في أغلب الحالات لا ترفع ، وهذا أيضاً دليل على عدم إلمامه بالنحو وقواعد اللغة العربية .

أخيراً كما يبدو بوضوح إن الشيخ نهرو الكسنزاني يستغل الطريقة الصوفية الكسنزانية لمآربه الذاتية على الصعيد السياسي والإجتماعي والتصوفي وجعلها مطيَّة لطموحاته وأهدافه وغاياته . لهذا فهو شخص مضطرب ولا يمكن الوثوق به من النواحي التي أشرنا اليها ، هذا بالإضافة الى إنه هناك جوانب غامضة في علاقاته الخارجية مع بعض الدول في العالم ، حيث تشوبها إشكاليات وشبهات وعلامات آستفهام كبيرة ومتعددة حولها .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here